استطلاع في واشنطن يكشف خوفهم من التحامل على بلادهم ومضايقات يواجهونها ... الطلاب السعوديون في أميركا: ضحايا تصنيف «التأشيرة» و «تعسف» مسؤولي المطارات
كشفت نتائج استطلاع حول الطلبة السعوديين في الولايات المتحدة، أجراه معهد أبحاث متخصص في واشنطن، حقائق ومعلومات مثيرة للقلق عن أوضاع المبتعثين السعوديين هناك، والصعوبات التي يواجهونها في منحهم التأشيرة، والمضايقات والإهانات التي يتعرضون لها عند دخولهم أميركا وعودتهم منها، إذ إن 70 في المئة منهم استهدفوا من دون الجنسيات الأخرى للاحتجاز والاستجواب، وكان مطار جون اف كينيدي في نيويورك أسوأ بوابات الوصول بالنسبة إلى السعوديين، إذ يُحتجزون ما لا يقل عن أربع ساعات. وفضلاً عن مشكلات «الكراهية» الناجمة عن التحامل والأحكام المسبقة، فإن الطلبة السعوديين يواجهون مضايقات مستمرة من مساعي المنصِّرين الذين يتعمدون جرهم لنقاشات مطولة عن الأديان.
وتشير الدراسة التي أجراها «معهد أبحاث سياسة الشرق الأوسط» خلال الفترة من 15 نيسان (أبريل) الماضي إلى 2 حزيران (يونيو) الجاري، إلى أن خُمس المبتعثين خائفون من الحقد والتعصب ضد السعوديين، فيما يخشى 13 في المئة منهم التعرض لاعتداء جسدي إذا غامروا بالخروج من الحرم الجامعي. ويواجه عدد كبير منهم صعوبات في تسلّم الطرود البريدية المرسلة إليهم، وحتى حين يتدخل أساتذتهم الأميركيون لمساعدتهم فإن موظفي الجمارك والبريد يزجرونهم بالتساؤل: كيف تتجرأون على مساعدة هؤلاء الأشخاص الذين نحاول حماية أميركا من أمثالهم؟
وكشف الاستطلاع ان ثلثي المبتعثين يفضلون الدراسة في كندا أو أوروبا (69 في المئة)، فيما أكدت نسبة ضئيلة (9 في المئة) أنهم كانوا يفضلون البقاء في المملكة. وشكا المبتعثون من أن وزارة التعليم العالي تكتفي باعتماد عدد محدود من الجامعات، ولم تسع إلى اعتماد جامعات في دول أخرى. وقال 33 في المئة من المبتعثين الذين استُطلعت آراؤهم إنهم لا يعولون كثيراً على مساعدة السفارة السعودية، وتراوح وصفهم لمستوى تجاوب السفارة مع شكاواهم بين «سيئ» و «سيئ للغاية».
واتضح أن التأشيرات تمثل أبرز الصعوبات بوجه السعوديين، إذ إن السفارة الأميركية تمنحهم تأشيرات تغطي فقط نصف الفترة المطلوبة لإكمال الدراسة. وذكر ثلث عدد المستطلَعين ان سلطات الجمارك والهجرة احتجزتهم ساعتين على الأقل في المطارات، وتصل المدة أحياناً إلى ثماني ساعات، ما يعرقل مواصلة الرحلات إلى أماكن الدراسة. وقال عدد منهم إنهم يشعرون بالخوف والقلق من اضطرارهم للعودة إلى السعودية لتجديد تأشيراتهم، إذ إن عودتهم تعني احتجازهم مجدداً، ومعاملتهم كمتهمين ومشتبه بهم ثبتت إدانتهم قبل استجوابهم.
وذكر الاستطلاع أن المسؤولين الأميركيين في السعودية يستغرقون أضعاف المدة التي يأخذونها عادة لدعوة طالب في الأردن إلى المقابلة الشخصية لمنحه التأشيرة. وتمنح سفارة أميركا في الرياض الطلبة السعوديين تأشيرات دخول مدتها 24 شهراً، في حين أن دراسة 63 في المئة منهم تستغرق خمس سنوات، في حين تمنح السفارات الأميركية تأشيرة السنوات الخمس للطلبة من قطر ولبنان والكويت والأردن وعمان والمغرب والبحرين وتونس ومصر وموريتانيا. بينما يحصل الطلبة الفلسطينيون والإماراتيون على 3-4 سنوات. وتصنف السفارة الأميركية السعوديين في قائمة واحدة مع السوريين والعراقيين والليبييين والصوماليين.
العرض العادي
