في رحاب آيـة
{أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُواْ بِعَشْرِ سُوَرٍ مِّثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُواْ مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ}
يبين ربنا تبارك وتعالى في هذه الآية الكريمة مدى إعجاز القرآن الكريم، وأنه من عند الله؛ ويبين ربنا في هذه الآية حجج المبطلين الذين قالوا: إن الرسول صلى الله عليه وسلم قد قال هذا القرآن وألفه من عند نفسه، أو أن أحد الأعاجم قد علمه القرآن، أو غير ذلك، فتحداهم الله عز وجل في صُلب لغتهم بداية بأن يأتوا بعشر سور من مثل هذا القرآن فعجزوا، ونهاية بأن يأتوا بآية واحدة فعجزوا؛ فبان من هذا التحدي أن هذا الكلام من عند الله وأنه لا يستطيع أحد أن يأتي بمثله، ولا بما يشابهه في الفصاحة والبلاغة والجزالة. وإنك لتلحظ مدى إعجاز هذا الكتاب الخالد، إذا علمت على أي قوم نزل، فهم من هم في البلاغة واللغة ومع ذلك عجزت قرائحهم عن الإتيان ولو ببعض آية؛ فسبحان من هذا كلامه. ولم تتوقف يد العابثين في القرآن إلى اليوم فنجد بعضهم يحاول أن يقلد آيات القرآن، ويحاول أن يغير بعض كلامه، لكنهم لن يستطيعوا فعل ذلك لأن الذي تكفل بحفظه هو منزِّله سبحانه وتعالى القائل في محكم كتابه: {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون}.