4 آلاف أسرة سعودية في «صنادق»

12-31-2007, 08:37 AM

يعيشون على بعد بضعة كيلومترات من مركز المدينة ... و«الأمية» تقرع الأبواب ... والخدمات «معدومة»... عرعر : 4 آلاف أسرة سعودية في «صنادق» من « الصفيح» تفتقر إلى «الأساسيات»
عرعر - خالد المضياني الحياة - 31/12/2007

ينامون على صوت ارتطام ألواح الخشب بصفائح الحديد، يخالطه صوت الرياح الجافة تحمل معها صراخ طفلة متألمة. حيث البرد يهدم صحة السكان، والحر يصنع من مكعبات الصفيح التي يختبئون فيها «أفراناً» تلسعهم. هناك في ما يسمى «أحياء الصنادق»، وعلى بعد بضعة كيلومترات من مركز مدينة عرعر (شمال السعودية)، تقبع 4 آلاف أسرة سعودية تعاني الأمّرين على مدار العام.
الأسر السعودية، حيث ذهبت «الحياة» لتعاين المكان وتقابل السكان، ترزح تحت وطأة عوامل الطبيعة القاسية، كمكان يبتعد كثيراً عن شيء يدعى «الحضارة». الخدمات الأساسية معدومة، فلا مستوصف ولا مدرسة، والمنازل مكعبات من الصفيح، في جوٍ أبعد ما يكون عن «المدنية».
لا يربط السكان في تلك الأحياء سوى الفقر المدقع وأشكال بيوتهم المتهالكة، وشعورٌ موحد بينهم هو أنهم «مهملون».
«أحياء الصنادق»، كما يسميها سكان المدينة التي تعتبر عاصمة الحدود الشمالية، يعيش قاطنوها تحت مستوى خط الفقر، في وقت يستغرب الزائر لها غفلة الجمعيات الخيرية عنها، وكذلك الأمر بالنسبة إلى هيئات حقوق الإنسان.
يروي أحد سكان «الصنادق» ويدعى محمد العنزي قصته، فهو يعيش معاناته في هذا الحي منذ فترة طويلة، لكبر سنه، والإعاقة الملازمة له، وانخفاض دخله، كونه لا يملك وظيفة، إذ يعيش فقط على معونة الضمان الاجتماعي التي يتقاضاها كل شهر.
ويضيف: «ما يزيد معاناتنا سوءاً دخول فصل الشتاء، وما تتصف به المنطقة من برودة شديدة، وكما تعلم فالصفيح يمتص البرودة فتصبح بيوتنا أشبه بالثلاجات».
العنزي يعيش مع أبنائه في ثلاث غرف خشبية لها سقف من الصفيح، وبالطبع فإن ضيق المكان هو أولى شكاواهم، فضلاً عن عدم توافر حاجاتهم، ويشير أيضاً إلى أن الصيف كذلك يفعل فعلته بهم، إذ إن الصفائح تمتص الحرارة فتحول حجرات المنزل إلى أشبه ما تكون بالأفران، على حد وصفه. فضلاً عن كون ماء المطر في الشتاء ضيفاً دائماً في منازلهم.
ولا يتوقف الأمر عند الظروف المكانية فحسب، إذ إن «شبح الأمية» بات يهدد أطفال الحي وشبابه. يقول فهد الحازمي (أحد السكان) إنه متقاعد وله من الأبناء ثمانية، تهددهم «الأمية»، إذ لا توجد مدرسة لأبناء الحي «المنسي»، على حد تعبيره.
ويضيف: «حتى الرعاية الصحية تكاد تكون مغيبة، إذ لا يوجد أي مستوصف يخدم سكان هذه الأحياء، إذ إن مستوصف العزيزية هو أقربها إليهم، وهو بعيد».
وكشفت جولة «الحياة» أن بعض الآباء يجبرون أبناءهم على ترك المدرسة لبعد مسافتها، وعدم وجود الإمكانات المادية للدراسة لعدد كبير منهم، ما يجعلهم غير قادرين على تلبية متطلبات أبنائهم في حال الدراسة.
ويتابع الحازمي: «تعيش نسبة ليست بالهينة من السكان على ما يجود به أهل الخير، وما تساعدهم به الأيادي البيض من أهالي الخير والجمعية الخيرية في عرعر، كما يعمل غالب أهالي الحي في تسويق المواشي في سوق الأغنام في عرعر، ومنهم من يعملون برواتب لا تتعدى 1500 ريال شهرياً، في حين يعمل بعضهم في وظائف الحراسة الأمنية لدى الشركات، التي لا تعطيهم رواتبهم إلا بعد مرور عدد من الأشهر، أو سائقين لوايتات المياه بأجور زهيدة، مشيراً إلى أنهم يعانون أيضاً من عدم قدرتهم على تملك الأراضي عن طريق المنح، نتيجة لتأثير المحسوبيات في توزيع الأراضي.
وتقف صعوبة وصول التيار الكهربائي إلى هذه الأحياء عائقاً إضافياً أمام العيش بطريقة طبيعية، إذ يعتمد الأهالي على المولدات الكهربائية، وبعض التوصيلات العشوائية للتيار الكهربائي، وتُرى الأسلاك الكهربائية ممتدة إلى المساكن على الأرض «مكشوفة» من دون أية حماية، في مقابل مبالغ ترتفع بحسب بعد المسكن عن موقع المولد الكهربائي، إذ تصل أحياناً إلى 300 ريال شهرياً، فضلاً عن الحوادث التي تتسبب فيها تلك التوصيلات.
ويُقطع التيار الكهربائي عن المنازل مرات عدة يومياً، ففي فترة العصر يُفصل التيار، وبعد الساعة الثانية عشرة ليلاً يُفصل أيضاً من صاحب المولدات، بحجة إراحة المولدات كما يدعي صاحب المحطة. وعن طريقة البناء يقول الحازمي: «بنيت هذه المساكن بصورة عشوائية، طوال فترة تجاوزت 22 عاماً، وهي معرضة للرياح المصحوبة بالغبار صيفاً، ويلفحنا زمهرير البرد شتاءً».

لجنة لدراسة الوضع

عبر رئيس المجلس البلدي بالنيابة فهد الديدب عن أسفه لوضع هذه الأسر، وأوضح أنه قام بزيارة هذه المساكن بنفسه، واطلع على الوضع، ووجد كثيراً من الأسر التي تشكو الفقر والعوز، «بل إن بعضها يعيش تحت خط الفقر». وأضاف أن المجلس البلدي قام بتشكيل لجنة لدرسه وضع سكان هذه الأحياء، وتم رفع توصية لأمين المنطقة السابق المهندس علي بن نايف المهاشير، وتم التوصل إلى اتفاق مع الأمين السابق بمنح أراض سكنية لكل واحد من أصحاب المساكن، شريطة أن يخلي مسكنه.
وذكر الديدب أن مشكلة الصفيح أكبر من صلاحيات المجلس البلدي والأمانة، مشدداً على وجوب تضافر الجهات الرسمية والحكومية من وزارة الداخلية والشؤون الاجتماعية والأمانة لتوفير أحياء متكاملة الخدمات، منوهاً إلى وجود إسكان جاهز في انتظار التسليم من مساكن الأمير الوليد بن طلال الخيرية.

500 وحدة سكنية «عاجلة» ستُمنح لسكان «الصنادق»

قال رئيس اللجنة المكونة من الضمان الاجتماعي وأمانة منطقة الحدود الشمالية والجهات الحكومية ذات العلاقة عواد بن سبتي العنزي: «انتهت اللجنة من عمل دراسة جادة ميدانية لدرس أوضاع سكان الصفيح، وقامت بعمل مسح ميداني لهم، وحصر أعدادهم ودرس أوضاعهم بشكل جيد، وتم وضع التوصيات والحلول الجذرية لهذه المشكلة، وستُنفذ خطط معينة لتوزيع مخطط الإسكان الخيري الذي تبرع به الأمير الوليد بن طلال بن عبد العزيز، الذي يحتوي على 200 وحدة سكنية، إضافة إلى 300 وحدة سكنية، تبرعت بها مؤسسة الملك عبدالله».
يذكر أن اللجنة شُكّلت أخيراً بناءً على توجيه أمير منطقة الحدود الشمالية الأمير عبدالله بن عبدالعزيز بن مساعد.
حقوقياً، كشف نائب رئيس الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان الدكتور مفلح بن ربيعان القحطاني لـ «الحياة»، أن قضية سكان «أحياء الصنادق» مطروحة ضمن القضايا الأهم في أجندة الجمعية. وأوضح أن الجمــــعية تخاطب حالياً الشؤون الاجتماعية، لمعرفة مدى حاجة هؤلاء السكان لتحسين أوضاعهم، وحصر أسمائهم ومعرفة حاجتهم للدعم عن طريق الضمان الاجتماعي، إضـــافة إلى تأمين المساكن لهم، بمـــا يضمــن لهم حياة كريمة.
وحث الدكتور مفلح الجهات المختصة من الشؤون الاجتماعية والجمعيات الخيرية على توفير الدعم المادي لهم، إلى جانب توفير المستلزمات الصحية والتعليمية لهم بما يضمن لهم وضعاً إنسانياً جيداً.

12-31-2007, 09:54 AM

الله يسهل امورهم ان شاء الله وان يلتفت اصحاب الصناديق الخيريه لهم بدلا من تصدير زكاة وصدقات وخيرات اهل المملكه والخليج ا لممم
المملكه والخليج الى الخارج , والمثل يقول (( دهنا فى مكبتنا ))

01-19-2008, 08:51 AM

”

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حد الرهيف

الله يسهل امورهم ان شاء الله وان يلتفت اصحاب الصناديق الخيريه لهم بدلا من تصدير زكاة وصدقات وخيرات اهل المملكه والخليج ا لممم
المملكه والخليج الى الخارج , والمثل يقول (( دهنا فى مكبتنا ))

الله كريم حد الرهيف