نجم المقدم أوالفرغ المقدم الدلو أومايسمى عند العامة والمزارعين بالحميم الثاني إذ يبدأ في 4/3 إبريل ( نيسان ) وعدد أيامه ( 13 ) يوماً وهو ثالث منزلة من منازل فصل الربيع ،يرتبط هذا النجم بمنزلة من منازل القمر بحسب التراث الفلكي الذي كان سائداً منذ ما قبل الإسلام في الجزيرة العربية وغيرها ،إذ كان يعرف هذا النجم بالحميم الثاني الذي اقترن اسمه بموسم الربيع عند العرب قديماً ،وهو نجمان مترادفان نيران متباعدان أحدهما شمالي ويقع حوله عدد من النجوم الصغار والآخر جنوبي نجم من النجوم اليمانية وتقول العرب ( إذا طلع الدلو هيب الجزو وانسل العفو ) وهذا يشمل ( المقدم والمؤخر ) وتخيّل العرب فرغ الدلو مصبّ الماء بين العرقوتين وقد يقال للفرغ الأول (عرقوة الدلو العليا) وللفرغ الآخر (عرقوة الدلو السفلي) ، وسمي فرغ الدلو لأن الأمطار تأتي في وقته كثيراً فكأنه فرغ دلو وهو مصب مائها وقال بعضهم إنما سمي بالعرقوة والفرغ تشبهاً بعراقي الدلو لأنها على هيئة الصليب فيه امتداد للسرايات والمراويح التي تنشأ عنها السحب والعواصف الرعدية السريعة وتتغير إتجاهات الرياح بين السكون والهبوب العاصف ونوؤه محمود فيه تهطل الأمطار بإذن الله وفي الشام يقال قديماً ( مطر نيسان يحيي الأرض والإنسان ) وفي هذا النجم ينعقد اللوز والتفاح ويزرع الأرز وحصاد الحنطة ويعتبر دخوله آخر طلع النخيل وآخر غرسها وينتهي وقت تلقيحها وتسمد فيه الأشجار وتقلم فيه أفرع العنب وتسمد أما الزروعات فيزرع فيه الخضار والكوسة والكراث والأرز والباميا واللوبيا والملوخية والرجلة والنعناع والفاصوليا والعنب والرمان والتين والفلفل والقرع والفجل والبطاطا الحلوة والذرة الشامية والذرة الرابعة ويشتل الباذنجان الأسود ويكثر الطلع لذا تحتاج النخيل إلى التأبير وفيه يتم حصاد القمح وتروى الأشجار بالماء حسب الحاجة وكذلك تسمد ويزرع البرسيم الربيعي وكل ماغرس فيه يحتاج إلى لف عندما تشتد الحرارة حتى لاتتأثر جمارتها من الشمس يتحرك فيه الزكام والصداع لتغير الجو ويقال أن برده يهلك الثمار إذا هبت رياح أصلها سيبيري وهذا نادر الحدث وفي هذا النجم نلاحظ مرور الطيور المهاجرة وهي تتنقل حيث الأجواء المعتدلة وتحدث فيه هجرة طيور الدخل والقميري حيث تعود إلى موطنها التي هاجرت منه ويسمع صوت طير الصقرقع ( الوروار ) الخضيري معلناً دخوله .
ـــــــــــ
* المعلومة من كتابي ( مواقيت الأنواء والنجوم ) الطبعة الثانية