موقع القبابنة لوحة تحكم العضو البحث تواصل مع الإدارة  




العودة   منتديات القبابنة المنتديات العامة الساحة العامة

الساحة العامة للمواضيع العامة والنقاشات المفيدة .

كيف تملك الدنيا,كيف الانتصارلنفسك (لخالدالمنيف)


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-10-2011, 03:14 AM   رقم المشاركة : 1
عضو فعال
 
الصورة الرمزية شموخ





شموخ غير متصل

شموخ is on a distinguished road


 

Lightbulb كيف تملك الدنيا,كيف الانتصارلنفسك (لخالدالمنيف)

تاه مركبه على صفحات المحيط وأخذت المياه تقذف بعظيم الموج حتى أتت على بقايا ذلك المركب المتهالك فبقي هائما أياما تعبث به الأمواج وتتلاعب به الريح وتلهو به الأسماك وقدر الله له بعد ذلك النجاة، وقد سئل بعد ذلك عن أعظم درس تعلمه من هذه التجربة المريرة وذاك العذاب الأليم فقال كلمة عجيبة:
(لو امتلكت الماء الزلال والغذاء فلا يحق لي بعد ذلك أن أشكو من مر!(



إن من أيسر دروب الشقاء وأسهل وسائل التعاسة التوسع المندفع في تمني ما فُقد وتعليق أمر السعادة على هذا المفقود!!
وتلك العقلية التي لا تحترم نعمة ولا تجل عطاء ولا تقدر منحة تصنع شخصية مهزوزة قلقة ..
وإني أتساءل: هل سمعتم في هذا الكون الفسيح ممن كبر قدره وعلا أمره وذاع صيته أنه قد امتلك كل ما يتمنى؟!
إن لم يسيطر الإنسان على أطماعه سيجد نفسه تركض هنا وهناك نحو عدد لا حصر له من الأشياء التي يتمنى امتلاكها ولن يمتلكها قطعا!



وقفة:
يقول الحبيب- صلى الله عليه وسلم-: (من أصبح آمناً في سربه معافى في بدنه عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها)، أي حكمة وأي سكن نفس وأي راحة بال في ثنايا هذا الحديث العجيب وبين سطوره المضيئة..
الدنيا بأكملها قد أعطيت لمن يملك تقديراً للنعم وفهماً عميقاً وتصوراً راسخاً عن قيمتها!

يقول الشيخ محمد الغزالي معلقاً على الحديث(إنك تملك العالم كله يوم تجمع هذه العناصر كلها بين يديك فاحذر أن تحقرها, إن الأمن والعافية وكفاية يوم واحد تتيح للعقل النير أن يفكر في هدوء واستقامة تفكيراً قد يغير مجرى التاريخ كله).. انتهى كلامه.
ما أروع أن نكبح جماح النفس وأن نحصر نطاق أمانيها اللامتناهية..



لا يستدركن علي أحد بأني أدعو لقتل الطموح ووأد التطلع أبداً، ولكن ما أقصده هو نسف القناعة التي تحكي بأن السعادة هدف.
وأذكر قاعدة شرعية تطهر النفس من أطماعها وتجلي للإنسان المقومات الأساسية للسعادة)والمؤمن على كل حال صابر شاكر) وأن كل ما زاد عن تلك المقومات هو إضافة جديدة ووردة تضاف لبستان السعادة الحاضر أساساً، وسيعيش متحرراً من الضغوطات رافعاً من شأن نفسه ومعلياً لهمته..

أنا إن عشت لست أعدم قوتا..... وإذا مت فلست أعدم قبرا
همتي همة الملوك ونفسي..... نفس حر ترى المذلة كفرا


وهكذا نحرر النفس من رق الطلبات الطموح غير المنضبط...
استحضر نعم الله عليك واجعلها حاضرة في وعيك، دع شمس حياتك تشرق كل يوم مسبحة بنعم الله التي لا حد لها.



ومضة قلم : قلما يفكرُ الناسُ فيما يمتلكون من نِعم.... لكنهم دائمو التفكير فيما ينقصهم!



ذكر لي أحدهم أنّه ذهب في إحدى ليالي رمضان بصحبة زوجته وأولاده الثلاثة لتناول طعام الإفطار في أحد المطاعم الفاخرة، وكانت تكلفة الكبار 75 ريالاً للشخص والصغير 40 ريالاً، وبعد لحظات جميلة تناولوا فيها أطايب المشويات والمقبلات ولذيذ المأكولات، وبعد جولات وصولات على أطباق الحلى الفاخر، طلب الأب الفاتورة وإذا به يفاجأ بمبلغ 150 ريالاً فقط، وكان من المفترض أنها 270 ريالاً!

تفاعلت العائلة كلها مع هذا التفاوت الكبير في المبلغ وكانت الحيرة سيدة المشهد!

الكل ينتظر كيف سيتصرف رب الأسرة!

هل يستغل الخطأ ويقتنص الفرصة تحت مبرر أنّهم أصحاب الشأن وتحت مظلة أن الخطأ خطؤهم!؟

صراع داخلي عنيف بين شهوة الكسب ولذة النصر المؤقّت وبين صوت الضمير الحي وصوت المبادئ ...

وفي لحظة حسم الأبُ الصراع برفع صوته منادياً المسؤول عن المطعم!

وبعد أن حيّاه وضّح له أنّ ثمة خطأ في الفاتورة، حيث إنّ المبلغ الصحيح هو 270 ريالاً!

ردّ عليه مسئول المطعم بابتسامة عريضة شكره فيها على أمانته، موضحاً له أنّهم تعمّدوا ذلك احتفاءً به وإكراماً له ولعائلته، وذلك لكونها الزيارة الأولى لهذا المطعم.



لا يستويان

هل تساوي 120 ريالاً أو حتى أموال الدنيا أن يكون أنموذجاً فاشلاً وقدوة سيئة؟!

هل ستسكت كنوز الدنيا صرخات التأنيب وتداوي من طعنات الضمير المؤلمة؟!

إنّ العيش بشخصية متكاملة تعيش وفق أجندة ثابتة من المبادئ لا شك أن لها تبعات وضريبة تدفع وفرصة تفوت وشهوة تكبت .. ولكنها لا شك أهنأ عيشاً وأريح بالاً من حياة مثقلة بالمتاعب ووخزات الضمير المؤلمة.

مكاسب عظيمة من موقف صغير تجلّت فيه القيم وقالت فيها المبادئ كلمتها فأرضى ربه وأراح ضميره، وقدم درساً لأولاده لن ينسوه أبداً في الثبات والقوة والوضوح وتطابق النظرية مع التطبيق.

وقفة

إنّ من مكملات الشخصية وجمال ملامحها هي معرفة الإنسان قيمه ومبادئه وثوابته غير القابلة للتنازل أو المساومة، لأنّ الحياة بدون ثوابت ومبادئ وقيم، لا شك باهظة الثمن، عامرة بالتعاسة، فالأشخاص الذين يساومون على المبادئ ويميلون حيث مال بهم الهوى، ويحطون رحالهم حيث مصلحتهم الشخصية، من أشد الناس تعاسة وأكثرهم بؤساً وضعفاً وأقلهم إنتاجية وعطاء.

وليكن لنا في الحبيب محمد اللهم صلي وسلم عليه، قدوة في الثبات ووضوح الهدف والحضور القوي للقيم السامية حينما ساوموه بالمال والجاه على أن يترك الدعوة إلى الله قال لهم (ما أنا بأقدر على أن أدع ما بعثت به من أن يشتعل أحدكم من هذه الشمس شعلة من نار).

وراودته الجبال الشمّ من ذهب

عن نفسه فأراها أيما شمم

يقول د. عبد الكريم بكار (إنّ من طبيعة المبدأ أنّه يمد من يتمحور حوله بقوى وإمكانات خارقة وخارجة عن رصيده الفعلي، ولذا: فإنّ التضحيات الجليلة لا تصدر إلاّ عن أصحاب المبادئ والالتزام، وهم أنفع الناس للناس؛ لأنهم يثرون الحياة دون أن يسحبوا من رصيدها الحيوي، إذ إنّهم ينتظرون المكافأة في الآخرة). وقد أثبتت الدراسات أن الناس يكونون بصحة أفضل ولياقة وعاطفة وأسلم حين تكون لديهم منظومة معتقدات واضحة ويتصرفون وفقاً لها.

اثبت أخي الحبيب عند قيمك وكن كالجبل عندما تناوشك الإغراءات، وسوف تدرك أن لذة الانتصار على النفس ومتعة قمع الأهواء والركون إلى القيم، لا تقاربها لذة ولا تدانيها متعة.

ومضة قلم

ليست الشجاعة في أن تقول كل ما تعتقده، بل الشجاعة أن تعتقد كل ما تقوله.

 







  رد مع اقتباس
إضافة رد


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

 

الساعة الآن 03:53 PM.



Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
Powered by Style ALRooo7.NET

Copyright © 2010 alrooo7.net. All rights reserved