بسم الله الرحمن الرحيم
مجتمعاتنا العربية بشكل عام لديها مشكلة وهي عدم الإنصات فالإنصات للمتحدث مهم جداُ فهو أهم نقطة في حل مشكلة أو مشاركة أو أي شي أخر .
ولهذا نجد في الحوارات والنقاشات مهما كانت أن تجعل الأخر يتحدث ويتكلم وتنظر إليه ولا تتجاهله فهذا يعطيك عدة أشياء في الحوار أولا باستطاعتك إظهار حجتك بشكل أقوى لو كان النقاش فكرياً أو عقائدياً لأنك سوف تقوم بالرد وفق النقاط التي ذكرها الخصم أو الطرف الأخر ..
ولكن نادر ما ان ندخل في حوارات قوية لكن المهم في الأمر أن يكون الإنصات في حياتك العامة والخاصة فمثلاً مع أخوك الصغير أو ابنك أو ابنتك أو صديقك أو أخيك أو الموظف الذي تحت إدارتك وهذا يشعره بالاهتمام وقيمته ويعطيه الثقة لو كان اقل منك عمراً أو وظيفة .
فا من خلال بعض ما اسمع وجد إن مجتمعنا ضعيف في مهارة الاستماع والإنصات للطرف الأخر فنجد مثلاً أب مشغول عن أبنائه ، ابن يريد أن يحدث أباه مثلاً فنجد الأب مشغول بطريقة غريبة مثلاً ( يشاهد مباراة غير مهمة ، يقرأ جريدة ، يشغل نفسه في جوال ، او يهمله ، ) فالشخص المقابل مثل الابن يفسر هذا بأنه ليس مهماً فهو يصاب بعدها بإحباط ويأس بأن الطرف الأخر مهمله ، ولعلنا سمعنا قصة الطفل الذي جمع مبلغ من المال من مصروفه الخاص وقال لأبيه لا تخرج واجلس معنا مقابل هذا المبلغ .
فالمسألة هنا عندما تريد أن تتحدث لأحد ما فلكي تكون قادر على الحديث لابد أن يكون الطرف الأخر مستعد فمن المستحيل أن تتحدث والطرف الأخر مشغول في أمر ما .
والأخرى عندما يريد احد أن يحدثك فعليك أن تكون مستعد وتخبره بعد دقيقة غداً أن شاء الله مثلاً وعندما يحين الموعد عليك أن تصغي له ولا تشغل نفسك بأمور أخرى .
في أحد الأيام كنت أريد أتحدث مع دكتور في الجامعة له شأن كبير وقدر كبير من الأخلاق العالية وكان مشغول بالحديث مع دكتور كبير أخر ووقفت قرب منهم فقال لي : ماذا تريد قلت أريد أحدث الدكتور قال بعد قليل ..
انتهى الأمر عندي وأصبت بالإحباط لاني لم أتوقع من الدكتور هذا الرد فبعد يوم اتصل علي شخصياً يقول لي : أين أنت ؟؟ قلت يا دكتور توقعتك مشغول قال : نعم كنت مشغول ولكن بعدها كنت في انتظارك ..
ولم يخب ظني بهذا الدكتور الكبير الذي تعلمنا منه ولعل أفضل الخلق عليه أفضل الصلاة والتسليم أفضل مثال : عندما كان في طرق المدينة وكان معه عدي بن حاتم رضي الله عنه قبل إسلامه فأتت إمرأه سوداء تشتكي إليه وسحبته من يده و اخذ يمشي معها بتواضع كبير من أفضل الخلق ..
ديننا فيه كل شيء فلنتعلم ونأخذ من هذه الجواهر العظيمة التي لا نجد من يطبقها إلا الغرب للأسف
اخوكم القباني
العرض العادي
