أعلن مؤخرا عن أنظف المدن بيئيا بآسيا وقد جاءت مدينة سنغافورة في المرتبة الأولى وفقا للدراسة المقدمة بعنوان" مؤشر المدينة الآسيوية الخضراء " والتي تتولاه وحدة المعلومات الاقتصادية والمفوضة من شركة سيمنس الألمانية حيث سجلت المدينة ''أعلى معدل'' في التصنيف الشامل وجاءت بعدها هونج كونج وسيئول وتايبيه والمدن اليابانية أوزاكا وطوكيو ويوكوهاما وحصلت على ''معدل فوق المتوسط".
كما حصلت مدن بكين وشنغهاي وبانكوك ودلهي وكوالالمبور على مستوى ''متوسط'' بينما حصلت مدن هانوي ومانيلا وكولكتا على تصنيف ''أقل من المتوسط'' ثم جاءت مدينة كراتشي في تصنيف ''أقل بكثير من المتوسط"
بحثت عن المدن السعودية من خلال هذا التصنيف إلا أني لم أجدها ولا حتى في المستوى الضعيف !
لذلك تمنيت أن تعمل نفس الشركة تصنيفا " لأسوأ المدن أكرمكم الله بيئا في أسيا "
أعتقد وللأمانة أن بعض مدننا وبفضل جهود أماناتها وبلدياتها الدؤبة سوف تحل في مراتب متقدمة جدا بالتصنيف بل لا أظن أن تذهب المراكز الأولى عنها أبدا وستفوز لا محالة وبكل جدارة واستحقاق فيما لو شمل التصنيف الاستراحات عفوا الخرابات على الطرق السريعة التي تربط بين مدن ومناطق المملكة.
حقيقة أمر مزعج ومقزز جدا ولأبعد الحدود وضع الاستراحات على الطرق السريعة في المملكة بل إن المواطن أو المقيم أصبح يعيد النظر كثيرا فيما لو أحب زيارة الحرمين الشريفين أو زيارة إحدى مدن المملكة عن طريق البر خاصة فيما لو كان لديه أطفال وكبار في السن فلا مساجد نظيفة ولا دورات مياه أكرمكم الله يستطيع الإنسان أن يدخلها ولا مطاعم تقدم وجبات تصلح للاستهلاك الآدمي إلا ما ندر !
قد نصبر على الوضع المزري إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا مع أن ذلك غير مقبول أطلاقا ولكن لو نظرنا للموضوع من زاوية أخرى أعمق تهمها سمعة الوطن وقلنا :
يا ترى ما هو التصور الذي يمكن أن يأخذه الزائر للمملكة سواء للحج أو العمرة أو الزيارة أو غير ذلك حينما يرى تلك الاستراحات , وهل من المعقول أن تبقى على وضعها المزري والأسوأ من السيئ لتشوه صورة هذا البلد
لن أقارن بطرق واستراحات الغرب أو غيرهم وإنما أقول لا تذهبوا بعيدا فقط أخرجوا من الحدود السعودية ببضع الكيلو مترات وإلى الدول الخليجية تحديدا وسترون العجب العجاب بدءا بالمنافذ ومرورا بنظافة الاستراحات ونهاية بنظافة وتنظيم المدن العام
ألا تلاحظون أننا مؤخرا لم نعد نقارن أنفسنا بمستوى الغرب بل لم نعد نصل لمستوى بعض الدول الخليجية المجاورة حيث أصبحنا بعيدين جدا عنهم وعن غيرهم
يا ترى ماذا ينقصنا لنصبح مثل هؤلاء ؟!
ثم أليس من المفترض أن نكون الأفضل قياسا على إمكاناتنا ووضعنا كقبلة للمسلمين وأرض للحرمين الشريفين نستقبل الملايين سنويا من كافة أنحاء المعمورة .
أولم يكفي ما ينقله مطار جدة من صورة مشوهه عن بلدنا لتأتي هذه الاستراحات لتكمل الناقص
للأمانة الحكومة مشكورة تبذل جهودا جبارة في خدمة ونظافة وصيانة الحرمين الشريفين من الصعب جدا أن يئد كل تلك الجهود تقاعس وتقاذف للمسؤوليات حول نظافة ورقي الاستراحات على الطرق السريعة بين وزارة النقل ووزارة الشؤون البلدية والهيئة العامة للسياحة بل لا أبرئ هنا الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان والتي أرى أنه يجب أن تتدخل وتنقل الصورة الكئيبة لوضع تلك الاستراحات وتطالب بالتدخل حتى يتم معالجة الوضع بأقصى سرعة ممكنة .
أخيرا أستطيع الخلوص إلى أن الحل الوحيد في اجتثاث تلك الاستراحات مما هي فيه من سؤ وعفن هو تسليمها لشركة عملاقة ألا وهي شركة أرامكو والتي تم الاستعانة بها مؤخرا للأشراف وإدارة مشاريع تصريف مياه السيول في جدة بعد عجز واضح ومحزن لأمانة المدينة خلال العقود الماضية .
لذا فلا يصلح مع وضع الاستراحات المتهالك والميؤس منه على الطرق السريعة وحتى نضمن انشاء الله تعديل أوضاعها إلا الاستعانة بشركة أرامكو .
بل يبدو أنه لم يعد يجدي مع جميع المشاريع البلدية في البلد إلا الاستعانة بأرامكو ودعونا نردد مالها إلا أرامكو ّّ!!
** بندر الشهري
العرض العادي
