موقع القبابنة لوحة تحكم العضو البحث تواصل مع الإدارة  




العودة   منتديات القبابنة المنتديات العامة الشريعة والحياة

الشريعة والحياة كل ما يتعلق بالدين الإسلامي ،

هل أنت رباني أم رمضاني ؟، ومتى يتحول التنظير إلى تطبيق عملي؟


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-29-2006, 02:26 PM   رقم المشاركة : 1
عضو نشيط





أبوهمام الأثبجي غير متصل

أبوهمام الأثبجي is on a distinguished road


 

هل أنت رباني أم رمضاني ؟، ومتى يتحول التنظير إلى تطبيق عملي؟

هل أنت رباني أم رمضاني ؟، ومتى يتحول التنظير إلى تطبيق عملي؟


إعداد،وتجميع
أبوهمام الهلالي
عبدالهادي بن أحمد الدُّريدي الأثبجي


رمضان: فرصة للتجديد

قال فضيلة الداعية د. عبد الكريم بكار 28/8/1427
21/09/2006

حظي رمضان باهتمام المسلمين في القديم والحديث وفي كل أرض من أرض الإسلام، وقد تجاوز استعداد المسلمين لاستقباله كلّ ما هو مألوف في التعامل مع العبادات؛ بل إن لدى المسلمين دوافع خفية لجعل هذا الشهر عبارة عن احتفالية كاملة، تُتوّج بأفراح العيد؛ وقد ذكر ابن الجوزي أن في مسلمي زمانه مَن إذا جلدْتَه حتى يفطر في رمضان ما أفطر، ومن إذا جلدْتَه ليصلي ما صلّى! إنها فعلاً مفارقة عجيبة؛ لكن يبدو لي أن كثيرًا من الناس ينظرون إلى الفطر في نهار رمضان على أنه نقص في الرجولة وضعف في الشخصية، ولهذا فإنهم يحرصون عليه هذا الحرص المميز. وهذه بعض الخواطر التي تتعلّق بهذه الشعيرة العظيمة.
1- شرع الله -تعالى- العبادات في الإسلام من أجل صقل الإنسان المسلم وتهذيبه، ومن أجل تدعيم صلته بالله -تعالى- فضلاً عن أنها أدوات ابتلاء واختبار، فمَنْ أدّاها على وجهها وبآدابها نجح وأفلح، ومن ضيّعها أضاع نفسه، وعرّضها لأشد العقوبات. هذا يعني أن علينا أن نتلمّس ما تتركه عبادة الصيام من تأثير في جوهر التديّن، والذي يقوم على الإخلاص وحبِّ الله –تعالى- ورجائه والشوق إليه والحياء منه، والسعي الصادق والدؤوب في تلمّس مراضيه، وإن الذي صام رمضان، وقام ليله، واعتاد ارتياد المساجد فيه، جدير بأن يشعر بأن تغييرًا جيدًا قد طرأ على ذاته، وأنه قد أعاد شحن طاقاته الروحيّة التي استنفد كثيرًا منها في الفترة الواقعة بين رمضان ورمضان. الذي أريد أن أقوله هنا هو: أن ثمرة الصيام يجب أن تظهر في حسن عبودية المسلم لله –عز وجل- على صعيد الرجاء والخوف والثقة والتذلّل والحب والولاء... إنه يشعر بمشاعر من كان تائهًا عن أهله وبيته، ثم وجده ووجدهم! ويجب أن تظهر ثمرة الصيام أيضًا على صعيد السلوك العملي من الالتزام بحدود الله –تعالى- والعمل بآداب الشريعة الغراء... إننا نريد أن نرى بعد رمضان تحسنًا يطرأ على رؤيتنا للدنيا والآخرة، أي أن تترجم حركتنا اليومية اعتقادنا بأن الدنيا مزرعة الآخرة.
2- يؤسفني القول: إن معظم الوسائل الإعلامية، تقوم بتشويه الوجه الحقيقي لرمضان، وتغيير ملامح رسالته للأمة، وذلك عن طريق تصويره للناس بأنه ضيفٌ ثقيل، يحتاج مستضيفوه إلى الكثير من الترويح عن النفس حتى يستطيعوا تحمّل وطأته، وحتى يمر بسلام، مع أن الرؤية الإسلامية الأصيلة والموروثة نسبيًّا، هي أن هذا الشهر الكريم هو فرصة عظيمة لمن يوفقه الله –تعالى- لصيامه وقيامه؛ ومن هنا كان كثير من السلف يدعون الله –تعالى- ستة أشهر قبل قدوم رمضان أن يبلِّغهم رمضان، فإذا انتهى رمضان دعوا الله –تعالى- ستة أشهر أن يتقبل منهم صيامه. والتشويه الثاني الذي تقوم به وسائل الإعلام هو تصوير رمضان على أنه مناسبة كبرى وطويلة للهو والتمتّع بأصناف الأطعمة والسهر ولعب الورق وتجمعات المراهقين والشباب في الشوارع.. مع أن الذي نعرفه من أسرار مشروعية الصوم هو أن المسلم في رمضان يهذِّب نفسه من خلال حرمانها من ملذاتها وشهواتها، كما أن الجوع الذي يعانيه، يجعله يتذكر الجياع، فيبسط يده بالإحسان للفقراء، أضف إلى هذا أن الناس في رمضان يتناولون وجبتين في رمضان عوضًا عن ثلاث وجبات، وهذا يعني وجود نوع من التوفير فيما يُنفق على الطعام، مما يساعد على التصدّق، ومما ينعش رأس المال الوطني... لكن الواقع يشهد أن ما ينفقه الناس على المأكل في رمضان، يتجاوز ما ينفقونه في أي شهر آخر! هكذا يتم إجهاض الشعائر العظيمة، وهكذا يتم صرف المبادئ عن وجهتها الشريفة!
إنني أدعو نفسي وإخواني إلى تقليل مشاهدة التلفاز في رمضان إلى أدنى حد ممكن حتى يعود لرمضان ألَقُه، وحتى يعود كما كان فرصة للتنفّل والذكر وقراءة القرآن وبذل المعروف...
3- رمضان يصلِّب لدينا روح المقاومة، ويقوّي الإرادة والعزيمة، وينبغي أن نستفيد من ذلك في جعل شهر الصيام مناسبة لتغيير بعض العادات غير المرْضيّة واكتساب بعض العادات الحميدة؛ والحقيقة أن الذي يجعل الإنسان ملتزمًا ومتفوقًا ليس سوى صفات قليلة، كما أن ما يجعل سلوك الإنسان، يوصف بالسيّئ أيضًا ليس بالكثير، إنه يكفي أن يتخلص المرء في كل رمضان من عادة واحدة سيئة وإحلال عادة حسنة مكانها حتى يجد نفسه بعد خمس سنوات وقد انتقل من شخص سيّئ إلى شخص عادي، أو من شخص عادي إلى شخص جيد أو ممتاز، تصوّر معي شخصًا ترك في سنة عادة التسويف، وفي التي بعدها عادة الفوضى في التعامل مع الوقت، وفي ثالثة عادة المبالغة في الكلام، وفي رابعة عادة التأخّر عن صلاة الجماعة، وفي خامسة عادة جفاء الأهل والأرحام.. كيف سيكون حاله؟!
4- نحن نعيش في وضعيّة كونية جديدة آخذة في التشكل والانتشار، وهذه الوضعية، تُعطى فيها الأولويةُ للمحسوس على المعنوي، وللمباشر على غير المباشر، وللآني على الآجل، وللقوة على الرحمة، وللنجاح على الفلاح، وللمتغير على الثابت. إنها وضعيّة مخيفة ومقلقة حقًا، وإذا ما استمر الوضع على ما هو عليه الآن، فهذا يعني أن الأجيال القادمة ستنظر بعين الاستخفاف إلى كثير مما نعدّه الآن شيئًا عزيزًا وعظيمًا، والحل لهذه المعضلة لن يكون فلسفيًا أو إرشاديًا، وإنما هو حلٌّ عملي يقوم على أن نحيا رمضان كما كان المسلمون الأوائل يحيونه: صيامٌ عن الطعام والشراب وعن المعاصي والذنوب، وإحياءٌ لليالي المباركة وللأرواح والقلوب، وتقرّبٌ إلى الله –تعالى- بأصناف القربات، إن هذا وحده هو التعبير الحقيقي عن رفضنا للتحلّل الداخلي والغزو الثقافيّ القادم من كل مكان.
والله الموفق.
((المصدر موقع الإسلام اليوم)).

لماذا لا يُغيِّر رمضان من واقعنا؟

قال فضيلة الشيخ المربي الداعية محمد بن عبد الله الدويش-حفظه الله تعالى-.
يتفاعل المسلمون مع رمضان، وتبدو مظاهر التغير في حياتهم، وفي عبادتهم، حتى لو غاب أحد عن المجتمع وعاد إليه في رمضان لم يصعب عليه أن يكتشف دخول الشهر من واقع الناس.

يصوم عامة الناس شهر رمضان، حتى أولئك الذين يُفرِّطون في الصلاة كثير منهم لا يُفرِّط في الصيام.

يصلي الناس من قيام رمضان ما كتب لهم، يقرؤون القرآن، يؤدون العمرة، يتصدقون... ولكن.

حين ينصرم رمضان يصعب أن نرى تغيراً في واقع الأفراد أو واقع المجتمع... فلماذا؟

لقد أخبر ـ تبارك وتعالى ـ أن الصيام يحقق التقوى في النفوس، فقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة: 183].

والقرآن والصلاة والصدقة لها أثرها البالغ في إصلاح النفوس، ومع ذلك ما نراه في الواقع يختلف كثيراً عما يجب أن يكون.

يصعب تفسـير هـذه الظـواهر مـن خـلال عـامـل واحــد، أو اختـزالـها في إجـابة جزئية، لكن كـثرتها تقـودنـا إلى سؤال مهم:

ما مدى عنايتنا بمقاصد العبادات؟

لقد جاء الحديث عن مقاصد العبادات في القرآن الكريم أكثر من الحديث عن تفاصيل أحكام العبادات.

وكثير من أحكام العبادات روعيت فيها مقاصدها، فإقبال الإنسان على طعامه حين يحضر، وقضاؤه لحاجته يُقدّم على صلاة الجماعة الواجبة، والطمأنينة في المشي إليها أولى من الإسراع لإدراك ركعة أو ركعتين.

ومقصد الاجتماع روعي ولو في تغيير كيفية الصلاة، وعدد ركعاتها في صلاة الخوف.

إن هذا يتطلب من المربين والمعلمين أن يعتنوا بتعريف الناس بمقاصد العبادات وتجليتها لهم، ويكفي في ذلك ماجاء بنص القرآن والسنة.

وهو يتطلب الاعتناء بالتذكير بها والوصاة بها، والتأكيد عليها.

وهو يتطلب ربطها بالأحكام التفصيلية فيما تظهر حكمته دون تكلف أو قول بغير علم.

إن المسافة شاسعة في دروسنا وتعليمنا بين ما نقدمه من حديث عن المقاصد، وحديث عن تفاصيل الأحكام، وبين ما يتكرر في وعظنا من أمر أو زجر على التقصير، وما يرد من وقوف عند أسرار العبادات.

لذا ينبغي ألا يثير استغرابَنا اعتناءُ الناس بمظاهر العبادات أكثر من حقائقها، وبصورها أكثر من مقاصدها.

والله ـ عز وجل ـ غني عن عباده، لا حاجة له في عبادتهم وطاعتهم؛ إنما فرض عليهم العبادة لحاجتهم هم إليها: {لَن يَنَالَ اللَّهَ لُـحُومُهَا وَلا دِمَاؤُهَا وَلَكِن يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْـمُحْسِنِينَ} [الحج: 37].

وقال #: «من لم يدع قول الزور و العمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه و شرابه» (رواه البخاري).
((المصدر مجلة البيان العدد 229)).

(( السؤال لنا ولكم ما هو تقويمك لعلاقتك مع الله-عزوجل-،وقدوتك رسول الله-صلى الله عليه وسلم-،وتقويمك مع نفسك،وتقويم علاقتك مع عباد الله ؟ هل تغير من حسن إلى أحسن أم العكس؟!)).
الجواب إن كنت كحالك السابق،فعظم الله أجرك،فأنت رمضاني.
وإن تحسن،من حسن إلى أحسن،فأنت في عداد الربانيين ذو الهمم العالية.

متى يتحول التنظير إلى تطبيق عملي؟ (( السؤال لأهل العلم،والتربية،والآباء،والأمهات )).

قال سعادة د. عبد الوهاب بن لطف الديلمي
لم يكن من منهج النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يربيَ أصحابه على منهج بحت؛ بمعنى أنه -صلى الله عليه وسلم- لم يجعل مهمته في بناء الإنسان السوي مجرد أن يتلو على أتباعه ما يوحى إليه دون أن يعمل على نقلهم من الجانب النظري إلى الجانب العملي التطبيقي؛ بحيث يتم ترجمة ما اشتمل عليه الوحي من أحكام شرعية إلى واقع يعيشه الأتباع، وبحيث يؤتي البلاغ المبين ثمرته في غرس الإيمان وقطف ثماره، وفي تطابق المعرفة مع السلوك، واستواء الباطن والظاهر، ومعرفة مدى تحقيق الغاية التي لأجلها أرسل عليه الصلاة والسلام.

ومـن أجل هـذا الفهـم الصحيح، لِِـما كُلف بـه ـ عليه الصلاة والسـلام ـ من أداء رسالته والقيام بحـق البلاغ على الوجه الأوفى، فـإن الله ـ سـبحانه وتـعالى ـ قال في شـأنـه: {لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْـمُؤْمِنِينَ إذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيـهِمْ وَيُعَلِّـمُـهُمُ الْكِتَابَ وَالْـحِكْمَةَ وَإن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ} [آل عمران: 164].

فـأمَّا تـلاوة آيـات الله ـ سبـحانه وتعـالى ـ فيعـني البلاغ لما أوحي إليه عليه الصلاة والسلام.

وأمّـا تعلـيم الكتـاب والحـكمة فيعـني: حمل الأتباع على حفظ الـعلم المصحوب بالفهم الصحيح لمراد الله ـ سبحانه ـ ومراد رسوله -صلى الله عليه وسلم-.

وأما التزكية فتعني: التطهير من رواسب الجاهلية وغرس الفضائل بكل أنواعها. والمتتبع لحياة الرسول ـ عليه الصلاة والسلام ـ مع أصحابه منذ الأيام الأولى في تاريخ الرسالة يجد الاهتمام البالغ من جانبه ـ عليه الصلاة والسلام ـ في تعهده لأصحابه، وحسن رعايته لهم، والارتقاء بهم في مدارج الكمال الإيماني؛ إذ لم يكن بمعزل عن حياتهم اليومية، كما أنه لم يكتفِ بتلاوة الوحي عليهم ثم ينعزل عنهم وينكفئ على نفسه.

ولقد كان أبرز صورة للتزكية والتطهير هي القدوة التي برزت في حياته في أعلى صورها؛ وذلك في تطبيقه لما يوحى إليه، فكان سلوكه ترجمة عملية يعرف من خلالها الآخرون كيف يحوّلون العلم والفقه إلى سلوك، ذلك أن الإسلام لم يكن مجرد جملة من النظريات التي تتلى ويقف المرء عند حد فهمها ومعرفتها؛ لأنَّ هذا وحده لا يغير من الواقع شيئاً. إن الإسلام جاء من أجل صياغة الإنسان صياغة جديدة ليتم من خلال ذلك تغيير الأنماط والأوضاع والتصورات الجاهلية. وبهذا المنهج الذي سار عليه النبي -صلى الله عليه وسلم- أوجد جيلاً مثالياً أحسن فهم الإسلام وتطبيقه، وحملِه إلى الناس.

واليوم نرى الكثير من الدعاة يهتمون اهتماماً بالغاً بالإسهاب في الجانب النظري، فيكثرون من الكتابة عن الأسـاليب والوسائل التي تنقل الناس إلى السلوك السوي الذي يتمثل فيه التطبيق للنص، والمتأمل في هذه الكتابات يجد الإبـداع في المفهومات التي تطرح، كما يجد حسن الفهم لاستنـباط الكثـير من المعـاني سواء من النص أو من منهج النبي -صلى الله عليه وسلم- فيما يتعلق بالتربية العملية، وما تزال المكتبات الإسلامية تتلقى كل يوم أعداداً من مثل هذه المؤلفات.

والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: هل صارت مهمة الدعاة والكتاب الإسلاميين منحصرة في مجرد التنظير والكتابة؟ وهل انتهى واجبهم عن هذا الحد؟ وهل كان الحل للواقع المؤسف لأحوال المسلمين وبخاصة شبابهم في هذه الكتابات التي طفحت بها المكتبات؟

وهل يتوقع كل كاتب وهو قابع في مكتبته أن مجرد انشغاله بهذا الجانب يعفيه من أي واجب؟ ثم إذا صار همُّ كل داعية وكاتب أن يكون في مصدر الموجه لغيره في الجانب النظري؛ فمن الذي سيتولى التربية المباشرة لشباب المسلمين؟ ومن يرعاهم؟ ومتى يظهر على الساحة القدوة الحسنة التي يقتفي الناس أثرها؟

إن الناس اليوم لا ينقصهم وجود من يكتب أو يملي عليهم المواعظ والنصائح، ثم ينعزل عنهم ولا يعرف شيئاً عن آثار موعظته ونصائحه، ولكنهم في حاجة إلى بروز القدوة الحسنة التي تتمثل فيها محاسن الإسلام التي كادت تختفي من الساحة الإسلامية، إنهم في حاجة إلى التربية العملية من خلال الصحبة الدائمة والتوجيه المستمر، ومعالجة جوانب الانحراف عند حدوثه، والترغيب في فضائل الأعمال وتطهير النفوس من أدران المعاصي، والترغيب في الآخرة والتزهيد في الدنيا؛ بحـيث تكون التربـية قائمة على الملاحظة الدائمة والمتابعة التي لا تعرف الكلل ولا السآمة، وبحيث تقر عين كل داعية وعالم بثـمرة جهـده ونتـاج عـمله، وبهـذا المنهـج يبـلغ الدعـاة غـايـة ما يطمحون إليه، وتختفي كثير من السلبيات والممارسات الخاطئة على الساحة، كما تنتشر صورة الفضيلة والخير في الأمة.

وأهم من ذلك أن تبرَأَ ذمتهم أمام الله ـ سبحانه ـ بما يؤدونه من واجب، وما يبذلونه من جهود في إصلاح أوضاع الأمة المتردية يوماً بعد يوم.

إن حدوث الجفوة بين العلماء والعامة بسبب انعزال العلماء وانكفائهم على أنفسهم بحيث أصبحت الساحة خالية من المعلم والمربي ـ إلا ما ندر ـ نذيرُ شؤم يؤدي إلى شيوع الجهل، وبالتالي التباس الحق بالباطل والسنة بالبدعة، ويغيب عن النـاس حُسـن الأداء للعـبادات بمـا يضـمن موافـقة الـشـرع؛ بل يصبح العامة في هذه الحالة فريسة للأفكار التي تحمل كثيراً من الانحراف خاصة مع وجود القنوات المفتوحة وتعدد مصـادر التـلقي، وعـدم وجـود ما يحصنهم من علم يحملونه، أو عالم يُحسن توجيههم، وسوف تكون الكارثة أعظم على الأجيال اللاحقة.

من أجل هذا كله؛ فإني أدعو أهل الغيرة على دين الله وعلى المسلمين أن يشمروا عن ساعد الجد، وأن يبذلوا الجهود المستطاعة في نشر العلم والفضيلة، وفي تربية الأمة، وفي مقاومة كل باطل بالحجة والبرهان حتى تظل الغلبة للحق وأهله.

ومما تجدر الإشارة إليه أن إمامة الصلاة كانت من الوظائف الشرعية التي يتولاها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بنفسه، وكان يقوم بها الخلفاء من بعده بأنفسهم، وقد أصبحت اليوم مضاهية للوظائف الدنيوية بعد أن عزف عنها أهل العلم، فصار يتسابق عليها الباحثون عن الجُعل المادي مقابل القيام بهذه الوظيفة، حتى صار يتولاها، في كثير من الأحوال، من ليس لها بأهل؛ إذ أنّ الصفات التي حددها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لمن يقوم بهذه الوظيفة لا يُلتفت إليها اليوم، ولم تعد معياراً للأهلية لمن يؤم الناس، فكثيراً ما نرى في المأمومين من هو أحفظ وأفقه وأعلم وأسن من إمام الصلاة، وحتى صار يُنظر إلى هذه المهمة بنظرة دنيا، وهذه في الحقيقة كارثة عظيمة؛ فكم من واجبات تتبع إمامة الصلاة من الإفتاء، والإرشاد والتوجيه، ومتابعة النصح، وملاحظة سلوك الناس؛ وهي أمور لا يحسنها إلا قليل من الناس؛ لذلك نرى الصلة مبتورة بين جماهير المصلين وبين أئمة الصلاة. وقد يكون من الكوارث أن يتصدر للفتيا من الأئمة بحكم إمامته من لا يُحسن الفتيا خشية أن يُتهم بالجهل.

ومعنى هذا كله أن العلماء يحتاجون إلى مراجعة موقفهم من هذه الوظيفة ذات الشرف العظيم؛ فإن العزوف عنها إحدى الأسباب التي تعمق الجهل في الناس، وعندما يصبح العلماء في عزلة عن جماهير المصلين؛ كيف ـ إذن ـ تتحقق الوراثة النبوية عند أهل العلم؟

وفق الله الجميع إلى مرضاته، والحمد لله رب العالمين.
((المصدر مجلة البيان العدد229)).

مع تحيات وتقدير
أخوكم في لله ومحبكم في لله وابن عمكم العزيز.
أبوهمام عبدالهادي بن أحمد بن عبدالهادي الدُّريدي الأثبجي الهلالي
((ابن جزيرة الحرمين الشريفين)).

 







  رد مع اقتباس
قديم 10-29-2006, 04:48 PM   رقم المشاركة : 2
مشرف
 
الصورة الرمزية العـــروان






العـــروان غير متصل

العـــروان is on a distinguished road


 

جـــزاك الله الف خير

 







توقيع :

  رد مع اقتباس
قديم 10-31-2006, 06:32 AM   رقم المشاركة : 3
عضو نشيط





أبوهمام الأثبجي غير متصل

أبوهمام الأثبجي is on a distinguished road


 

يسعدني مرورك الكريم العـــروان.

 







  رد مع اقتباس
قديم 11-03-2006, 07:59 PM   رقم المشاركة : 4
عضو متميز





ولد بداح غير متصل

ولد بداح is on a distinguished road


 

اخي الكريم ابوهمام
السلام عليكم
اخي الفاضل من علامات القبول تتابع العمل الصالح
وكما تلاحظ فأن صيام ست من شوال تأتي بعد رمضان
ويعود ذلك بالتهذيب بالنفس على الطاعات
واجرها عظيم ورد فيها من الأحاديث



فإن انقضى رمضان؛ فبين أيدينا مواسم تتكرر:
- فالصلوات الخمس من أَجلّ الأعمال، وأول ما يحاسب عليها العبد.
- ولئن انتهى صيام رمضان، فهناك صيام النوافل كالست من شوال، والاثنين والخميس، والأيام البيض، وعاشوراء، وعرفة، وغيرها .
-ولئن انتهى قيام رمضان، فقيام الليل مشروع في كل ليلة ( كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ) [سورة الذاريات 17].
- ولئن انتهت صدقة، أو زكاة الفطر، فهناك الزكاة المفروضة، وهناك أبواب للصدقة والتطوع كثيرة.
ولنعلم أن من صفات عباد الله المداومة على الأعمال الصالحة(الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ) [سورة المعارج 23]. و (وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ) [سورة المؤمنون 9].


وللمداومة على العمل الصالح..
لابد أولا: من العزيمة الصادقة على لزوم العمل، والمداومة عليه، أيا كانت الظروف والأحوال
ثانيًا: القصد القصد في الأعمال، ولا تحمل نفسك مالا تطيق
ثالثًا: علينا أن نتذكر أنه لا يحسن بمن داوم على عمل صالح أن يتركه
رابعًا: استحضر ما كان عليه أسلافنا الأوائل
خامساً: الإكثار من سماع الأشرطة الإسلامية المؤثرة
سادساً: البدء بحفظ كتاب الله والمداومة على تلاوته
سابعاً: الإكثار من ذكر الله والاستغفار
ثامناً: البعد كل البعد عن مفسدات القلب


وفي الختام جزاك الله خيرا اخي ابوهمام
وتقبل تحياتي

 







توقيع :

[align=center][/align]
  رد مع اقتباس
قديم 11-03-2006, 11:58 PM   رقم المشاركة : 5
مشرف
 
الصورة الرمزية حد الرهيف






حد الرهيف غير متصل

حد الرهيف is on a distinguished road


 

,وفقك الله لما تحب وترضى , وجعله فى ميزانم حسناتك , وجزاك الله الف خير .

 







توقيع :

  رد مع اقتباس
قديم 11-04-2006, 09:56 AM   رقم المشاركة : 6
فريق الاشراف
 
الصورة الرمزية محمد القباني






محمد القباني غير متصل

محمد القباني is on a distinguished road


 

جزاك الله خير اخوي ابوهمام على موضوع الجميل
فالعبادة أخي الكريم كما تعلم ويعلم الآخرون ليست محصورة في شهر رمضان
فالمسلم لا بد له من المداومة على الطاعات والتي تقربه من محبة الله
عز الله وجل وعليه أن يعلم أن الخالق تبارك وتعالى مطلع على السرائر
فلا بد من الحرص على ذلك ولا يجب أن نغير واقعنا الذي كنا نسير عليه
خلال شهر رمضان بعد انصرامه وعلى الدعاة والوعاظ أن يكونوا قدوة حسنة
للآخرين وذلك للترغيب في فضائل الأعمال وتطهير النفوس من أدران المعاصي والترغيب
في الآخرة والتزهيد في الدنيا
مشكور اخوي ابوهمام على الموضوع ولك خالص تحياتي

 







توقيع :

[frame="6 70"]أمة لاتعرف تاريخها .. لاتحسن صياغة مستقبلها[/frame]

[align=center][/align]


[align=center]

[/align]
  رد مع اقتباس
قديم 11-17-2006, 05:23 AM   رقم المشاركة : 7
عضو نشيط





أبوهمام الأثبجي غير متصل

أبوهمام الأثبجي is on a distinguished road


 

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ولد بداح
اخي الكريم ابوهمام
السلام عليكم
اخي الفاضل من علامات القبول تتابع العمل الصالح
وكما تلاحظ فأن صيام ست من شوال تأتي بعد رمضان
ويعود ذلك بالتهذيب بالنفس على الطاعات
واجرها عظيم ورد فيها من الأحاديث



فإن انقضى رمضان؛ فبين أيدينا مواسم تتكرر:
- فالصلوات الخمس من أَجلّ الأعمال، وأول ما يحاسب عليها العبد.
- ولئن انتهى صيام رمضان، فهناك صيام النوافل كالست من شوال، والاثنين والخميس، والأيام البيض، وعاشوراء، وعرفة، وغيرها .
-ولئن انتهى قيام رمضان، فقيام الليل مشروع في كل ليلة ( كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ) [سورة الذاريات 17].
- ولئن انتهت صدقة، أو زكاة الفطر، فهناك الزكاة المفروضة، وهناك أبواب للصدقة والتطوع كثيرة.
ولنعلم أن من صفات عباد الله المداومة على الأعمال الصالحة(الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ) [سورة المعارج 23]. و (وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ) [سورة المؤمنون 9].


وللمداومة على العمل الصالح..
لابد أولا: من العزيمة الصادقة على لزوم العمل، والمداومة عليه، أيا كانت الظروف والأحوال
ثانيًا: القصد القصد في الأعمال، ولا تحمل نفسك مالا تطيق
ثالثًا: علينا أن نتذكر أنه لا يحسن بمن داوم على عمل صالح أن يتركه
رابعًا: استحضر ما كان عليه أسلافنا الأوائل
خامساً: الإكثار من سماع الأشرطة الإسلامية المؤثرة
سادساً: البدء بحفظ كتاب الله والمداومة على تلاوته
سابعاً: الإكثار من ذكر الله والاستغفار
ثامناً: البعد كل البعد عن مفسدات القلب


وفي الختام جزاك الله خيرا اخي ابوهمام
وتقبل تحياتي
يسعدني مروركم الكريم أخي ولد بداح،وشكراً على تعليقكم الرائع.

 







  رد مع اقتباس
قديم 11-17-2006, 05:26 AM   رقم المشاركة : 8
عضو نشيط





أبوهمام الأثبجي غير متصل

أبوهمام الأثبجي is on a distinguished road


 

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حد الرهيف
,وفقك الله لما تحب وترضى , وجعله فى ميزانم حسناتك , وجزاك الله الف خير .
اللهم آمين إيانا ،وإياكم.
ويسعدني مروركم الكريم أخي حد الرهيف

 







  رد مع اقتباس
قديم 11-17-2006, 05:28 AM   رقم المشاركة : 9
عضو نشيط





أبوهمام الأثبجي غير متصل

أبوهمام الأثبجي is on a distinguished road


 

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد القباني
جزاك الله خير اخوي ابوهمام على موضوع الجميل
فالعبادة أخي الكريم كما تعلم ويعلم الآخرون ليست محصورة في شهر رمضان
فالمسلم لا بد له من المداومة على الطاعات والتي تقربه من محبة الله
عز الله وجل وعليه أن يعلم أن الخالق تبارك وتعالى مطلع على السرائر
فلا بد من الحرص على ذلك ولا يجب أن نغير واقعنا الذي كنا نسير عليه
خلال شهر رمضان بعد انصرامه وعلى الدعاة والوعاظ أن يكونوا قدوة حسنة
للآخرين وذلك للترغيب في فضائل الأعمال وتطهير النفوس من أدران المعاصي والترغيب
في الآخرة والتزهيد في الدنيا
مشكور اخوي ابوهمام على الموضوع ولك خالص تحياتي
لا شكر على واجب أخي محمد القباني،ويسعدني مروركم الكريم،وتعليقكم الرائع،فهذه هي الربانية.

 







  رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدليلية
أنت, التنظير, تطبيق, يتحول, رمضاني, رباني, عملي؟, إلى, ومتى


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

 

الساعة الآن 11:55 AM.



Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
Powered by Style ALRooo7.NET

Copyright © 2010 alrooo7.net. All rights reserved