موقع القبابنة لوحة تحكم العضو البحث تواصل مع الإدارة  




العودة   منتديات القبابنة الأقسام الخاصة سوالف الطيبين

سوالف الطيبين لروائع القصص في الجزيرة العربية

(( اصل تسمية قبيلة سبيع بن عامر بالغلباء ))


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11-09-2007, 07:42 PM   رقم المشاركة : 1
عضو فعال
 
الصورة الرمزية خيال الغلباء





خيال الغلباء غير متصل

خيال الغلباء is on a distinguished road


 

(( اصل تسمية قبيلة سبيع بن عامر بالغلباء ))

بسم الله الرحمن الرحيم

اخواني الكرام اعضاء ومتصفحوا منتديات القبابنة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد فان عزوة قبيلة سبيع بن عامر الغلباء معرفة بالف ولام من صدر الاسلام في عهد الدولة الاموية التي اعانتهم على حرب تغلب الغلباء وبني حنيفة وبني تميم لاسباب دينية ولانهم اخوال ابو سفيان بن حرب رضي الله عنه والد الخليفة معاوية بن ابي سفيان رضي الله عنهما ولانهم فرسان وحماة الضعن ولايوجد بهم شواوي لذلك سميت مضر بالحمراء على الابل الاراكية وسميت عامر بن صعصعة من سلالة هوازن المضرية في الجاهلية جعد الوبر اي انهم القبيلة الوحيدة في الجزيرة العربية من بين القبائل التي تغزل بيوتها من وبر الابل وليست كباقي القبائل التي تغزل بيوتها من صوف الغنم واختصرت الى جعدة ومنهم النابغة الجعدي وهم اهل الردات ولم يخضعون لقبيلة اخرى علما ان بلادهم في عالية نجد ووسطها ريف ومطمعا للكثير من القبائل ولكن دونها خيالة الغلباء ورثة بني هلال بن عامر الى اعتلوا قب الافراس ومن افرس العرب جاهلية واسلاما وكتب الخيل من دواوين الاسلام قد اثبتت ان اصل خيل العرب خمس مرابط اعطاها رسول الله الى بني اسرائيل سليمان بن داوود لوفد العرب وكان من ضمنهم معد بن عدنان فاخذ اصغر الخيل جسما ورشاقه والمسماة العبية والغلب اعزها واحدتها الغلباء وحصانها عبيان والمرابط الاربعة المتبقية هي الصقلاوية والكحيلة والمعناقية والاعوجية وكانت الاعوجية لبني هلال بن عامر من فحل الازد زاد الراكب وورد ذكرها في شعر الصحابي الجليل لبيد بن ربيعة العامري واعطاهم معها عبد وامه فلما ساروا من عنده الهته الخيل عن صلاة المغرب فطفق ضربا في السوق والاعناق اما توارت الشمس في الحجاب كما جاء في القران الكريم ولم يبقى من الخيل الا الخمسة مرابط المذكوره وفي طريق الوفد لم يجدوا صيدا فقرروا السباق و المتاخرة ياكلونها فتاخرت في الاولى احدها واظنها الصقلاوية فشحوا بها لصفاء لونها ثم تسابقوا اخرى فتاخرت احداهن واظنها الكحيلة فشحوا بها لجمالها ودعج عيونها فتسابقوا الثالثه فتعلقت عباءة معد بن عدنان بذيل الفرس فسميت عبية من ذلك اليوم فتاخرت فرفض معد ذبحها فتعاهدوا الرابعه ان يذبحوا المتاخرة ولكن الله تعالى اغاثهم بفرق من الصيد طاردوه حتى صادوا وسلمت خيلهم فورث معد بن عدنان العبية واعزها الغلب واحدتها غلباء وحصانها عبيان لابنه ربيعة ولذلك سمي ربيعة الفرس جمع فرس ثم ورثها ربيعه لسلالة نسب ابنه تغلب فاخذتها بنو هلال من تغلب الغلباء واخذوا معها حمى ضرية في نجد وبعدها سميت بني هلال بالغلباء الفرس اي خيالة الغلباء وفي فقه اللغه وصف للفرس الغلباء بانها ( مركوزة الذيل ذات عرف وسبيب طويلين ناعمين واذنين مقلمتين ومناخر واسعة وعنق دقيق وصدر رحب واسع وراس صغيرة وغيرها من الاوصاف ) ومن اراد ذلك فليراجع كتب الخيل وكتب فقه اللغة ومن الادلة احد شعراء سبيع :

ربعي سبيع متيهة كل عرماس
وربعك سبيع اللي تضد المضدي

اهل العبيه معسفة قحص الافراس
وخيالة الغلباء نهار التحدي

وسبيع الغلباء معناها على حذف مضاف سبيع خيالة الغلباء تقديرا وحذف المضاف خيالة للعلم به كما قررذلك ائئمة اللغة وياليتكم تستعينون بائئمة اللغة لاجل ان تجزموا بما جزمت به واقرؤوا كتاب الخيل لأبي عبيدة ، وستجدون أنه قال : الغلباء هي الخيل القصيرة الغليضة ، اي الرقبة وهذا شاهد من شعر بني هلال قصيدة بن زيزر يسندها لغنام بن سيف الجميلي الذى وردت في مخطوطة بن دخيل :

شكا قبلك الزعبي ذياب ابن غانم
مطفي من نار المعادي طلوعها

مقدم من غلباء هلال ابن عامر
منكثت من ارقاب المعادي دروعها

وليس جائزا ان تسمى كل عبيه غلباء لان الغلب لها اوصاف ثابته ماوجدت به من العبيات فهي غلباء ومن لا فلا قال فيها الشريف بركات المشعشعي ابن حاكم الحويزه بالعراق :

قال بركات الحسيني والذي له
جواد ما تدنى للمبيعه

قصير قينها وافي جماها
صغيرة راس منتجها رفيعه

معارفها كما بسلة حرير
وذات مناخر جلح وسيعه

وحاركها كما ذيب موايق
على الرعيان ضاري للفديعه

لها صدر وسيع الشبح رحب
منفجة حواجبها تليعه

مليح وصفها واف شبرها
بري القين شيفه بالطليعه

منتجة الفيا من خيل نجد
طفوح الجري لينة الطبيعه

الى ما سمعت الصوت المذير
تنط عيونها كنها خريعه

ابديها بما تملك يميني
من البان الخلايا والنقيعه

وقال الشاعر : عبد الله بن شيحان الجبري السبيعي رحمه الله

الحفر ورماح اخذناه بطعنا
من شيوخ فعلهم كل حكى به

انشد الدوشان والعجمان عنا
والدواسر واحددانا من شبابه

من هل الردات لااقفن واقبلن
واشهب البارود غاد له ضبابه

( العبية) خيلنا من يوم كنا
فرحة المضيوم في يوم الحرابة

والموروث ملئ بالادله ومنها على سبيل المثال الفرس الخضراء لذياب بن غانم الزعبي الهلالي والتي سميت عليها مدينة تونس بتونس الخضراء لان المدينة اعطيت لذياب دية لفرسه والتي قتلت في حربهم مع الزناتي خليفة على تونس وهي من العبيات الغلب وتتميز بلونها والتي منعها عن جميع حكام مصر والمغرب وهي من لوازمنا منذ القدم ولو تفحصنا التراث بعين الحاذق لوجدنا الكثير من الشواهد والادلة والاختلاف لايفسد بالود قضيه والعيب ليس في اللغة بل العيب في عدم فهمنا للغة والشيخ حمد الجاسر من اهل اللغة وقد قال الغلباء عزوة لسبيع والمقصود سبيع خيالة الغلباء على حذف مضاف للعلم به وهو ( خيالة ) وقد عارضه الخثلان في كتابه سبيع والسهول واللغة جعلت الغلباء اصل في الحيوان مجاز في غيره ولايجوز العدول عن الاصل الى المجاز الا بدليل واضح كالشمس قال الشاعر :

خيال للغلباء الى ثار دخان
صميدع لك فازع (ن) لانخيته

والسبيعي يقال له راع الغلباء من دون سائر القبائل وهذه اخر قصيدة في نفس المعنى لايتجاوز عمرها السنة قال الشاعر عبدالله بن حمير ال سابر الدوسري :

ما قوم الشعر وانشا نو ودانه
= والقح سحابه ببرق زلزل رعوده

امطر بعذب البيوت اللي لها خانه
= في واجب هزني فعله ومقصوده

شاده واجاده كريم ربنا عانه
= عفو عن النفس جود كالجبل جوده

من نادر وفقه بالعفو سلطانه
= تنازل عن زلة ماهي بمقصوده

شهم عفى عن ولد جاره ولا هانه
= ياجعل في الجنة الخضراء نزل عوده

عزالله انه رفع عند العرب شانه
= رفعة فخر نالها المنعور من فوده

متحمل ضيمها من قوة ايمانه
= كضم على غيضها من عادة اجدوده

وافرح بها جاره نعم الذرب واحسانه
= وخفف مصيبة وهي كالنار موقوده

الحي بالحاير نومس كل سكانه
= في بادرة نادرة ماهي بمعهوده

لله جلل بها ربعه وخلانه
= والطيب من الطيب ذا حقه ومردوده

فالجود بين عريب الساس برهانه
= وادروبه من رادها بالجود ممدوده

فهد السبيعي الى من شام عن دانه
= ماوالله له ضايم وسبيع زنوده

ادى حقوق الجوار برفعة انسانه
= يتبع وصاة النبي في الجار وابنوده

ماهوب عيب شجاعة منطق لسانه
= بالعفو لكن شرف يمتاح بحدوده

يفوزبه طايل مادامت ازمانه
= فخر يماري به كل العالم شهوده

جدد سلوم العرب واسلوم جدانه
= اللي فعايلهم في التاريخ مرصوده

والعفو فتح لكل الناس بيبانه
= ماهي بمن راد للناموس مردوده

طبق فعول مضت من مثل جيرانه
= بين المهادي وجاره صارت شهوده

فهد سماح وذرب طاع رحمانه
= كسب ثناها مع اجر فاز بردوده

فلو ارتكز بالقضاء في الربع شيطانه
= تفارقوا فرقة ماهي بمحموده

لاشك طفى السبيعي ضو نيرانه
= حب لحفظ الجوار سنين معدوده

اخذ العوض فالله وولد الجار مادانه
= خلاه حر طليق واطلق قيوده

ماهي غريبه على فهد وعفوانه
= من قوم في نيلة الطالات محسوده

سبيع في الحرب هم لطمه وفرسانه
= وفي السلم هم من رجال العقل وافهوده

سبيع عامر هل الفزعات والعانه
= ياسعد منهم بيوم العجه اعضوده

( خيالة الغلباء الى من ثار دخانه )
= مثل البحر لاتلاطم فجر اسدوده

وفي الجود هم منتدى للجود ظفرانه
= جيرانهم ماشكوا من الضيم وانكوده

امدح على فعل لاجاء الصدق بيانه
= وانفال كل العرب ماهي بمجحوده

والخيل من اسباب الغلبة في المعارك وقد ثبت في الحديث ان الخيل معقود بنواصيها الخير الى يوم القيامة فلذلك كان للفارس سهمان من الغنيمة والراجل سهم واحد وعلى كل باحث في تراث قبيلتنا العزيزة سبيع بن عامر الغلباء ان يعلم اننا بالرجوع الى القاعدة الاصلية بان ما كان مذكره على افعل فان مؤنثه على فعلاء مثل اغلب وغلباء لانها صفة مؤنثة للفرس كما ذكرت كتب فقه اللغة وهي في الحيوان اصل وفي غيره مجاز ولايعدل عن الاصل الى المجاز الا بدليل كالشمس وهذا البحث في حقيقته يؤكد ماذهب اليه علامة الجزيرة الشيخ حمد الجاسر رحمه الله من ان الغلباء عزوة لقبيلة سبيع بن عامر الغلباء وليست صفة او لقبا كما ادعى بعض المتمعلمة وتقرير علامة الجزيرة العربية الشيح حمد الجاسر رحمه الله عندما قال ان الغلباء عزوة لقبيلة سبيع دليل كاف على سقوط غيره واكد ذلك كثيرا من شعراء سبيع وعلى راسهم الشاعر مسند بن سعود المجمعي السبيعي صاحب ملحمة سبيع عندما قال ( حنا هل الغلباء وهي عزوتنا ) واكده كثيرا من شعراء القبائل الاخرى وانما الوصف غلبا لقبيلة شمر وقد ورد ذلك بالشعر في اول القرن الحادي عشر عندما رثت زوج وديد بن عروج شيخ بني لام الطائية زوجها وذكرت ان الذين قتلوه هم قبيلة شمر حيث قالت ( بنحور غلباء فوق قب الاصايل ) القصيدة وكذلك قبيلة قحطان نجد توصف بانها غلابه اما الغلباء ففرس معلومة الاوصاف كعرض الرقبة من الاسفل ونحولها من الاعلى وطول ونعومة شعر العرف والسبيب في الذيل مع اذنين مقلمتين رؤوسهما على شكل رؤوس الاقلام دقيقتين واوصاف اخرى بسطها الزمخشري في فقه اللغه اذ التقدير على حذف مضاف سبيع خيالة الغلباء وقد حذف المضاف خيالة للعلم به كما قرر ذلك ائمة اللغه عليه فان هذا هو التصور الصحيح لان الحكم على الشئ فرع عن تصوره كما قرر ذلك اهل المنطق وان لم نصل الى تلك النتيجة في هذا الوقت بالذات فلن نصل اليها ابدا لان اسلافنا انصرفوا عن البحوث المفيدة بزمنهم لا نشغالهم بلقمة العيش الكريمة ونحن ولله الحمد في رخاء وسعة من امرنا وارجو ممن يمتلك العلم ان يشاركنا بما يعلم اما غيره فلايقحم نفسه في شئ لا يتقنه ولا يحسنه بل ينظر اراء المؤرخين الثقاة الذين شاب شعرهم في طلب العلم وعلى راسهم علامة الجزيرة الشيخ حمد الجاسر رحمه الله الذي اثبت انها عزوة وليست لقبا او صفة وقد ورد رحم الله امرأ صنع صنعة فاتقنها وورد رحم الله امرا عرف قدر نفسه وقبيلة شمر العريقة اطلق عليها لفظ غلباء بالتنكير وليست الغلباء بالف ولام على التعريف لانها لقبيلة سبيع بن عامر الغلباء ارثا من بني هلال كما اطلق على قبيلة قحطان الوصف غلابة واول ما وردت صفة غلباء لقبيلة شمر حسب ما وصل الي من الشعر هي قصيدة زوج وديد بن عروج شيخ بني لام ويدعي رواة حائل انها قيلت قبل ستمائة سنة والراجح عندي انها قيلت في بداية القرن الحادي عشر وتقول في قصيدتها :

يالله ياعايـد علـى كـل مضمـاه
= يا مخضرن بالارض الهشيم المحايل

انت الكريـم و رحمتـك مانسينـاه
= تروف با للـي دوم عينـه تخايـل

الطف بمـن كـن عينـه مـداواه
= اللـي بقلبـه حاميـات المـلايـل

الوج مثل ايوب من عظـم بلـواه
= و اسهر الى ما يصبـح النجـم زايـل

لا وا حبيبي كـل ما قلـت ابا انسـاه
= له تفطني مـن الهجـن حايـل

و اليا نسيتـه فطنتـنـي بطـريـاه
= شيبا ظهر من عاصيات الجلايـل

يلتاع قلبـي كـل ما حـل طريـاه
= كما يلـوع الطير شبـك الحبايـل

لا وا حبيبـي سبعـة سنيـن فرقـاه
= عليه انـا قصيـت كـل الجدايـل

لا وا حبيبي يتلـف الهجـن ممشـاه
= لا مـن بغى لـه نيـتـن ما يسـايـل

لا وا حبيبي يسقي الربع مـن مـاه
= دليـلـهـن و ان تيـهـوه الـدلايـل

لا وا حبيبي يرعـب الهجـن بغنـاه
= مـن كثر ما توحيـه ليـل و قوايـل

لا وا حبيبـي كـل قـوم ٍٍٍٍٍٍٍٍٍتنـصـاه
= تلقـى ربوعـه طيبيـن القبـايـل

لا وا حبيبـي تدفـق السمـن يمنـاه
= يما ذبح مابيـن كبـش ٍ وحايـل

لا وا حبيبـي وافـيـاتٍ سجـايـاه
= عليـه غضـات الصبايـا غلايـل

لا وا حبيـبـي بـيـن ذولا و ذولاه
= خلـي بهوجـة معدليـن الفتايـل

لا وا حبيبي طـاح يـوم الملاقـاه
= بنحور غلباء فـوق قـب الاصايـل

لا وا حبيبي طيـر شلـوى تعشـاه
= قطاعة المهجة سناعيـس حايـل

يا عارفيـن وديـد يا طـول هجـراه
= ياليتنـي بوديـد مـا القـى بدايـل

خذيت اخوه ابي بـدل ذاك مـن ذاه
= البيت واحـد مـن كبار الحمايـل

عنـدي مثيلـه واحــدن كنه ايــاه
= عليه مـن توصيـف خلـي مثايـل

الـزول زولـه و الحلايـا حلايـاه
= و الفعل ما هو فعل واف الخصايـل

والغلباء على التعريف بالف ولام صفة لفرس معلومات الاوصاف كما تقدم والباحث الجاد يبحث عن كتاب فقه اللغة وسيجدها في اسماء الخيل وهي لقبيلة سبيع بن عامر الغلباء خاصة اما غلباء على التنكير فصفة لقبيلة شمر لانهم اهل ردة مثل قبيلة سبيع وكثيرا مايغلبون غيرهم من القبائل فاطلقت عليهم صفة غلباء من كثرة الغلبة كما اطلقت على قحطان غلابة لنفس السبب ولو تاملنا البيت :

لا وا حبيبي طـاح يـوم الملاقـاه
= بنحور غلباء فـوق قـب الاصايـل

لوجدت ان الشمامرة غلباء فوق قب الاصايل من الخيل والشيخ وديد بن عروج شيخ بني لام قصره في العمارية القرية المعروفة قرب الرياض ونخوة وعزوة قبيلة شمر العريقة زوبع لكل شمر الا عبده لان نخوتهم وعزوتهم سناعيس وصفة غلباء على التنكير لعموم قبيلة شمر والغلباء على التعريف بالالف واللام عزوة لعموم قبيلة سبيع بن عامر وهي الفرس كما اسلفنا على حذف مضاف اذ التقدير خيالة الغلباء كما ان لقب الطنايا يشمل قبيلة شمر اجمع وهي في الاصل لزوبع والحداء على صهوات الجياد احد الفنون في الجزيرة العربية التي تولدت مع الفروسية فهي عريقة بعراقة الفروسية وقديمة بقدمها كما تولد الهجيني مع الهجن والخيل معقود بنواصيها الخير الى يوم القيامه كما ثبت ذلك عن الرسول صلى الله عليه وسلم وقد روى ابن عباس رضي الله عنه عن من قبلنا ان الله تعالى جمع الريح الجنوبيه وقال اني خالق منك خلقا وخلق الخيل لذا تسمى بنات الريح وخير ادم عليه السلام بين البراق والفرس فاختار الفرس فقال تعالى لقد اخترت عزك وعز ولدك ففي ظهرها عزا وفي بطنها كنزا كما روي ان الرسول صلى الله عليه وسلم قال لو جمعت خيل العرب والعجم لسبقها الاشقر ذو الغره محجل الثلاث مطلق اليمين والخيل نالت نصيبا وافرا من قصائد الفرسان بل الاعظم من ذلك نزلت سورة من القران في الخيل تسمى العاديات وقد قال شاعر الرسول صلى الله عليه وسلم حسان بن ثابت رضي الله عنه

عدمنا خيلنا ان لم تروها
تثير النقع موعدها كداء

ومن عظم الفرس عند العرب كانوا يملكونها مثاني او اكثر يعني ان يملك الفرس اكثر من رجل ولهم قواعد ثابته في ذلك كما اقترنت الفرس بحياة العربي حتى اسكنها بيته من الشعر في سني البرد والحفها بردائه مثل اولاده واعطاها عليقها بيده اكرما لها وحرصا عليها وحلب لها من اعز نوقه وكان العربي لايانف من خدمة ثلاثة ضيفه وابنه وفرسه ونشات بين العربي وفرسه علاقة حميمية ادت الى ولادة ادب للخيل مثل الحداء على صهواتها اعتزازا بالفعل والنفس والحداء من الاراجيز التي يقولها احيانا غير الشعراء فبعض الفرسان ليسوا بشعراء ووجد من بينهم من يقول الحداء وهو فن قديم قدم الخيل عند الاستعراض او بعد النصر او اثناء المعركة وقد شهر فيه اغلب فرسان العرب ومن اشهر المرابط في الجزيرة العربيه الغلباء شيخة مربط العبيات عند قبيلة سبيع بن عامر وهي التي سميت بها سبيع الغلباء على حذف مضاف للعلم به والمقصود سبيع خيالة الغلباء قال شاعرهم

خيال للغلباء الى ثار دخان
صميدع لك فازع لانخيته

والكثير من الادباء قد خلط بين الغلباء فرس قبيلة سبيع بن عامر وقبلهم لاخوانهم بني هلال وغلبا صفة قبيلة شمر فصفة قبيلة شمر على التنكير اي ان كلمة غلبا نكرة والغلباء معرفة بالف ولام وصفة شمر لكثرة غلبتهم في المعارك ومن احديات الفرسان على الخيل احدية الملك فيصل رحمه الله في حرب اليمن

ياطارشي للسيف قل له
جوك العوادي بالحديد

واحدية الشيخ الفارس فدغوش بن شويه رحمه الله في معركة العريق ويقول فيها

ياسابقي جتكم عزوم
والعلم عند الله عزيز الشان

اشوف علي عقب نقل الزوم
من ضربنا طاح فالميدان

عاداتنا نطرح عقيد القوم
لاثار عج الخيل والدخان

خليت ابو عمشى يحرب
النوم هذي فعايلنا على الجدان

واحدية شاعر من سبيع في الشيخ مطلق المصخ شيخ العرينات رحمهم الله

يااهل القريا مطلق صال
ياويلكم ياحاربينه

كت الخضيراء بالف خيال
وباقي سبيع مقتفينه

واحدية الفارس راقي بن وريك الروبه السبيعي رحمه الله

عفراء تهوم الخد هوم
وعشب السهل يهيا لها

لاطالعه سبار قوم
ترتع وانا خيالها

واحدية الفارس حسين بن بن صالح بن السوداء القباني رحمه الله

في شف من وسمها المشعاب
= وضحا على الراعي رجوح

نروي مقاديم الحراب
= لامن هبا راع الجموح

نرمي عشا سحم الذياب
= والروح لابده تروح

وهذه احدية لجلالة الملك عبد العزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود رحمه الله

حنا الى ركبنا عراب الخيل
وتقاحص الفرسان قدام ورا

شهب عليها من ذياب الليل
فرسان خيل ما تباع و تشترى

واحدية اخرى لجلالتة رحمه الله

الغوج رديته بتال الخيل
يوم ادبحن الخيل بالفرسان

لعيون من ريحه زباد وهيل
شامت عن الجاهل تبى الشيبان

واحدية الأمير محمد بن عبد الله ال رشيد رحمه الله في معركة المليداء

وانا احمد الله طاب نومي
والما على كبدي قراح

من يوم شفت فعل قومي
باولاد علي بالبياح

لومي على الدنيا ولومي
على ربعي مروين الرماح

واحدية الأمير عبد العزيز بن متعب ال رشيد رحمه الله

وين انت ياداير منيرة
دونه مزاريج الرماح

مادام راسي دايم له
والله ما تشرب سماح

واحدية للفارس الشيخ تركي بن حميد رحمه الله

يا واصلين جمل
= لايركب المثبوره

يذكر ليوم القرنه
= يوم تحوم طيوره

واحدية الفارس الشيخ جمل بن لبده رحمه الله ردا على الشيخ تركي بن حميد رحمه الله

تركي خيال طيب
= ويدورني وادوره

يمهل علينا و اركب
= فوق الصفرا المذكوره

و الله لاروي سيفي
= واقحم شبا المسموره

واحدية الفارس ترحيب بن شري بن بصيص المطيري رحمه الله

يا طارش مني لبو سلطان
= ومناحي حمـاي البليـد

والله لاطــارد سـربة العتبان
= لـو كـان خلوني وحيد

صفراي اضـريها على الدخـان
= والله يفعل ما يريـد

واحدية الشيخ ذعار بن مشاري بن ربيعان رحمه الله ردا على الفارس ترحيب بن شري رحمه الله

ياللي تمنى سربة العتبان
= ابشـر بهم علم وكيد

خيل تنازى فوقها فرسان
= وبا يمانهم صلد الحديد

مع دربهم عينت ابن شوفان
= و حسين حماي البليد

البل اخذناها من الحيطان
= حفنا الودايع و المعيد

واحدية الشيخ الفارس محمد بن هندي بن حميد رحمه الله

شاهر يوصف ثوبي المقزوز
= ومن الحرص حرص عليه

عاداتنا نركض على الصابور
= والعمر تدابيره على واليه

وله هذه الاحدية

يا ربعنا شدوا على الزلبات
= جتنا مناديب الامام

ليت الحصان اللي عطي ما فات
= ما سر بالباير عطاه العام

وله هذه الاحدية ايضا

نقل الموارت ما بها نوماس
= رمية شرود من بعيد

علي ظف حبالها للراس
= والله يفعل ما يريد

واحدية الفارس الشيخ هذال بن فهيد الشيباني رحمه الله

يا اهل الرمك كل يجيب حداه
= انتم وراكم ما تحدون

ترى الحدا لاهل الرمك مشهاه
= فكاكة التالي نهار الكون

واحدية الشيخ الفارس شليويح العطاوي العتيبي رحمه الله

يا مهرتي ياللي تشع الذيل
= والا ذراعك خابر ماضيه

نبى عليها عند تالي الخيل
= والجيش الى حرف على تا ليه

واحدية الفارس ضيف الله بن زايد الحمادي العتيبي رحمه الله

انا امس ادرب مهرتي
= حتى وجب وقت الغياب

واليوم ردت خيلهم
= بين القرارة و الهضاب

في يوم من يوم الوغى
= يشيب له راس الشباب

واحدية الشيخ عجمي السعدون رحمه الله

كبه تكبك يالذليل
حتى امي ترمي من بعيد

المرجله بعود القنا
والسيف مصقول الحديد

واحدية الشيخ فيصل بن سلطان الدويش رحمه الله في معركة الصريف

يافاطري تو ما شربت الكيف
من يوم ابو جــابر ظهـر

نبي نطارد مكـرمين الضيف
شـمر هل البـوش العفـر

اما خـذيناهم بحد السـيف
ولا خـذونا بالظفــر

واحدية الشيخ سالم الصباح رحمه الله

يا ربعنا ضاع الجميل
معروفنا كل نساه

واحدية الشيخ سـالم الصباح رحمه الله

قطعاننا ترعى الكحيل
والخيل بالصمعا تدوس

لعيون من قرنه طويل
نثني الى هاب النسوس

واحدية الشيخ ضاري بن طواله رحمه الله

ماني خوي للردي
مادام بالسودا جهد

لا عدي عليهم وانتخي
لعيون مركوز النهد

واحدية الشيخ العاصي الجربا رحمه الله

يا خشم قل للمعتدى
جروح كان انك نسيت

يصبر وناخذ ثارنا
الصبح ماهو بالمبيت

من فوق خيل مكرمات
من فوقهن بعت وشريت

واحدية لفارس من قبيلة الروله رحمه الله

يا بو خلاخيل و زميم
و الخد براق يلوح

يا ما حلا قضب البريم
و العمر صيوره يروح

واحدية لفارس من قبيلة شمر رحمه الله

يا نايم نوم الفهد
الحرب جت رسايله

الحرب تبغى له ولد
يصبر على ملا يله

واحدية لفارس من قبيلة شمر رحمه الله

ما ريد انا ركب الذلول
لو زينوا لي شدادها

اريد انا حمرا شنوف
حمرا سريع اورادها

واحدية لفارس من قبيلة الروله رحمه الله

يا ما حلا طاري الحرايب
والشيخ يوقد نارها

من فوق مشمرة الشليل
ومعسكر مسمارها

واحدية لاحد بنات الشيوخ رحمها الله

من يقطع الفرجه على البعاج
يصير للشيخة حليل

ما ريته رمحه يجي منعاج
يقلط الى هاب الذليل

واحدية الفارس / عايض ابو كبدين آل جـدي من بني هاجر رحمه الله

الهجن هجن اعصيريه
= و الفغم بالمنع يدعيها

من عقب ضرب الكريزيه
= قدهو ورا الحزم يتقيها

لعيون بدحه و روميه
= هزل الركاب انقديهاا

و لعيون حزوه الا زيديه
= اللي نسمع ابطاريها

واحدية الشيخ الفارس ناصر بن عمر بن هادي بن قرمله رحمه الله

مندوب لا ماجيت ابن راكان
= اسلم و سلم لي عليه

خلفاتنا ماضمت الحيران
= و الجو بينزلن عليه

و له أيضاً :

يا نجد يامال السحاب
= حيثك موالغ كل ذيب

ربعي مروية الحراب
= مقلطة حوض الشريب

و له ايضاً عندما كان مع الملك عبد العزيز طيب الله ثراه و مناسبتها عندما تم اجلاء القوة العثمانية " الترك" عام 1331هـ من " الكوت " الاحساء.

يقول فيها :

في شف ابو تركي نقود الخيل
= في كنة الجوزاء مع المظماه

نسهج قوايلها ونسري الليل
= و اللي تهيد مانبي نتناه

الضد عدلناه عقب الميل
= و البيه حدرناه من مبناه

واحدية الشيخ : عشق بن شفلوت رحمه الله في فرسه

صفرا جنايبها كما الغربان
= قد عقبت عقب الخليف ثنين

لا من رفعت الصوت لقحطان
= يا ويل منهم يطلبونه دين

و قال ايضاً

لعيون صبحى ذا الجبـل
= و قرين عفراء و النفـود

نبـرا لمهاويـة الجمـل
= و انا على الصفراء الهبود

و أحدية الشيخ الفارس محمد العماج العاصمي القحطاني " راعي الهزلا " رحمه الله وكان من ضمن جيش الملك عبد العزيز رحمه الله في أحد غزواتهم على بن رشيد .

و دي نسوق الشام بالمظهور
= و الطيب اللي تظهره يمناه

واحدية الشيخ ابن شفلوت شيخ قبيلة عبيدة من قحطان رحمه الله

يا من يبشر هل البطين
= بالعز هو و ايا الأمان

الخيل سبعٍ و اربعين
= ما راح منها الاثمان

واحدية الشيخ الفارس جمل بن لبده القحطاني رحمه الله

ترعين يا شقح المريخي
= ما بين علوا و الخيام

ارعي بصبيان الجحادر
= و الصلح ما جاله كلام

وأحدية الفارس محمد بن رثوان الروقي القحطاني رحمه الله

يا طير ياللي فوق فوق
= ياللي ترقرق بالجناح

الحق مع اولاد ابن روق
= عشاك من روس الرماح

واحدية الفارس دريميح من الشرمان بني هاجر رحمه الله

يا سابقي حرم عليك النوم
= و الصبح مركابك على الدخان

و ان جاء نهار فيه بيع و سوم
= نرهب لحم الحرق بالجنحان

لعيون من يجعل ثلاث رقوم
= و العلم يذكر عند ابن مشعان

واحدية الشيخ راكان بن حثلين رحمه الله في سنة الطبعه

ياسابقي مامن طقيق
جمعين والثالث بحر

والله لابوج الها الطريق
لعيون براق النحر

واحديته

ياالله يالرب الكريم
قرب خيام من خيام

شمر لهم جمع القصيم
وحنا لنا ولد الامام

واحدية الشيخ برجس بن مجلاد رحمه الله

ياساق يالضلع الطويل
العود وصاني عليك

لعيون منسوع الجديل
الحربي ما والله يجيك

احدية الشاعر الحربي رحمه الله في الرد على الشيخ برجس بعدما نزل ساق الجواء

ياساق يالظلع الطويل
ارقد وحرب تحتميك

واحدية معاصره

ياسارق جنبيتي
ترى في بطنك نابها

وراك تنثر قربتي
بالبيد انا اولى بها

وقد روى الريحاني ان النساء كن يتغنين ويحدين خلف صفوف الجيش في احد معارك نجد قائلات

يااللي تمنى حربنا
غويت ياغاوي الدليل

كم واحد من ضربنا
دمه على الشلفا يسيل

وقبلهن نساء العرب في معركة احد كن يحدين ويقلن

ان تقبلوا نعانق
ونفرش النمارق

او تدبروا نفارق
فراق غير وامق

وكتب الخيل قد اثبتت ان اصل خيل العرب خمس مرابط اعطاها رسول الله الى بني اسرائيل سليمان بن داوود لوفد العرب وكان معهم معد بن عدنان فاخذ اصغر الخيل جسما ورشاقه والمسماة العبية والغلب اعزها واحدتها الغلباء وحصانها عبيان والمرابط الاربعة المتبقية هي الصقلاوية والكحيلة والمعناقية والاعوجية وكانت لبني هلال بن عامر بالجاهلية وورد ذكرها في شعر الصحابي الجليل لبيد بن ربيعة العامري رضي الله عنه واعطاهم معها عبد وامة فلما ساروا من عنده الهته الخيل عن صلاة المغرب حتى توارت الشمس في الحجاب فطفق ضربا في السوق والاعناق كما جاء في القران الكريم ولم يبقى من الخيل الا الخمسة مرابط المذكوره وفي طريق الوفد لم يجدوا صيدا فقرروا السباق والمتاخرة ياكلونها فتاخرت في الاولى احدها واظنها الصقلاوية فشحوا بها لصفاء لونها ثم تسابقوا اخرى فتاخرت احداهن واظنها الكحيلة فشحوا بها لجمالها ودعج عيونها فتسابقوا الثالثه فتعلقت عباءة معد بن عدنان بذيل الفرس فسميت عبية من ذلك اليوم فتاخرت فرفض معد ذبحها و ورثها معد بن عدنان واعزها الغلب واحدتها غلباء وحصانها عبيان لابنه ربيعة ولذلك سمي ربيعة الفرس جمع فرس كما ورث اخيه مضر الابل الاراكية الحمراء فلذلك سميت مضر الحمراء ثم ورث ربيعة العبيات ومنها الغلب لسلالة نسب ابنه تغلب واخذناها منهم في صدر الاسلام واخذت تغلب بدلا عنها العليا ابل الروله البكريه والتي كانت لابوزيد الهلالي وقد سماها على زوجته عليا العبيدية القحطانية وبقي فحلها عليان اجمل فحل اوضح سار على ارض الجزيرة العربية عند قبيلة العزة من سبيع بن عامر الغلباء الى وقتنا الحاضر وهو عليان الفحل الاوضح المشهور وقد فازت ابل قبيلة سبيع عدة مرات في مزاين ام رقيبة وحصلت على مراكز متقدمة من جائزة الملك عبد العزيز طيب الله ثراه لانها على الفحل عليان ومن بعدها سميت بني هلال وسبيع بالغلباء الفرس وفي فقه اللغه وصف للفرس الغلباء بانها مركوزة الذيل ذات عرف وسبيب طويلين ناعمين واذنين مقلمتين ومناخر واسعة وعنق دقيق وصدر رحب واسع وراس صغيرة وغيرها من الاوصاف ومن اراد ذلك فليراجع كتب الخيل وفقه اللغة ومن الادلة قال احد شعراء سبيع

ربعي سبيع متيهة كل عرماس
وربعك سبيع اللي تضد المضدي

اهل العبيه معسفة قحص الافراس
وخيالة الغلباء نهار التحدي

وسبيع الغلباء معناها على حذف مضاف سبيع خيالة الغلباء تقديرا وحذف المضاف خيالة للعلم به كما قرر ذلك ائئمة اللغة وياليتكم تستعينون بائئمة اللغة لاجل ان تجزموا بما جزمت به واقرؤوا كتاب الخيل لأبي عبيدة ، وستجدون أنه قال : الغلباء هي الخيل القصيرة الغليضة ، اي الرقبة ومنها الشقر خيل ال شعيفان شيوخ قبيلة العزة من سبيع والحمر خيل المكاحلة من ال عمير من سبيع والصفر خيل الصنادلة من ال عمير من سبيع بن عامر الغلباء وهذا شاهد من شعر بني هلال قصيدة بن زيزر يسندها لغنام بن سيف الجميلي رحمه الله الذى وردت في مخطوطة بن دخيل :

شكا قبلك ال***ي ذياب ابن غانم
مطفي من نار المعادي طلوعها

مقدم من غلباء هلال ابن عامر
منكثت من ارقاب المعادي دروعها

وليس جائزا ان تسمى كل عبية غلباء لان الغلب لها اوصاف ثابته ما وجدت به من العبيات فهي غلباء ومن لا فلا قال فيها الشريف بركات المشعشعي ابن حاكم الحويزه بالعراق

قال بركات الحسيني والذي له
جواد ما تدنى للمبيعه

قصير قينها وافي جماها
صغيرة راس منتجها رفيعه

معارفها كما بسلة حرير
وذات مناخر جلح وسيعه

وحاركها كما ذيب موايق
على الرعيان ضاري للفديعه

لها صدر وسيع الشبح رحب
منفجة حواجبها تليعه

مليح وصفها واف شبرها
بري القين شيفه بالطليعه

منتجة الفيا من خيل نجد
طفوح الجري لينة الطبيعه

الى ما سمعت الصوت المذير
تنط عيونها كنها خريعه

ابديها بما تملك يميني
من البان الخلايا والنقيعه

وقال احد شعراء سبيع

شيخة ربعي في فلاح
قيدوم زحول الكفاح

راع الغلباء والرماح
والفرنجي شيشخان

وقال الشاعر عبدالله بن شيحان الجبري السبيعي رحمه الله

الحفر ورماح اخذناه بطعنا
من شيوخ فعلهم كل حكى به

انشد الدوشان والعجمان عنا
والدواسر واحددانا من شبابه

من هل الردات لااقفن واقبلن
واشهب البارود غاد له ضبابه

العبيه خيلنا من يوم كنا
فرحة المضيوم في يوم الحرابة

قال الشاعر السبيعي رحمه الله

لعيون شول للغضا دهال
تبرى له الغلباء على الزلبات

والموروث ملئ بالادله ومنها على سبيل المثال الفرس الخضراء لذياب بن غانم الزعبي الهلالي والتي سميت عليها مدينة تونس بتونس الخضراء لان المدينة اعطيت لذياب دية لفرسه والتي قتلت في حربهم مع الزناتي خليفة على تونس وهي من العبيات الغلب وتتميز بلونها والتي منعها عن جميع حكام مصر والمغرب وهي من لوازمنا منذ القدم ولو تفحصنا التراث بعيدا عن الهوى وبعين الحاذق لوجدنا الكثير من الشواهد والادلة على ذلك والحداء في الشعر العامي قديم بقدم الفروسية وهو للفخر ولتطريب الخيل أما تطريب الإبل فيكون بألحان الهجيني قال الشيخ عبدالله بن خميس الحداء خاص بصهوات الجياد تلتئم وتمشي الخيزلى ويجعل راكبوها يتجاذبون اصواتهم به وهو لايكون الا في الفخر والحماسة وحيث الكر والفر وعرضه على هذه الصفة يشكل منظرا بديعا مطربا كان له في ربوع الجزيرة شأن أي شأن ولكن ذلك المظهر اختفى فيما اختفى من تلك المظاهر المجيدة ولا ادري هل سيبعث من مرقده أم هو الوداع الاخير وقال فهد المارك مؤلف كتاب من شيم الملك عبد العزيز والقصائد التي من هذا النوع الحداء لها موسيقى تبعث النشوة في الأعماق في نفوس من يتذوقون معانيها كما أنها مثيرة للشعور ومهيجة للعواطف خاصة اذا لحنها الفرسان وهم يمتطون صهوات خيولهم وكثيرا ما يكون التلحين بصورة جماعية ينشدها بصوت عال صف عن اليمن وصف عن اليسار والشاعر الذي ينشد القصيدة هو الذي يبداء بتلحين قصيدته وكل ما كان للشاعر مكانة اجتماعية مرموقة وذيوع صيت في عالم البطولة والفروسية كان لقصيدته التي ينشدها ويلحنها وقع اكثر في نفوس الفرسان وفي الختام ان اصبت فمن الله وان اخطات فمن نفسي والشيطان .

 







توقيع :

  رد مع اقتباس
قديم 11-09-2007, 07:50 PM   رقم المشاركة : 2
عضو فعال
 
الصورة الرمزية خيال الغلباء





خيال الغلباء غير متصل

خيال الغلباء is on a distinguished road


 

واليكم هذا البحث الاكاديمي الذي يؤيد ماذهبنا اليه تمشيا مع الدليل الذي قال لاجله علامة الجزيرة العربية الشيخ حمد الجاسر رحمه الله ان الغلباء عزوة لقبيلة سبيع بن عامر وقال غيره هي لقب ووصف واقول كما قال الباحث في هذا البحث الدكتور : عبدالوهاب حسن محمد ان الغلباء اصلها اللغوي للحيوان ولايجوز العدول عن الاصل الى المجاز الا بدليل واضح كالشمس : إن علم المعنى يهتم بدراسة بناء الكلمة وتغيرها بالتصريف على نحو ما يجري في المعجمات وما يشبهها من الكتب اللغوية التي تعني بجمع المشتقات والمصادر للمادة اللغوية ، وتعتمد الأوزان ومعانيها وتقلبها في التراكيب ، ولا تدرس الكلمة بمعزل عن السياق ؛ لأن المعنى الدلالي يتأثر بشكل البنية وموقعها في السياق ويرتبط بالجهة النحوية للمفردة ، ؛ لأن المعاني تختلف باختلاف التراكيب تقديماً وتأخيراً وإظهاراً وإضماراً وذكراً وحذفاً وتعريفاً وتنكيراً ، وإن ربط الكلمة بغيرها يضفي عليها خصائص تعبيرية في السياق ، فقد يعبر بها للتفريق بين الذوات والفصل بين المعاني ، كما في أسماء الجنس والأعلام والظروف ، أو يعبر بها لبيان الأحوال التي تكون عليها كما في الصفات ، أو يؤتى بها للنص على نسبة تلك الأحوال إلى الذوات استكمالاً للفائدة ، كما في الأفعال ، أو تكون أداة لربط الحدث بالذات ، كما في الحروف والصيغ . وتعبر الأفعال والصفات عن العلاقات النحوية كالتخصيص والنسبة والتبعية ، لأنها تتضمن الحدث الذي يطلب محدثاً وتخصيصاً له بمفعول قد تجاوز إليه أو علة أو يطلب مصاحباً أو مخرجاً من عموم سابق ، وقد يفيد البناء الصرفي ذلك بعد نقله إلى بناء آخر . لهذا جاء البحث في ثلاثة مباحث ، تناول الفعل ؛ لأنه المعول عليه في الجمل الفعلية ، وهو في المعنى صفة لفاعله ، والصفة كالفعل في معنى الحدوث ، وتضمن الثاني دراسة الوصف ، ؛ لأنه يتردد بين الفعلية والاسمية ، واختص الثالث بدراسة مادة غلب لبيان أثر البناء الصرفي في الدلالة . وقد خرج البحث بنتائج أرجو أن تكون نافعة في بابها . والله تعـالى الموفـق ،، ،، المبحث الأول :ـ الفعـــــــل اتفقت الحدود النحوية على أن الفعل حدث مقترن بزمن ، فاقتضت ذلك تقسيمه بحسب حركات الفلك إلى ماض ومضارع وأمر أو دائم على رأي الكوفيين والأمر هو المضارع قد حذفت اللام تخفيفاً لأمن اللبس . ولكن الاستعمال العربي يخرج عن التقييد الصارم وليس الزمن وظيفة الفعل بل السياق والقرائن هي التي تحدد الزمن ، وليست العربية فقيرة في الدلالة الزمنية كما ظن من تصور واهماً أن الزمن وظيفة الفعل وحده ، آخذاً بالحدود التي قصرت الزمن على الفعل وحده . وقد درس الفعل بوصفه عاملاً بل أقوى عامل لظهور أثره في الجملة مما أدى إلى إغفال وظيفته الحقيقية في التراكيب ودلالته ، ؛ لأن الاستعمال العربي اتخذ النقل محور المعاني في الجملة في انتقالها وتعاقبها وتقلبها من حال إلى حال ، ؛ لأنه موضوع للتصير والنقل ، فحمل من المعاني الاسمية والحرفية ، فكان منه المتصرف والجامد والتام والناقص والعام والخاص بحسب ما يسند إليه . وقد يسلب منه الحدث والزمن ومع ذلك لم يخرج عن الفعلية أو يجرد من الزمن ، كما في الأفعال الإنشائية ؛ لأن الزمن في الخبر ، ثم إن مصطلح الفعل عام ، لأنه قد يعني المصدر وهو الفعل الحقيقي ويعني الفعل الصناعي الذي هو قسيم الاسم ، لتضمنه الحدث ، أو الفعل الحقيقي بمادته ، كما أن حقيقة الفعل هي وصف الفاعل ، والإخبار عنه ، والخبر إذا عرف وشاع صار صفة ثابتة على موصوفها ، فإذا بولغ فيه تحول إلى الاسمية ، ؛ لأن الاسمية ثابتة على مسماها وتبقى فيه الوصفية ، لجريانه مجرى فعله في التثنية والجمع والفعل ، ويختلف عن الاسم الذي ليس بصفة في الأصل بذلك ، كما أن الفعل يختلف عن الوصف الاسمي بدلالته على الحدوث والتجدد وفي النص على النسبة ؛ لأن الفعل الاصطلاحي جزء من فاعله لا يتم معناه إلا بذكره ظاهراً أو مقدراً وهذا السر في اشتراط النحويين تقدير الفاعل إن لم يظهر. وأرى أن الفعل لما كان وصفاً لفاعله فذكر الصفة دون موصوفها مخل بالمعنى إذا كان الفاعل غير معروف بدليل أن الصفة إذا اشتهرت على موصوف معين أمكن مجيئها بلا موصوف . لذلك كان الفعل مسنداً دائماً ؛ لأن (( أحد أجزاء الكلام هو الحكم أي الإسناد الذي هو رابطه ولا بد له من طرفين مسند ومسند إليه )) . وهذا يكشف سبب وقوع الجملة الفعلية موقع المفرد وقيامها مقامه فتقع خبراً أو صفة أو حالا أو صلة . (( والجملة الفعلية في تقدير مفرد وهو الفاعل الموصوف بالفعل )) . والوصف بالفعل قد يكون عاماً أو خاصاً وذلك بحسب نسبته ، لأنه لتقرير الفاعل على صفة ما . فالفعل إقرار أو نسبة ووصف وفي ضوء ذلك قسم إلى تام وهو ما كان مؤدياً للنسبة والوصف بنفسه وناقص وهو ما لم يكن كذلك لأدائه النسبة دون الوصف وهو ما يؤديه الخبر في الأفعال الناقصة ، والتام ما كان متصرفاً بحسب المراد منه . ومنه ما ازدحمت فيه المعاني فغلبت عليه الحرفية ، وتجرد منه الزمن والحدث فكان علماً على معنى ، والعرب تميل مع المعاني ميلاً ظاهراً فلما أدت بعض الأفعال معنى الحرفية عاملتها معاملة الحروف فلم تصرفها فجاءت جامدة ؛ لأن الحروف موحدة للمعاني في غيرها ولتحولها إلى أعلام للمعاني . فقد حوفظ على بنائها كالأسماء فلزمت بناءً واحداً لئلا تلتبس بغيرها ، فلم يطلب منها سوى معنى واحد يلازمها أينما ذكرت ولم تبعد عن الوصفية لأصالتها فيها وثبوتها بها ؛ لأنها عوملت معاملة الأسماء في ثبوتها على مسمياتها ، وجمدت لأدائها معنى ، كما جمدت الحروف والأسماء على معانيها إلا أنها أبدا لا تفارق النسبة والوصف ، بدليل تغير نسبتها لتغير معناها ، ففي الأفعال الناقصة كانت مع مرفوعها غير مفيدة إلا بذكر الخبر الذي هو فاعل في المعنى ففي قولنا : كان زيد قائماً ، فإن معناه كان قيام زيد ، أو حدث قيام زيد ، فهي كالفعل التام في طلبه للفاعل وإقرار نسبته إلا أنها جاءت للوصف العام أو الوجود المطلق المقيد بقيد عام ، وهذا يتطلب تخصيصاً لتوضيحه وإتمامه فخالف الفعل التام بذلك؛ لأن التام يقوم بنفسه بذلك بلا حاجة إلى مكمل له في الوصفية ، ولذلك نسبت الأفعال الناقصة إلى الجملة لأدائها معنى فيها فعوملت معاملة الحروف في نسبة معانيها إلى الجمل نحو : هل ، وليت . (( وما قيل من أن أنها سميت ناقصة لدلاتها على الزمان لأنها تدل على الزمان دون المصدر ليس بشيء ؛ لأن كان في نحو كان زيد قائماً يدل على الكون الذي هو الحصول المطلق وخبره يدل على الكون المخصوص وهو كون القيام أي حصوله فجيء أولاً بلفظ دال على حصول ما ثم عين بالخبر ذلك الحاصل فكأنك قلت حصل شيء ثم قلت حصل القيام فالفائدة في إيراد مطلق الحصول أولاً ثم تخصيصه )) . فأقرت كان مرفوعها على صفة وجاءت للوصف العام الدال على الوجود المطلق الذي يحتاج إلى تقييد أخر ، لأن كان قيد عام فجمعت خبرها بذلك وصفين عام لأنها تصف مرفوعها وصفاً عاماً وخبرها وصف خاص لذلك كانت مع خبرها مفيدة وهـو فاعلها في الحقيقة فلحقت بغيرها من الأفعال في تمام معناها بذكر الفاعل. لأن (( وصفها لتقرير الشيء على صفة فإذا قطعتها عن الصفة استعملت في غير موضعها فلم يستقم لذلك )) . لذلك سميت ناقصة ؛ لأن الصفة الخاصة المتممة للمعنى الفعلي خارجة عن التقرير الذي تقيده بالنسبة لغيرها من الأفعال ؛ لأن ذلك التقرير نسبة بين الفاعل والصفة . فهي أداة للتقرير دون الصفة المتممة للفائدة وإن جاءت للوصف العام مع النسبة إلا أنها تفتقر إلى ما يتمم معناها فنسبت إلى الاسم والخبر ؛ لأن الأفعال : (( وضعت لتقرير الفاعل على صفة أي العمدة فيها الذي وضعت له هذه الأفعال هو تقرير الفاعل على صفة ولا شك أن هذه الصفة خارجة عن ذلك التقرير الذي هو العمدة الموضوع له ، لأن ذلك التقرير نسبة بين الفاعل والصفة )) . إن الأفعال تثبت للفاعل معناها ، لأنها صفات في المعنى ؛ لأن (( الصفة تدل على ذات باعتبار المعنى والمعاني هي المصادر والألفاظ التي اشتقت من المصادر تدل على ذات باعتبار المعنى )) . فهي محتوية على المصادر كالأفعال التامة وهي التي تطلب محدثاً لذلك كان العمل في الحقيقة للحدث لا الزمن فالأفعال الناقصة ليست مسلوبة الحدث ، لأن الزمن لا يطلب فاعلاً ولا مفعولاً فجاءت (( هذه الأفعال الناقصة كلها لتقرير الشيء على صفة وبه احتاجت إلى الخبر وكانت ناقصة ، ثم كلها مشتركة في أنها تثبت للخبر حكم معناها )) . فدخلت على الجملة الاسمية لإثبات معناها للخبر فجمعت بذلك بين التقرير أو النسبة والوصفية إلا أنها خالفت الفعل التام بافتقارها إلى التخصيص الذي يؤديه الفعل بنفسه دون المنصوب . وجاء خبرها منصوباً ؛ لأنه في تأويل مصدر يقع فاعلاً للفعل الناقص وسمي مرفوعها اسماً (( لأن فاعلها في الحقيقة مصدر الخبر مضافاً إلى الاسم وبهذا لا تحذف أخبارها غالباً حذف خبر المبتدأ لكون الفاعل مضمونها مضافاً إلى الاسم )) . وتأتي كان للوصفية الخاصة وذلك إذا كانت بمعنى ثبت ، لأنها تستعمل (( بمعنى حصل الشيء في نفسه فعلى ذلك لا يقتضي إلا مرفوعاً لا غير )) . فالمعنى في التام إثبات حصول الشيء في نفسه فجاءت كان التامة ، لإثبات الذات على معنى معين فتم الكلام بها مع مرفوعها دون الحاجة إلى الاسم والخبر . قال الرضي : (( إن الناقصة أيضاً تامة في المعنى وفاعلها مصدر الخبر مضافاً إلى الاسم فوزانهما وزان ( علِم ) الناصب لمفعول واحد و ( علم ) الناصب لمفعولين فهما بمعنى واحد )) . وهذا القول فيه نظر من وجوه :ـ الأول : ( علم ) الناصب لمفعول واحد بمعنى عرف والناصب لمفعولين بمعنى يقين إصابة الشيء على صفة معينة فاختلفت لذلك (( جهات الاحتياج إذ جهة الاحتياج تبين متعلق الخبر أبالظن هو أم بالعلم )) . وجهة الاحتياج في الأفعال الناقصة كونها لتقرير الشيء على صفة فلا بد من ذكر ذلك الشيء وصفته ثم أنها تختلف بعد ذلك بحسب معانيها وأفعال القلوب تفيد الإعلام بأن النسبة قد حصلت بالظن أو العلم . أما الناقصة فتفيد إثبات الشيء على صفة لذلك اختلفا في العمل فاحتاجت الأولى إلى مفعولين واحتاجت الثانية إلى اسم وخبر . لذلك اشتركت أفعال القلوب في أنها (( لحكم الذهن للتعلق بشيء على صفة فلذلك اقتضت مفعولين وفائدتها الإعلام بأن النسبة حاصلة عما دل عليه الفعل من علم أو ظن فإن الخبر قد يكون عن علم وقد يكون عن ظن فإذا قصد التعرض لتعريف ما بالخبر عنه أي بالفعل الدال على ذلك وأدخل على المفعولين المذكورين )) . الثاني :ـ أن الناقصة تدل بذاتها على الوصفية العامة فهي قيد عام أما التامة فإنها تدل على الوصفية الخاصة بدليل اكتفائها بالمرفوع؛ لأنها جمعت بين التقرير والصفة. الثالث :ـ غلب على الناقصة معنى حرفي فنسب معناها إلى جملة بخلاف التامة لأن (( دخول كان على المبتدأ والخبر على خلاف القياس ؛ لأنها أفعال وحق الأفعال كلها أن تنسب معانيها إلى المفردات ، لا إلى الجمل فإن ذلك للحروف ولكنهم توسعوا في الكلام فاجروا بعض الأفعال مجرى الحروف فنسبوا معانيها إلى الجمل وذلك كان وأخواتها )) . الرابع :ـ الأولى أن تشبه الناقصة بالفعل المتعدي وهو (( ما يتوقف فهمه على متعلق كضرب وغير المتعدي بخلافه كقعد )) ؛ لأن (( الخبر قد صار كالعوض عن الحدث والفائدة منوطة به فكما لا يجوز إسقاط الفعل في قام زيد فكذلك لا يجوز حذف الخبر ؛ لأنه مثله )) . الخامس :ـ إن الحدث الذي تدل عليه التامة بخلاف الحدث الذي تدل عليه الناقصة لأنها (( مسلوبة أن تستعمل دالة على الحدث دلالة الأفعال التامة بنسبة معناها إلى مفرد ولكن دلالة الحروف عليه فسمي ذلك سلباً لدلالته على الحدث بنفسه )) . لأن التامة بمعنى الحدوث لدلالتها (( على الحدث نحو قولك كان الأمر بمعنى حدث ووقع ويقال كانت الكائنة أي حدثت الحادثة .. ومنه قوله تعالى ) كن فيكون ( [ مريم 35 ] ، أي أحدث فيحدث ، وكذلك قوله تعالى : ) إلا أن تكون تجارة ( [ البقرة : 282 ] ، أي تقع تجارة )) . فالناقصة تدل على حصول شيء على صفة ما والتامة تدل على نسبة الصفة إلى الشيء فهي خاصة بدليل إفادة المعنى وتمامه بخلاف الناقصة ، فهي عامة بدليل أن مرفوعها ليس فاعلها ، وإنما هو الحصول العام لشيء ما ، لذلك لم تتم الفائدة به إلا بذكر الخبر ؛ لأن الفعل بحسب إسناده ، فقد يكون عاماً أو خاصاً ، فيدل بذلك على الوصفية العامة أو الخاصة ، لأن الفعل في حقيقته وصف لفاعله ، نحو (( أي عبيدي ضربك فهو حر ، فضربه الجميع عتقوا ولو قال أي عبيدي ضربته فهو حر ، فضرب الجميع لم يعتق إلا الأول منهم فكلام هذا الخبر مسوق على كلام النحوي في هذه المسألة وذلك من قبل أن الفعل في المسألة الأولى عام وفي المسألة الثانية خاص وإنما قلنا ذلك لأن الفعل في المسألة الأولى مسند إلى عام وهو ضمير أي وأي كلمة عموم ، وفي المسألة الثانية ، لأن الفعل فيه مسند إلى ضمير المخاطب وهو خاص إذا تراجع إلى أي ضمير المفعول والفعل يصير عاماً بعموم فاعله ، وذلك أنّ الفاعل كالجزء من الفعل وإنما كان كذلك ، لأن الفعل لا يستغني عنه وقد يستغني عن المفعول فكان أحد أجزائه التي لا يستغنى عنها ، فلذلك لما كان الفاعل في أي عبيدي ضربك عاماً صار الفعل عاماً ولما كان الفاعل في أي عبيدي ضربته خاصاً ، لأنه كناية عن المخاطب صار الفعل خاصاً )) . وقد فات ابن يعيش أن يذكر أن العموم قد يكون مقصوداً للمبالغة في الحدث ، فإنه طبق العموم على " أي " وهي عامة مبهمة ، والأولى أن يمثل بالأفعال العامة كالناقص وأفعال المدح والذم لحاجتها إلى التفسير كحاجة الناقصة إلى الخبر لذلك أسندت إلى مرفوعين الأول فاعلها والثاني المخصوص بالمدح أو بالذم ، فيمدح أولاً أو يذم الجنس كله ثم يخصص بفرد منه . وقد ذكر ابن يعيش في موضع آخر العموم فقال (( اعلم أن نعم وبئس فعلان ماضيان فنعم للمدح العام وبئس للذم العام )) . فجعل فاعلهما جنساً ليدل على أن الممدوح أو المذموم هو ذلك الجنس كله أولاً ثم يخصص ، فالوصفية العامة في المدح العام والخاصة في الممدوح للمبالغة في المدح أو الذم ، لأن ( نعم ) لا يختص بنوع من المدح دون نوع ، وكذلك ( بئس ) لأن النفس تتشوق لمعرفة المخصص بعد العموم أو المفصل بعد المجمل ، وقد (( سلب من الفعل معنى الزمان والحدوث فصار ( نعم ) جيد ، فكأنه صفة مشبهة ، ومجوز ذلك كون جميع الأفعال في المعنى صفات لفاعلها ، فصار نعم الرجل كجرد قطيفة )) . والوصفية العامة تحصل أيضاً بتغييـر النسبة وذلك في تمييز الجملة ، إذ تحتاج إلى تفسير بعد عموم وإبهام فيجعل الفاعل نكرة منصوباً والمنسوب إليه بالإضافة منسوباً إليه بالإسناد ، نحو طاب زيد نفساً وتصبب عرقاً وتفقأ شحماً (( ألا ترى أن الطيبة في قولك طاب زيد مسندة إليه والمراد شيء من أشيائه وتجعل ذلك أشياء كثيرة كلسانه وقلبه ومنزله وغير ذلك وكذلك التصبب والتفقؤ يكون من أشياء كثيرة فجرت لذلك مجرى عشرين في احتماله أشياء كثيرة فكما أن إبانة العشرين بنكرة جنس كذلك إبانة هذه الأشياء )) ؛ لأن المراد رفع الإبهام وإزالة اللبس ؛ لأن الوصف الأول عام مبهم فإذا (( فسرته بعد الإبهام فقد ذكرته إجمالاً وتفصيلاً )) . وقد عدّ أتباع نظرية التحويل هذا التغيير في النسبة تـجاوزاً للمعنى العميق وأن المعنى في الحالتين واحد . قال الدكتور : نهاء المرسى : (( إنني أجد في قواعد النحو العربي تجاوزاً لظاهر الإعراب المتعارف له .. وهكذا يكون تصبب عمرو أو ( زيد ) عرقاً مكافئاً في معناه عند التحليل لقولنا تصبب عرق عمرو أو ( زيد ) وتكون هاتان الصورتان فرعين ينتظمها أصل عميق أو معنى واحد على اختلاف بنيتهما )) . إن الكشف عن أصول العلاقات النحوية بين التراكيب اللغوية ليس الغاية منه الوصول إلى المعنى الواحد الذي ينتظم فروعاً بل الكشف الحقيقي عن المعاني الكثيرة التي يستطيع المتكلم أن يؤديها بتغيير الأبنية والمواقع والرتب ، ولا يمكن إغفالها لبيان أوجه المفاضلة بين تعبيرين متقاربين في المعنى إذ (( كان الأصل في طاب زيد نفساً لزيد نفس طابت وإنما خولف بها لغرض الإبهام أولاً ليكون أوقع في النفس ؛ لأنه تتشوق النفس إلى معرفة ما أبهم عليها )) . وقد دعت المبالغة في الوصفية إلى قصد الإبهام أولا ثم التخصيص فنسبوا الفعل أول الأمر إلى العام ثم خصصوه بذكر الممدوح أو المذموم فغلبوا (( تأخير هذا المبتدأ عن الخبر ليحصل به التفسير بعد الإبهام إذ له في النفوس وقع فأوردوا الفاعل في صورة المعرفة وإن كان نكرة في الحقيقة ليكون الكلام المفيد للمدح أو الذم في الظاهر مصوغاً على وجه لا ينكر ، لأن مدح شخص منكور من الأشخاص أو ذمة لا فائدة فيه فبنوا أمر المدح والذم من أول الأمر على وجه يصحح في الظاهر )) . أما الأعلام بصفة الذات على وجه اليقين أو الشك فيحصل بأفعال القلوب ، وإن كان تأثيرها غير ظاهر بالمعالجة والازجاء ؛ لأنها (( لإصابة الشيء على صفة ، وهو وجد وألفى وغيرها من أفعال القلوب ، لأنك إذا وجدت الشيء على صفة لزم أن تعلمه عليها بعد أن لم يكن معلوماً )) ، فقد شابهت الأفعال التامة بالصفة والتقرير وخالفتها باليقين أو الشك أو الظن الراجح ، وشاركت الناقصة في كون فاعلها مضمون الجملة ؛ لأن التامة تصف فاعلها مع النص على النسبة إليه ، و (( هذه الأفعال كلها اشتركت في أنها لحكم الذهن يتعلق بشيء على صفة فلذلك اقتضت مفعولين وفائدتها الإعلام بأن النسبة حاصلة عما دل عليه الفعل من علم أو ظن ، فإن الخبر قد يكون عن علم وقد يكون عن ظن ، فإذا قصد التعرض لتعريف ما الخبر عنه أتي بالفعل الدال على ذلك وأدخل على المفعولين المذكورين )) . المبحث الثاني :ـ الصفــــة وهي ما دلت على حدث وصاحبه امتزجا معاً فأصبحا كلمة واحدة بدليل أن الصفة مع فاعلها المضمر فيها لا تكون كلاماً مفيداً ، وتعني الإمارة أو الحال التي تكون عليها الذات ؛ لأن الوصف : (( عبارة عما دل على الذات باعتبار معنى هو المقصود من جوهر حروفه أي يدل على الذات بصفة كأحمر )) . وهو في الأصل خبر ثم عرف لصاحبه فثبت عليه ؛ لأن (( الصفات كلها قبل العلم بها إخبار في الحقيقة فإذا علمت سميت صفات )) ، والخبر الدال على الحدوث والتجدد هو الفعل و (( جميع الأفعال في المعنى صفات لفاعلها )) . أما الاسم فإنه يدل على مسماة دون حقيقته بدليل أنه يؤتى به للإعلام بالذات المعينة لتفريقها عن غيرها ؛ لأن (( الأسماء لا يراد بها حقائق الأشياء فيما يسمى بها والصفات والأخبار يراد بها حقائق الأشياء والتشبيه بحقائق الأشياء ألا ترى أنا إذا سمينا شيئاً بحجر أو رجلاً سميناه بحجر فليس الغرض أن تجعله حجراً وإنما أردنا إبانته وإذا وصفناه به أو أخبرنا به عنه فإنما نريد الشيء بعينه أو التشبيه )) . فالمقصود من الصفة المعنى الملتبس بالذات لا الذات ، كما في الاسم أو تدل على الذات المقيدة بالحدث ولذلك أطلق عليها اسماً فقيل : (( الصفة هي الاسم الدال على بعض أحوال الذات وذلك نحو طويل وقصير وعاقل وأحمق وغيرها )) و (( الاسم مـا يعرف به ذات الشيء )) . والمطلوب من النعت المعنى المكمل لذات سابقة عليه ، لأنه تابع دال على معنى في متبوعه ، والصفة (( ما طلب المعنى كالعالم والنعت ما طلب النسبة )) . والنسبة معنى رابط بين الصفة وموصوفها ، فالنعت مقيد بموصوف معين لذلك كان من الأوصاف الخاصة بخلاف الصفة المشتقة لدلالتها في ذاتها على الحدث وصاحبه ، وقد تختص الصفة فتجري مجرى الأسماء كالدنيا والآخرة نحو قوله تعالى : ) ولقد اصطفيناه في الدنيا ( [ البقرة : 130 ] ، أي الدار الدنيا بدليل قوله تعالى ) وما الحياة الدنيا إلا لعب ولهو وللدار الآخرة خير ( [ الأنعام : 32 ] . وقال تعالى : ) وبالآخرة هم يوقنون ( [ البقرة : 4 ] ، أي الدار الآخرة ، بدليل قوله تعالى : ) تلك الدار الآخرة ( [ القصص 83 ] . فقد ترك الموصوف بهما ، لاختصاصهما بالدارين والفرق بين الوصف المختص والاسم ، (( إن المختص قد يوصف به دون الاسم ، لأنه لا ينفك عن مراعاة معـنى الوصـف )) ، نحو النبي والرسول إذا أطلقا فهم منهما محمد صلى الله عليه وآله وسلم مع معنى النبوة والرسالة . قال تعالى : ) إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي ( [ آل عمران: 68 ] ، وقال : ) وما على الرسول إلا البلاغ المبين ( [ العنكبوت : 18 ] ، وغير ذلك . وتختص الصفة أيضاً إذا لحقتها الهاء أو التاء القصيرة فتأتي بلا موصوف نحو الصالحة والحسنة والسيئة . قال تعالى : ) وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات ( [ البقرة : 25 ] ، وقال : ) ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ( [ فصلت : 34 ] . فعبر بالصفة عن الموصوف ، لأنها اختصت فأغنت عن ذكر موصوفها . وقد يزداد اختصاصها لكثرة الاستعمال على موصوف بعينه فتجري علماً عليه فتكون التاء للنقل إلى الاسمية والوصف الخاص فالنطيحة والذبيحة والأكيلة والضحية والرمية ليست للأوصاف العامة وإنما اختصت فجاءت بلا موصوف وجرت مجرى الأسماء في تعيين الذوات بالفصل فيما بينها فتكون إمارة عليها ، أما الغائبة والخافية والعاقبة والفاتحة والخاتمة فهي في أصولها أوصاف عامة ثم اختصت كالأعلام فحذف موصوفها لكثرة تداولها في كلامهم ، كما حذفوا موصوف دابة ، لأنها اختصت بما يركب من الدواب وجرت مجرى الأسماء واستعملت استعمالها فلم تأت تابعة . والفرق بين المختصة والتابعة ، وإن اتفقا في الوصفية الخاصة ، أن الأولى قائمة مقام موصوفها لغلبتها عليه فتأتي بلا موصوف والثانية متممة لموصوفها ؛ لأنها تؤدي معناها فيه فتلازمه وتطابقه تعريفاً أو تنكيراً ، أما الأولى (( فاستعملت بغير الألف واللام كسـائر الأسماء لأن الألـف واللام لا تلزم الاسم )) ، نحـو قوله تعالى : ) وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم ( [ النمل 82 ] . وكسرت تكسير الأسماء ، نحو قوله تعالى : ) ألم تر أن الله يسجد له من في السموات ومن في الأرض والشمس والقمر والنجـوم والجبال والشجر والدواب ( [الحج : 18] ، وقوله : ) ومن الناس والدواب والأنعام مختلف ألوانه ( [ فاطر : 28 ] ، كما كسرت قاعدة على قواعد في قوله تعالى : ) وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت ( [ البقرة : 107 ] ، أما القواعد من النساء فواحدها قاعد على النسب ، لأنه منسوب إلى القعود عن الحيض ، لذلك لم يجر على الفعل ، فجاءت في الجمع كالأسماء نحو أفكل وأفاكل وأرنب وأرانب . فدلالة الصفة إذا دخلتها التاء ليست للتخصيص فحسب بل للمبالغة في الوصف تأكيداً له وتقريراً نحو علامة ونسابة وراوية ، أو للمبالغة في الشمول والعموم ، نحو القيامة والطامة والصاخة والقارعة والحاقة لحصوله دفعة واحدة لجميع الخلق . فالقيامة وصف للجميع وليس للواحد ، كما في علامة إلا أنه قد جمع علوم غيره فإنهما يشتركان في العموم مع اختلاف الذوات ، فالأولى يكون للجميع في وقت واحد والثانية تجعل الواحد يقوم مقام جماعة في الصفة . ففي قوله تعالى : ) وما من غائبة في السماء والأرض إلا في كتاب مبين ( [ النمل : 75 ] ، عبر عن الشيء الخفي الثابت الخفاء حيث كان دخول التاء في ( غائبة ) أي خافية للمبالغة ، كما في الراوية توكيداً للصفة (( إجراء للشيء الواحد مجرى جماعة من جنسه كما تقول أنت الرجل كل الرجل )) . ولم تنقل إلى الاسمية ، لأنها لم تصر علماً للشيء الذي يغيب ، وإنما هي للمبالغة في الوصف كالراوية ففيها معنى الحدوث كالفعل والصفة كالفعل في معنى الحدوث . أما النطيحة والضحية وأمثالهما فكان دخول التاء أمارة للنقل من الوصفية إلى الاسمية وعلامة على كونه غير محتاج إلى الموصوف لاختصاصه بالذات الواقع عليها الوصف في الأصل ، أما الفاتحة والخاتمة وغيرهما فهي أوصاف في أصولها ثم اختصت فجعلت أعلاماً . فالوصفية قد تكون ظاهرة في بعضها فيقصد منها الحدوث وقد تضعف فيقصد منها الثبوت ، وإن كانت في أصولها صفات ، وقد تتحول إلى العلمية وعلامة ذلك جمعها فما صح جمعها جمع سلامة فهي جارية على الفعل كالصالحة والحسنة والسيئة ولكنها صفات غالبة تأتي بلا موصوف وما جمعت جمع تكسير ولم تجر على الفعل ، أي لا تدل على الحدوث نحو قواعد ودواب . وإذا كانت التاء للنقل ضعفت فبها الوصفية لدلالتها عـلى الثبوت فتكـون أسمـاءً وأعلاماً ؛ لأن (( الباب في الصفة جمع السلامة وأن التكسـير فيها على خلاف الأصل )) . وتظهر الوصفية أيضاً في منع الصرف وإدخال ( أل ) للمح الأصل ؛ لأنها من الأحكام المعنوية، لذلك قالوا في جمع (( أحمر حمر وإن كان علما وقالوا الأحمر فلولا اعتبار الوصفية لم يجز ذلك فيه أولذلك لم يجزأن يقال في أحمدحمدولا الاحمد بل قالوا أحامد، لأنه ليس بصفة، فقد ثبت أنهم يعتبرون الوصفية الأصلية.. والذي يحقق ذلك منعهم صرف أدهم وأرقم وأسود بعد خروجه عن الوصفية إلى الاسمية)) . والوصفية تجعل الاسم النكرة قريباً من المعرفة ، لأنها تخصصه (( والنكرة إذا وصفت قربت من المعرفة)) ، نحو قوله تعالى: ) ولعبد مؤمن خير من مشرك ( [البقرة:221] ، فالعبد لما وصف بأنه مؤمن تخصيص من آخر ليس له تلك الصفة فقرب بهذا التخصيص من المعرفة فحصل بالإخبار عنه فائدة ، كما يخصص الوصف والاسم بالتعدية في المفعولية وبالسببية ، كما في المفعول له أو لأجله وبالمعية ، كما في المفعول معه أو يخصص زماناً أو مكاناً ، كما في المفعول فيه ويؤكد الحدث في المفعول المطلق المؤكد أو المبين للنوع أو العدد ، وكذلك الحال تخصص صاحبها والتمييز مخصص ؛ لأنه مبين لإبهام الذات أو المقدار ، والمستثنى مخصص ؛ لأنه مخرج ، يدل على ذلك حذف المفعول ، نحو قوله تعالى : ) كلا سوف تعلمون ( [ التكاثر : 3 ] وإنما حذف ليكون أبلغ ما يقدره السامع ولقصد التهويل والمبالغة فيقدر أعظم ما يخطر بباله . ويخصص الوصف بالإضافة لتردده بين الفعلية والاسمية فيدل على الحدوث أو الثبوت ، ويبالغ فيه بالتنصيص على كثرة المعنى بالمداومة عليه ، فيزاد في بنائه في الغالب فيأتي عاماً شاملاً كما في مقبر ومقبرة ومدرس ومدرسة ومسبعة وملحمة ، لذلك اختلفت صيغ المبالغة ولم تأت على بناء واحد (( وقال المحققون من أهل العربية لا يجوز أن يختلف الحركات في الكلمتين ومعناهما واحد . قالوا : فإذا كان الرجل عدة للشيء قيل فيه ( مفعل ) مثل مرحم ومحرب ، وإذا كان قوياً على الفعل ، قيل ( فعول ) ، مثل صبور وشكور ، وإذا فعل الفعل وقتاً بعد وقت قيل ( فعّال ) مثل علاّم وصبّار ، وإذا كان ذلك عادة له قيل ( مفعال ) مثل معوان ومعطاء ومهذا ، ومن لا يتحقق المعاني يظن أن ذلك كله يفيد المبالغة فقط وليس الأمر كذلك بل هي مع إفادتها المبالغة تفيد المعاني التي ذكرناها )) . المبحث الثالث : الغلبــــة الأصل الصحيح لمادة ( غ ، ل ، ب ) يدل على قوة وقهر وشدة ، وقد فسرت بها معاني مواد كثيرة وردت في القرآن الكريم ، مثل : القهر ، العزة ، الظهور ، العلو ، السبق ، الرين ، الاستحواذ ، الاستواء ، القسر ، البهت ، الصنيم ، الكرة ، الدولة ، الإحاطة ، الأخذ ، النصر ، المقرن ، المسيطر ، المدحض ، المعجز ، المسحور ، المجنون ، السيد ، الصمد ، القادر ، وغيرها كثير ، سواء أكان غالباً أم مغلوباً ، وتدل مادة ( غ ، ل ، ب ) على داء أو عيب أيضاً . فما جاء من هذه المادة على ما يحبون بنوه على ( فَعَلَ ) ( يَفْعِلُ ) ، وما جاء منه على ما يكرهون بنوه على ( فَعِلَ ) ( يَفْعَلُ ) ومنه بنوا على ( أفْعَل ) (( ما كان داءً أو عيباً ، لأن العيب نحو الداء ، ففعلوا ذلك ، كما قالوا : أجرب ، وأنكد ، وذلك قولهم : عَوِرَ يَعْوَرُ عَوَرا وهو أعْوَرُ .. وقالوا أغلب وأزبد ، والأغلب العظيم الرقبة ، والأزبد العظيم الزبدة ، وهو موضع الكاهل على الكتفين ، فجاءوا بهذا النحو على أفعل كما جاء على أفعل ما يكرهون )) . والغَلَبُ : غلظ العنق وعظمها وقيل غلظها مع قصر فيها ، وقيل مع ميل يكون ذلك من داء أو غيره . والأغلبُ : الغليظ الرقبة أو الذي يشق عليه الالتفات . وقد غَلِبَ يَغْلَبُ غَلَباً ، ورجل أغلبُ بَيّنُ الغَلَبِ من قوم غُلْبٍ ، وأسد أغلب ، وقد يوصف بذلك العنق نَفْسُهُ ، فيقال : عُنْقٌ أغلبُ ، كما يقال : عُنُقٌ أجْيَدُ وأوقصُ ، وفي أوصاف العنق قيل : الجيد طولها ، الغَلَبُ غلظها ، الصعر ميلها ، الوقص قصرها . وهم يصفون أبداً السادة بغلظ الرقبة وطولها ، والأنثى غلباء ، لأن (( كل شيء كان مذكره أفعل فإن مؤنثه فعلاء )) . وقد يستعمل ذلك في غير الحيوان ، كقولهم : حديقةٌ غلباء ، أي عظيمة متكاثفة ملتفة ، أو طويلة الشجر ، ولم يقولوا : بستانٌ أغْلَبُ ، وإنما الأغلب الغليظ العنق من الحيوان والأنثى غلباء . وقيل الحديقة الغلباء ، أي الملتفة النبت ، والغَلَبُ من النخل في إعجازه ، ومن الحيوان في رقابه ، وقال ثعلب : الغلباء : الغليظة الرقبة ، وفي قول الشاعر :ـ غُلْبٌ مجاليح عند المحل كُفْأتُها أشطانها في عذاب البحر تستبق قال : الغُلب : اللواتي قد استمكنت في الأرض حتى تشرب من الأرض ، والمجاليح من النخل ، الواحدة مجلاح ، وهن اللواتي لا يبالين قحوط المطر . والتي تستمكن في الأرض لا تكون إلا غليظة لذلك قال الفراء : الغُلْبُ : ما غلظ من النخل ، وقيل : غلاظ الأعناق يعني النخل – فيجعلها كما في الحيوان . وإذا طال النبتُ والتف قيل اغلولب ، ألحقوه بأمر نجم بتكرير العين منه وزيادة الواو فيه ، للمبالغة نحو خَشُنَ واخشوشن ، وهو غير متعدٍ ، كما تقول : اغدودن النبت . إذا طال ، واغرورقت عيناه بالدمع . ويجيء مصدره على افعيعال . تقول : اغلولب العشبُ ، واغلولبت الأرض إذا التف عشبها ، واغلولب القوم إذا كثروا ، من اغليلاب العشب ، وحديقة مغلولبة : ملتفة . ومعنى افعوعل المبالغة والتوكيد . والظاهر أن استعمال الغُلْب في الحيوان حقيقة ، وفي غيره مجاز ، لأن المجاز (( أن يراد بالكلمة غير ما وضعت له في الأصل )) ، والأصل استعمالها في الحيوان : قال لبيد بن ربيعة :ـ ومقامةٍ غُلْبِ الرقاب كأنهم جن لدى باب الحصير قيام ويروى وقماقم ، ويعني بهم الجماعة يجتمعون في المجلس وقال لبيد بن ربيعة في الإشارة : غُلْب تشذّر بالذحول كأنها جن البديّ راوسيا أقدامها ويعني الجماعة التي يتوعد بعضهم بعضاً بالثأر . وقال لبيد في نعت النخل :ـ بين الصفا وخليج العين ساكنة غُلْبٌ سواجدُ لم يدخل بها الحصرُ لأن من جيد نعته أن يمتد جريده ويكثر خوصه ويكثف ويتصل بعضه ببعض حتى يمنع الطير من أن تطير من تحته إلى أعلاه . فقد ثبت للنخل صفة لا تستحقها أصلاً ، ولكن لما بينها وبين الحيوان من المناسبة أطلقت عليها ، لأن (( المجاز لم يكن مجازاً ، لأنه إثبات الحكم لغير مستحقه بل لأنه إثبات الحكم لما لا يستحقه بسبب ما بينه وبين المستحق من المناسبة )) . كما قالوا : هضبة غلباء وعزة غلباء كقولك هضبة عنقاء ورقباء أي عظيمة العنق والرقبة . والغلباء من القبائل العزيزة الممتنعة ، قال الشاعر :ـ وقَبْلكَ ما اغلولَبت تغلِب بغلباءَ تغلِبُ مُغْلَولبينا والغلباء أبو حي وهو المعروف بتغلب ، وكانت تغلب تسمى الغلباء . قال الشاعر :ـ وأورثني بنو الغلباء مجداً حديثاً بعد مجدهم القديم وقولهم : تَغْلِبُ بنتُ وائل ، إنما يذهبون بالتأنيث إلى القبيلة ، كما قالوا تميم بنتُ مُرٍّ . قال الوليد بن عقبة ، وكان وليَ صدقات بني تغلب : إذا ما شددتُ الرأس مني بمشوذٍ فغيكِ عنّي تغلِبَ ابنةَ وائلِ وقال الفرزدق :ـ لولا فوارسُ تغلبَ ابنةِ وائل وردَ العدوُّ عليكَ كلَّ مكانِ وتَغْلبُ من الأعلام المنقولة عن الأفعال كيشكر ، وهو منقول عن مضارع ، والنسبة إليه : تَغْلَبِيُّ ، بفتح اللام ، استيجاشا لتوالي الكسرتين مع ياء النسب ، وربما قالوه بالكسر ، لأن فيه حرفين غير مكسورين . مما تقدم يتبين أن ( غَلِبَ ) ، وإن جاء على فَعِل يَفْعَل الذي بنوا منه ما يكرهون ، فهم كذلك بنوا منه ما يعظمون ، ومنه بنوا المبالغة فيما يحبون ، كما استعملوه فيما وضع له أصلاً ومجازاً ، أما ( غَلَبَ ) فبابه ( فَعَل ) ، وما كان على ( فَعَل ) فهو على معان لا تضبط كثرة وسعة ، وهو لخفته لم يختص بمعنى من المعاني بل استعمل في جميعها ، لأن اللفظ إذا خفّ كثر استعماله واتسع التصرف فيه ؛ لذلك اتسع التصرف في مصادر ( غَلَب ) فكثرت أبنيتها ، وتنوعت دلالاتها ، وجاء منها المقيس والمسموع للمجرد و المزيد . فالمقيس منه ( فَعْلٌ ) لأن (( ما جاء على فَعَل أصله عندهم الفَعْل في المصدر )) ، وقال ابن مالك :ـ فَعْلٌ قياسُ مصدر المعدّى من ذي ثلاثة كردّ ردّا ولما كان بناء ( فَعَل ) خفيفاً فقد جاءوا بمصدره على أخف الأبنية لأن (( الفعل أقل الأصول والفتحة أخف الحركات )) . كما أنك إذا أردت ردّ جميع المصادر إلى المزة الواحدة ، فإنما ترجع إلى ( فَعْلة ) على أي بناء كان بزيادة أو غير زيادة كما جاءوا بتمرة على تمر . وذهب ابن عصفور إلى أن مصدره المقيس فَعْل على الإطلاق وفِعال . وفِعَال مصدر مقيس لفاعَل وليس لفَعَل ، إلا إذا حمل على ضِراب ونكاح لما فيه من الهياج وما يجري مجرى الأصوات كالصياح والنداء ، وقد (( قالوا ضربها الفحل ضِرابـاً كالنكاح ، والقيـاس ضَرْباً ، ولا يقـولونه كما لا يقـولون نكحاً وهـو القياس )) . كما أن (( الفعلين إذا اتفقا في المعنى جاز أن يحمل مصدر أحدهما على الآخر )) . وعلى هذا يكون فِعَال مصدراً لفَعَل يَفْعِل ، لأنه جارٍ مجرى الأصوات ، كما يكون مصدراً قياسياً لفاعَل في باب المغالبة ، قال سيبويه : (( والغِلاب وهو في معنى المغالبة من قولك غالبته غِلاباً )) . وقال ابن مالك : لفاعَل الفِعالُ ، والمفاعلة وغير ما قرّ السماع عادَلَهْ ويذكر ابن قتيبه أنه على فيعال أيضاً ، وهو عند الفراء أقيس من فِعَال (( لأنهم أرادوا أن تثبت الألف في المصدر كما ثبت في فاعَل وتفاعل ، غير أنهم صيروها باءً لكسرة ما قبلها )) ، وجعله المبرد أصلاً لفِعال (( ولكـن الياء محذوفة من فيعال استخفافاً ، وإن جاء بهاء فمصيب )) . فالأصل والقياس لمصدر فاعَل فيعال ، لأنه وَفّر حروف فاعل إلا أن الكثير في استعماله فِعال لخفته ، قال سيبويه : (( فإنهم يقولون : قاتلت ، فيوفرون الحروف ويجيئون به على مثال إفعال وعلى مثال قولهم كلمته كلاماً .. وجاء فِعالٌ على فاعلت كثيراً ، كأنهم حذفوا الياء التي جاء بها أولئك في قيتال و نحوها )) . ولكن هذا الأصل فيه نظر من وجوه :ـ الأول : قد تقدم ذكر ردّ جميع المصادر إلى المرة الواحدة على وزن ( فَعْلة ) وفِعال لا يأتي فيه هذا البناء ، قال سيبويه : (( وإذا أردت المرة الواحدة من الفعل جئت به أبداً على فَعْلةٍ على الأصل ، لأن الأصل فَعْل )) . فإنك إن أردت الواحدة قلت قاتلت مقاتلةً ورامية مراماة ولا تقول قِتالةً ، لأن أصل المصدر في فاعلت مفاعلة لا فِعال وإنما تجعل المرة على لفظ المصدر الذي هو الأصـل . كما أن فِعالا ليس مصدراً لازماً لفاعَل لأنه (( إنما تجيء بالواحدة على المصدر اللازم للفعل )) . والمصدر اللازم والغالب لفاعَل هو مفاعلة وليس فِعالاً . قال سيبويه : (( وأما فاعلتُ فإنك إن أردت الواحدة قلت : قاتلت مقاتلة ، وراميته مراماة ، تجيء بها على المصدر اللازم الأغلب )) . الثاني: قال أبوسعيد السيراني: إن مصدر فاعلت مفاعلة وفِعال وإن الأصـل مفاعلة . الثالث : بناء فاعَل يبقى محافظاً على أصوله جميعاً في المفاعلة في حين يدخل التغيير والقلب فِعالاً إذ يكسر أوله وتقلب الألف إلى ياء بسبب الكسر . قال سيبويه : (( وأما فاعلت فإن المصدر منه الذي لا ينكسر أبداً مفاعلة )) . وليست الميم في المفاعلة جاءت عوضاً من الألف المحذوفة من فاعل كما ذهب سيبويه . لأن الألف موجودة في الفعل والمصدر ، وكذلك الهاء ليست عوضاً عن الألف التي قبل آخر حرف ؛ لأن فاعل لم يحذف منه شيء في المفاعلة ، ولم تغير حركة منه ، وكل ما حصل هو زيادة الميم في أوله والتاء في آخره ، وهذه الزيادة كثيرة الدخول على المصادر كما في المصادر الميمية ، ولعلهم بنوه على مفاعلة كما بنوا الواحدة منه لبيان الغلبة في هذه المرة ؛ لأن الغالب في المفاعلة أن تكون بين اثنين أو فاعلين لأجل الغلبة ، فإن غلب أحدهما صاغوا الفعل على ( أفعُلُه ) (( وقد يكون الفعل من غير هذا الباب كغلب وخصم وكرم ، فإذا قصدت هذا المعنى نقلته إلى هذا الباب )) ، وإنما كان كذلك ؛ لأن فَعَل أخف الأبنية ولأن الكسر يغلب عليه الأدواء والأحزان ، والمغالبة موضوعة للفلج والظفر ، فتحاموه لذلك ، ولم يبن على فَعُلْ ، لأنه بناء لازم لا يكون منه فعلته ، وفعل المغالبة متعدٍ ، فلم يأت عليه ومضارعه مضموم ، لأنه يجري مجرى الغرائز إذ كان موضوعاً للغالب فصار كالخصلة له . فالمفاعلة في الأصل قائمة على بيان أن الفعل يكون بين اثنين ، فإذا حصلت الغلبة لأحدهما نقل إلى معنى فَعُلت أفعُل ، إذ لا يكون الفعل من هذا إلا على مثال قتل يقتُل وليس من باب ضرب يضرب الذي منه غَلَب وبهذا يصبح بناءً خاصاً للغلبة ، كما في الفعل المبني منه فعل التعجب ، ولذلك تبقى المفاعلة على بابها في فاعل التي يغلب عليها المشاركة وبهذا تكون أقوى من غيرها في الدلالة على أصل فاعل . الرابع : ذكر الفارابي : أن أهل اليمن يقولون فيعالا . وعلى هذا يجوز أن تكون هذه اللغة هي الأصل في فاعل ثم انتقلت إلى آخرين فأدخلوا عليها التخفيف وأبقوا الكسرة دليلاً على الأصل فكانت لغتان إحداهما بقيت على الأصل والأخرى جرت على التخفيف ، ودليل ذلك ما تشير إليه عبارة سيبويه في قوله (( كأنهم حذفوا الياء التي جاء بها أولئك في قيتال ونحوها )) . ثم أنهم إذا أرادوا الأفصح والأقوى تحولوا جميعاً إلى مفاعلة ، ويشير إلى ذلك السيرافي بقوله : (( واللازم عند سيبويه في مصدر فاعلت المفاعلة ، وقد يدعون الفيعال والفِعال في مصدره ولا يدعون مفاعلة )) . ولعل ذلك بتوجيه من المعنى واهتماماً به فالفيعال والفِعال يتوجهان إلى الحدث نفسه ويؤكدانه ويشيران إليه في حين أن المفاعلة تتوجه إلى الفاعلين وتشير إليهما ودليل ذلك ورودها لفاعل واحد كما وردت لفاعلين . الخامس :ـ جعل المبرد فِعالاً اسماً للمصدر والمفاعلة مصدرا فقد قال : (( والمصدر يكون على ( مفاعلة ) ، نحو : قاتلت مقاتلة ، وشاتمت مشاتمة ، ويقع اسم الفعل على فِعال ، نحو القتال والضراب )) ؛ لأنه لا يشتمل على حروف فعله الأصلية ، كما أنه ليس كأقام وإقامة ، وإنما الحذف منوى في المعنى ، وبذلك احتج من قال بمصدريته ، فهو – وإن دل على المصدر – إلا أنه خالفه لفظاً بخلوه من بعض ما في فعله ، لذلك كانت المفاعلة أولى بالمصدرية منه ، لأنها لم تنقص من فعلها شيئاً بل زادت عليه وهو مما يقوي مصدريتها . وقد أكد المبرد في موضع آخر لزوم المفاعلة مصدراً لفاعل ، كما ذكر مجـيء الفِعال فيه . الغَلَبُ : قد تقدم ذكره عند تناول الفعل ( غَلِبَ ) ويعود هنا مصدراً أيضاً للفعل ( غَلَبَ ) المتعدي، فهو مشترك بينهما، ولهذا الاشتراك فتحت عينه، لأن (( الفَعَل يفرد به المضموم العين إلا الجَلَب ، فإنه جاء مفتوح الحشو للاشتراك، والغَلَب )) . يقال : غَلَب خصمه غَلَباً كما تقول طَلَب طَلَبا وجَلَب جَلَباً . كما أنه يجيء للفاعل والمفعول معاً ، قال سيبويه : (( وقد يجيء المصدر على المفعول وذلك قولك : لينٌ حَلَبٌ ، إنما تريد محلوب ، وكقولهم : الخَلْقُ إنّما يريدون المخلوق ، ويقولون للدرهم : ضَرْبُ الأمير ، إنما يريدون مَضْروبُ الأمير ... وقالوا : معشرٌ كَرَمٌ ، فقالوا هذا كما يقولون : هو رضى ، وإنما يريدون المرْضِيَّ ، فجاء للفاعل كما جاء للمفعول ، وربما وقع على الجميع )) ، أي على الفاعل والمفعول ، كما في قوله تعالى : ) وهم من بعد غَلَبهم سيغلبون ( [ الروم : 3 ] . قال ابن قتيبة في الآية الكريمة : (( وغلبهم يكون للغالبين والمغلوبين جميعا ، كما تقول : والشهداء من بعد قتلهم سيرزقون ، أي من بعد أن قتلوا )) . أي أن المصدر يكون مرة مضافاً إلى الفاعل وأخرى إلى المفعول ، وتوجيه المعنى في الآية الكريمة لا يحدده ( غَلَبهم ) فحسب وإنما يتوقف على قراءة ( غلبت ) و ( سيغلبون ) ، فعلى قراءة ضم العين من ( غلبت ) ، وفتح الياء من ( سيغلبون ) يكون المعنى : إن الروم غلبتها فارس وإنهم سيَغْلِبون الفرسَ في بضع سنين . وأن المصدر مضاف إلى المفعول ، أي أنهم بعد أن غُلِبُوا سيَغْلِبون وأما على قراءة ( غلبت ) بالفتح ، و ( سيغلبون ) بالضم فتكون الإضافة إلى الفاعل ، لأن المعنى : (( إن الروم غلبوا على ريف الشام والمسلمون سيغلبونهم ... وعلى هذا يكون إضافة الغلب إلى الفاعل )) ، أي أنهم بعد أن غَلَبوا سيُغلبون . وقال الطبري : (( والصواب من القراءة في ذلك عندنا الذي لا يجوز غيره ( ألم غلبت الروم ) بضم الغين لإجماع الحجة من القراء عليه .. وأما ( سيغلبون ) فإن القراء أجمعين على فتح الياء فيها والواجب على قراءة من قرأ ( ألم غلبت الروم ) بفتح الغين أن يقرأ قوله ( سيغلبون ) بضم الياء فيكون معناه وهم من بعد غلبتهم فارس سيغلبهم المسلمون حتى يصح معنى الكلام )) . فالمصدر في القراءة الواجبة يكون مضافاً إلى المفعول ، لأن الضمير للروم وهم المغلوبون ، والفرس غالبون ، وسيغلب الروم الفرس بعد سنوات من غلبة الفرس الروم ، (( فالمصدر مضاف إلى المفعول وقد حذف الفاعل كأن المشركين سرتهم غلبة الفرس الروم .. وفسر ابن عمر : غَلبت الروم على أدنى ريف الشام فيكون المصدر اعني ( من بعد غلبهم ) مضافاً إلى الفاعل ، أي من بعد أن غلبوا على الريف )) . وقال القراء في قوله تعالى : ) من بعد غلبهم ( : (( كلام العرب غَلَبته غَلَبةً ، فإذا أضافوا أسقطوا الهاء كما أسقطوها في قوله ) وإقام الصلاة ( [ النور : 37 ] ، والكلام إقامة الصلاة )) . كلام القراء فيه نظر من وجوه :ـ الأول : لا يصلح ( إقام ) دليلاً على ما ذهب إليه ، لأن إقام مصدر قد حذف منه لاعتلال فعله ، فجعلت التاء عوضاً من المحذوف وغَلَب ليس بمعتل ولا حذف منه شيء ، وقد حكى الأصمعي : طَرَدَ طَرَداً ، وجَلَبَ جَلَباً ، وحَلَبَ حَلَباً ، وغَلَبَ غَلَباً ، فأي حذف في هذا ، وهل يجوز أن يقال في أكل أكلاً وما أشبهه أنه حذف منه . الثاني : الغَلَبُ ، والغَلَبةُ كلاهما مصدران للفعل غَلَبَ وردا في كلام العرب ، كما قالوا الحلب والحلبة . قال سيبويه : (( وقالوا غَلَبه غَلَبةً كما قالوا : نَهَمةٌ ، وقالوا : الغَلَب ، كما قالوا : السَّرَق )) ، فهو من مصادر المفتوح العين مثل الطَّلَب . وقال أبو زيد الأنصاري ( 215 هـ ) : (( والمصدر الغَلَبة والغَلَب )) . وقال الطبري : (( وربما قيل ما هذا الجَلَب كما يقال : الغَلَبة والغَلَب ، والشفقة والشفق )) . وقال الزجاج : (( الغَلَب والغَلَبة مصدر غلبت مثل الجَلَب والجَلَبة )) . فكلام العرب ليس حجة له بل عليه ، لأنه ورد فيه أنهم قالوا : الغَلَب كما قالوا : الغَلَبة ، وهو أيضاً حجة على ابن خالويه الذي أغفل الغَلَب في الأحرف الستة التي جاء المصدر والماضي فيها مفتوحين . الثالث : حذف التاء من إقامة ليس لأجل الإضافة فحسب وإنما جاء المعنى أكبر من ذلك ، لأن المقصود هو المداومة على إقامة الصلاة وتعديل أركانها والمحافظة عليها وليس للإقامة الواحدة ، فإن سياق الآية الكريمة يستدعي الذكر الكثير المتواصل ، قال تعالى: ) في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يُسَـبّحُ له فيهـا بالغـدو والآصـال *رجـال لا تلهيهم تجارةٌ ولا بيعٌ عن ذكر الله وإقام الصلاة ( [ النور :36 ،37 ] ، وكذلك الغَلَب في الآية الكريمة ، فقد تقدم ذكر ما يتصف به مما يجعله أبلغ في موقعه من غيره . وهو أفصح من الغَلْب ، وقيل بل هما لغتان ، مثل الظَّعْن ، الظَّعَن ، وقد قرى بهما ، والحقيقة هما مصدران كالجَلْب والجَلَب ، والحَلْب والحَلَب . والوصف من الغَلَب الـمَغْلَب والـمَغْلَبة . قال ابن دريد : (( والمَغْلَبة الاسم من الغَلَب ، يقال : كانت المغلبة لفلان . قالت هند بنت عتبة ترثي أباها :ـ يدفعُ يوم المغلبة يطعم يوم المسغبة وقال أبو المثلم :ـ رَبَّاءُ مَرْقبـةٍ مَنّاعُ مَغْلَبةٍ رَكَّابُ سلهبة قطّاعُ أقرانِ فهما لم يريدا موضع الفعل ، وإنما أرادا الوصف من الغَلَب الكثير ، أو اسم الموضع الذي تقع فيه الغلبة ، ولو أرادا موضع الفعل لقالا الـمَغْلَب بمنزلة المَسْجَد لموضع الجبهة ، الاسم المَسْجِد . قال سيبويه : (( وأما المَسْجِد فإنه اسم للبيت ، ولست تريد به موضع السجود وموضع جبهتك ، لو أردت ذلك لقلت مَسْجَدُ . ونظير ذلك : المكحلة ، والمحلب ، والميسم ، لم ترد موضع الفعل ، ولكن اسم لوعاء الكحل ، وكذلك المدق صار اسما له كالجلمود ، وكذلك المقبرة ، والمَشرُقة ، وإنما أراد اسم المكان ، ولو أراد موضع الفعل لقال مَقْبَر ، ولكنه اسم بمنزلة المَسجِد )) . والعلة في خروج هذه الأسماء عن مواضع الفعل اختصاصها ببعض ما وقعت عليه في الأصل وغلبتها فيه .

 







توقيع :

  رد مع اقتباس
قديم 11-09-2007, 08:02 PM   رقم المشاركة : 3
عضو فعال
 
الصورة الرمزية خيال الغلباء





خيال الغلباء غير متصل

خيال الغلباء is on a distinguished road


 

قال الرضي : (( وليس كل منطوح أو كل شاة منطوحة نطيحة فهذه العلة في خروجها عن مذهب الأفعال إلى حيز الأسماء بسبب اختصاصها ببعض ما وقعت عليه في الأصل وغلبتها فيه كما في الآلة نحو المنخل والمدهن والمسعط والموضع كالمسجِد )) . وما جاء من هذه الأوصاف على ( مَفْعَلَة ) كالمَغْلَبة ، لا يثني ولا يجمع ، ويجعل للذكر والأنثى ، والعاقل وغيره ، لأنها على غير بناء الفعل ، فقد قال القراء وأبو عبيد فـي ( مَفْعَلَة ) أنه : (( مما تجعله العرب مؤنثاً للذكر والأنثى على غير بناء الفعل ولا يثنونه في تثنيته ولا يجمعونه في جمعه ، وفي الحديث : " الولد مَجْبَنَة مَجْهَلَة مَبْخَلَة " والحرب مأْيَمة ومَيْتَمة – أي يقتل فيها الرجال فتئيمُ النساء ويَيْتَم الأولاد وطعام مَحْسَنة للجسم ومغذاة – يَحْسُن عليه ويَغْذُوه ومَشْرَبة – يُشْرَب عليه الماء كثيراً ومَتْخَمة – يُتّخم عليه )) . ويجمعون اليوم الذي تجري فيه الغَلَبةُ ، فيقولون : (( أتذكر أيام الغُلُبَّة ، و الغُلُبَّي ، والغِلبَّي ، أي : أيام الغلبة )) ، وقال أبو زيد : (( هي الغُلُبَّى والغِلِبَّى )) . والذي يحكم له بالغلبة فهو المُغَلَّب ، ويطلق أيضاً على المغلوب مراراً ، وهو من الأضداد . وفي الحديث : (( أهل الجنة الضعفاء المُغلَّبون )) .
وقال امرؤ القيس :ـ

وإنّكَ لم يفخر عليكَ كفاخرٍ
ضعيفٍ ولم يغلبك مثلُ مُغَلَّبِ

أي : إذا غلبك المغلوب ، فإن غلبته غلبة سوء ؛ لأن النفوس تأنف من أن يغلبها من هو دونها . فالمُغَلّب مدح أو ذم يطلقه من يحكم على غيره وقد يكون باطلاً . وغُلَبَةٌ هو الذي يَغْلِبُ غيرَه ، والذي يَغْلِبُه غيرُه فهو غُلْبَةٌ ، لأن فُعَلة للفاعل وفُعْلَة للمفعول . ورجل غُلَبًّة وغُلُبَّةُ وغَلَبَّةٌ للذي يغلب أو كثير الغلب ، والضم فيها أعلى ، وقالوا : لتجدنّه غُلُبَةً عن قليل وغُلُبَّة ، أي غلاَّباً . وحكى أبو زيد : غَلَبْتُهُ غَلُبَّةً ، قال : ولم أكد أجد لها نظيراً ، ولكن النظير موجود فقد قالوا : رجلٌ حَزُقَّة أي : ضيق الرأي وغَضُبَّة ، أي : يغضب سريعاً ، وعلى هذا تحمل فَعَلَّة وفَعُلَّة وفُعُلَّة ، إنها للذي يغلب سريعاً بدليل أنهم قالوا لتجدنه غُلُبَةً عن قليل كما جاءوا بصيغة المبالغة ( غلاَّب ) للكثير الغلبة ، وإنهم قالوا : غلاّب من قوم غلاّبين . ولم يكسّروه ، وكسّروا غالباً على غَلَبَةٍ ، لأن كل بناء وضع لمعنى يختلف عن غيره. والمُغْلَنْبِي : الذي يغلبك ويعلوك ، وهذا الباب ملحق بأمر نجم ، فقد زادوا فيه ليلحق ببناء بنات الأربعة ، فلما كانت النون في امرنجم ثالثة ساكنة كانت في مغلنبي كذلك ، ولما كان بعدها في امرنجم حرفان جعلوا بعدها في مغلنبي حرفين ليلحق البناء بالبناء ، والغاية زيادة المعنى والمبالغة فيه وتوكيده ، كما قالوا : (( اغلولب العنب في الأرض إذا بلغ كل مبلغ )) ، واغلولب العشب ، وحديقة مغلولبة ، وبعير غلالب للذي يغلب الإبل بسيره . وهذا يدل على كثرة تصرفهم في (غلب ) بالزيادة و التغيير لمطاوعة هذا البناء لما يريدون من المعاني لخفته فإن الثلاثي أخف الأبنية ، كما أن الفتحة أخف الحركات . وقد عدلوا عن غالبة ، وهو في حال المعرفة والتسمية ، ليزيدوا في دلالته ، فبنوا غَلابِ ، ولم يبنوه من الغَلَب كما ذهب ابن دريد ، لأن الغَلَب ليس علما ، ويجب أن يكون غَلابِ معدولا عن غالبة وهو علم أيضاً . وقد خص بالكسر لاجتماع التأنيث والعدل وللإشارة أي أن هذا العلم محبوب ، وكل محبوب مقرب إلى النفس كأن المتكلم يريد إضافتها إلى نفسه ، وترك التنوين يشعر بهذا المعنى . وقد جاءوا بالمغالبة من غَالَب للدلالة على أن الفعل من اثنين ، وجاءوا بالتغالب من تغالب للزيادة على أقل الفعل ، فيكون من اثنين فصاعدا ، وهما بذلك قد خرجا عن نظائرهما ، وقد يسلبا هذه الزيادة ، لأن المتكلم لا يريد الفعل من اثنين إنما (( ليريك أنه في حال ليس فيها )) ، وهكذا جاءوا بالتغليب مصدراً جارياً على غَلَّب للدلالة على خروج التغليب عن النظير لما تضمن من معنى التكثير ، كما خرج التغالب والمغالبة . والتغليب في حقيقته : إصدار حكم بالغلبة ، كما تقدم الكلام في المغلَّب ، تقول : غَلَّبتُه تَغْليباً فهو مُغَلَّبٌ . أي حكمتُ له بالغلبة ، أوحكمتُ عليه بالغلبة فهو مغلوبٌ . وقولك : غَلَّبْتُه تَغْلِيباً . يحتمل المعاني الآتية :ـ أنك تخبر أن هذا فِعْلٌ وقع منك شيئاً بعد شيء على تطاول الزمان ، أي إن فَعّل لمعنى أفعَل . أنك أتيته غالباً ، ولا يراد به التكثير ، كما تقول : كلّمت زيداً . أنك تسلب غلبته ، وتجعلها لنفسك ، أي أنه مضاد لأفعل . أنك جعلته غالباً ، وهو في الحقيقة ليس كذلك . أنك عرّضته للغلبة .أنك أخرجته من هيئته الغالبة وصيرته مغلوباً . أنك أكثرت الفعل وبالغت فيه حتى حصلت على الغلبة . أنك نقلت الغلبة عن جهته وحولتها إلى غيره .

نتائج البحــث :

الاستعمال العربي لا يتقيد بالحدود الضيقة للكلمات . الوصفية تعني حقائق الأشياء وأماراتها وهي من الأحكام المعنوية . الوصفية قائمة على معنى الفعلية ولا تنفصل عنها إلا بالنقل . الوصفية العامة والخاصة مرتبطة بالمنسوب إليه وبالدلالة على الحدوث والثبوت وبالمبالغة أو عدمها . الأفعال أخبار قد تتحول إلى صفات إذا عرفت لأصحابها واشتهرت عليهم بتكرارها . الأفعال الناقصة أوصاف عامة بحاجة إلى تخصيص . أفعال القلوب تعني الإعلام عن حصول النسبة بالعلم أو بالظن بخلاف الناقصة لنقصان حصول النسبة إلا بذكر الخبر . كان الناقصة عامة والتامة خاصة لقيامها بنفسها بخلاف الأولى . أفعال المدح والذم أوصاف عامة للمبالغة . الوصفية العامة تتم بتغيير في النسبة للإبهام أولاً ثم التفسير أو التفصيل بعد الإجمال . الصفة بخلاف النعت ، لأنها قد تكون عامة أما النعت فلا يأتي إلا خاصاً لتبعيته ، كما أنه لا يأتي بلا منعوت كالصفة والمقصود بالصفة المعنى أما النعت فالمقصود منه النسبة . إن التاء تحول الوصف العام إلى خاص أو إلى علم . إن الوصفية الخاصة تؤدي إلى تكسير الجمع لظهور الاسمية عليها بخلاف العامة ، فإنها تجمع جمع سلامة لظهور الفعلية عليها . أسماء الحشر أوصاف عامة لشمولها الخلائق دفعة واحدة . صيغ المبالغة إذا دخلتها التاء أفادت عموم الصفة في ذات واحدة لقيامها مقام مجموعة في تلك الصفة . إن الفعل الواحد قد يفيد معنيين متضادين وذلك بتغيير حركة معينة . إن الوصف الواحد تختلف دلالته بحسب موصوفه عاقلاً كان أم غيره . بناء ( فعَل ) أخف الأبنية وأكثرها استعمالاً بخلاف ( فعِل ) . بناء ( فعَل ) للمحبوب غالباً ، و ( فعِل ) للمكروه . إن الفعلين إذا اتفقا في المعنى اتحدا في المصدر . المغالبة لا تكون إلا بين فاعلين يظهر ذلك في تغيير بناء الفعل للمناسبة . ( فعُل ) للغرائز والطبائع والسجايا فجعل للغلبة ، كما جعل للتعجب والمدح والذم . بناء ( فيعال ) و ( فعال ) للمبالغة في الحدث و ( مفاعلة ) للمبالغة في الفاعل . المفاعلة مصدر و ( الفعال ) اسمه والفرق بينهما كالفرق بين الفعل والاسم . استعمال المصدر بمعنى الفاعل أو المفعول للمبالغة . يضاف المصدر إلى فاعله إذا كان غالباً وإلى مفعوله إذا كان مغلوباً . إلحـاق التاء بمصدر ( أفعل ) الأجوف للدلالة على المداومة . التاء تحول المصدر الميمي إلى الوصف للمبالغة لدلالته على الكثرة . الزيادة في المصدر بالإلحاق للمبالغة ونقصانه يحوله إلى وصف للمبالغة أيضاً . بناء ( مَفْعَل ) لموضع غير مخصص للفعل ، أما ( مفعِل ) فاسم للمكان المخصص للفعل . إلحاق التاء ببناء ( فعيل ) بمعنى مفعول يحوله من وصف قد ثم على موصوفه إلى اسم لما يتصف به . بناء ( مفعلة ) لا يثنى ولا يجمع ويكون للمذكر والمؤنث ، لأنه لا يجري على الفعل . بناء ( مفعَّل ) من الأضداد ، لأنه للفاعل والمفعول أو للغالب والمغلوب .

المصادر والمراجع :

أدب الكاتب ، لابن قتيبة ( 276 هـ ) تحقيق : محمد محيي الدين عبد الحميد ، مصر ، ط4 ، 1382هـ - 1963م . - أساس البلاغة ، للزمخشري ( 538 هـ ) تحقيق : عبد الرحيم محمود ، مطبعة أورفاند ، ط1 ، 1372هـ - 1953م . - ألفية ابن مالك ، مكتبة النهضة ، بغداد 1984م . - أمالي السهيلي ، لعبد الرحمن بن عبد الله الأندسي ، تحقيق : محمد إبراهيم البنا ، ط 1 ، مطبعة السعادة ، 1395هـ - 1970م . - أنوار التنزيل ، للبيضاوي ( 685 هـ ) المطبعة العثمانية 1369هـ . - الإيضاح في شرح المفصل ، لابن الحاجب ( 646هـ ) تحقيق : موسى بناي العقيلي ، مطبعة العاني بغداد . - البارع في اللغة ، لأبي علي القالي البغدادي ( 356هـ ) تحقيق : هاشم الطعان ، بيروت 1975م . - البيان والتبيين ، للجاحظ ( 255 هـ ) دار الفكر 1968م . - التعريفات ، لأبي الحسن الجرجاني ، بغداد ، 1986م . - الجامع لأحكام القرآن ، للقرطبي ، تحقيق : مصطفى السقا ، القاهرة : 1380هـ - 1961م . - الزينة في الكلمات الإسلامية العربية ، لأبي حاتم الرازي ، دار الكتاب العربي ، ط 2 ، القاهرة 1957م . - العموم والخصوص في الجملة العربية ( رسالة ماجستير ) لرجاء عجيل إبراهيم ، كلية التربية للبنات ، جامعة بغداد 1418هـ - 1997م . - الفروق اللغوية ، لأبي هلال العسكري ، تحقيق : حسام الدين القدسي ، دار الكتب العلمية ، بيروت . - الفوائد الضيائية ، للجامي ، تحقيق : الدكتور / أسامة طه الرفاعي ، بغداد ، 1402هـ - 1983م . - الكشاف ، للزمخشري ، دار المعرفة ، بيروت . - المحكم المحيط الأعظم في اللغة ، لابن سيده ، تحقيق : إبراهيم الابياري ، مطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده بمصر ط 1، 1391هـ-1971م . - المخصص ، لابن سيده ، بيروت ، دار الفكر . - المذكر والمؤنث ، للانباري ، تحقيق : طارق عبد عون الجنابي ، مطبعة العاني ، بغداد ، ط1 ، 1978م . - المذكر والمؤنث ، للمبرد ، تحقيق رمضان عبد التواب وصلاح الدين الهادي ، مطبعة دار الكتب ، 1970م . - المفردات في غريب القرآن ، للراغب الاصفهاني ، تحقيق : محمد بن سيد كيلاني ، مطبعة مصطفى البابي الحلبي بمصر 1381هـ - 1961م . - المقتضب ، للمبرد ، تحقيق : محمد عبد الخالق عضيمه ، عالم الكتب ، بيروت . - المنصف ، لابن جني ، تحقيق : إبراهيم مصطفى وعبد الله أمين ، مطبعة مصطفى الحلبي بمصر ، ط1 ، 1373هـ 1954م . - تاج العروس ، للزبيدي ، المطبعة الخيرية ، مصر ، ط 1 ، 1306هـ . - تاج اللغة وصحاح اللغة العربية ، للجوهري ، تحقيق : أحمد عبدالغفور عطار ، دار الكتب بمصر . - تهذيب اللغة ، للأزهري ، تحقيق : عبد العظيم محمود ، ومحمد علي النجار ، القاهرة . - ثلاثة كتب في الأضداد ، للأصمعي ، والسجستاني ، وابن السكيت ، تحقيق : أوفت هفنر ، دار الكتب ، المطبعة الكانولبكية 1912م . - جامع البيان في تفسير القرآن ، للطبري ، دار المعرفة ، بيروت ، ط3 1398هـ - 1978م . - جمهرة اللغة ، لابن دريد ، مطبعة الدكن ، ط1 ، 1345هـ . - حاشية الشهاب ، لشهاب الدين الخفاجي ، بولاق ، 1283هـ . - ديوان الأدب ، للفارابي . - شرح ألفية ابن مالك ، لابن الناظم ، تحقيق : عبد الحميد السيد عبد الحميد ، دار الجيل – بيروت . - شرح ابن عقيل ، تحقيق : محمد محيي الدين عبد الحميد ، مطبعة السعادة القاهرة ط 1 ، 1384هـ - 1964م . - شرح التلويح، للتقتازاي، مطبعة محمدعلي صبيح 1377هـ 1957م . - شرح الشافية ، لرضي الدين الاسترابادي ، تحقيق : محمد محيي الدين عبد الحميد وصاحبيه ، مطبعة حجازي ، القاهرة . - شرح الكافية لرضي الدين الاسترابادي ، دار الكتب العلمية ، بيروت 1405هـ - 1985م . - شرح المفصل ، لابن يعيش ، المطبعة المنيرية بمصر . - شرح شافية ابن الحاجب ، للرضي الاسترابادي ، تحقيق : محمد محيي الدين عبد الحميد ، مطبعة حجازي ، القاهرة . - كتاب سيبويه، تحقيق : عبد السلام هارون، ط1، عالم الكتب ، بيروت . مجالس ثعلب ، تحقيق : عبد السلام محمد هارون ، دار المعارف بمصر . -مجمع البيان في تفسير القرآن ، للطبرسي ، طهران ، ط 2 ، 1379هـ . - مجموعة الشافية ، للجاربردي ، بيروت ، عالم الكتب 1310هـ . - معاني القرآن ، للفراء ، عالم الكتب ، بيروت ، ط2 1980م . - معجم متن اللغة ، لأحمد رضا ، مكتبة الحياة ، بيروت ، 1379هـ 1960م . - معجم مفردات ألفاظ القرآن ، للراغب الأصفهاني ، تحقيق : نديم مرعشلي ، بيروت ، دار الفكر . - معجم مقاييس اللغة ، لابن فارس ، تحقيق : عبد السلام هارون ، دار إحياء الكتب العربية ، ط1 ، 1369هـ . - مفاتيح الغيب ، للفخر الرازي ، بيروت، ط2 ، 1405هـ- 1985م . - نزهة الطرف في علم الصرف ، للميداني ، دار الآفاق الجديدة ، بيروت ، ط1 ، 1401هـ - 1981م . - نظرية النحو العربي ، للدكتور / نهاء الموسى ، ط 1 ، الأردن 1400هـ 1980م . نهاية الإيجاز في دراية الإعجاز ، للفخر الرازي ، تحقيق : إبراهيم السافرائي ، محمد بركات حمدي ، دار الفكر ، عمان 1985م . - انتهى بحث الدكتور عبدالوهاب محمد حسن . وانتم سالمون وغانمون والسلام .

 







توقيع :

  رد مع اقتباس
قديم 11-10-2007, 01:34 AM   رقم المشاركة : 4
مشرف
 
الصورة الرمزية حد الرهيف






حد الرهيف غير متصل

حد الرهيف is on a distinguished road


 

جهد تشكر عليه ,, ماقصرت , ونعم بسبيع الغلبا , لاهنت .

 







توقيع :

  رد مع اقتباس
قديم 11-18-2007, 07:48 PM   رقم المشاركة : 5
عضو فعال
 
الصورة الرمزية خيال الغلباء





خيال الغلباء غير متصل

خيال الغلباء is on a distinguished road


 

بسم الله الرحمن الرحيم

اخي الكريم حد الرهيف السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد شكرا لمرورك الكريم ومن قال ماهان والنعم فيكم وقبيلة سبيع بن عامر الغلباء قد اشتهرت بعزوتها الغلباء على حذف مضاف تقديره خيالة الغلباء للعلم به من صدر الاسلام في الدولة الاموية الى يومنا هذا والغلباء مجازا لقب مدح كما جاء في القاموس : الغلباء : الحديقة المتكاثفة , ومن الهضاب : المشرفة العظيمة , ومن القبائل : العزيزة الممتنعة فالغلباء اذا أطلقت على القبيلة العزيزة مجازا ولان الخيل من اسباب الغلبة , ثم أصبح هذا المسمى عزوة بالغلبة يختص بقبيلة سبيع بن عامر الغلباء دون غيرها من القبائل وكان قديما يطلق على قبيلة تغلب ابنة وائل قال العوتبي : ( وكانت العرب تسميها الغلباء لكثرة غلبها وشدة سطوتها ) قال الشاعر :

وفي الغلباء تغلب أهل عز
وأحلام تعود على الجهول

( وهم سنام ربيعة وأهل بأسها ) الأنساب 1/153 وذكر الفيروزبادي : ( أن الغلباء من القبائل العزيزة الممتنعة , وانها تطلق على تغلب وائل ). تاج العروس 1/ 414 ومن شواهد الشعر في تغلب وائل :

وأورثني بنو الغلبــاء مجدا
حديثا بعد مجدهم القديم

وكذلك قول طرفة بن العبد من بني بكر بن وائل ابناء عم تغلب :

ستصبحك الغلباء تغلب غارة
هنالك لاينجيك عرض من العرض

وكذلك قول العديل بن الفرخ العجلي الوائلي في كلامه عن تغلب وائل :

ولتغلب الغلبــاء عز بين
عادي يزيد فوق الكاهل

والغلباء فرس قبيلة سبيع بن عامر الغلباء والدارجة عليهم من اسلافهم قبيلة بني هلال بن عامر بن صعصعة والتي اخذتها عنوة من قبيلة تغلب ابنة وائل الغلباء : ومن الادلة قول شاعر وشيخ قبيلة تغلب عمرو بن كلثوم التغلبي في وصف الخيل من معلقته :

وَتَحمِلُنا غَداةَ الرَوعِ جُردٌ
عُرِفنَ لَنا نَقائِذَ وَاَفتُلينا

وَرَدنَ دَوارِعًا وَخَرَجنَ شُعثًا
كَأَمثالِ الرَصائِعِ قَد بَلينا

وَرِثناهُنَّ عَن آباءِ صِدقٍ
وَنُورِثُها إِذا مُتنا بَنينا

وهذا رد الراعي النميري العامري : على شاعر قبيلة تغلب ابنة وائل الغلباء وشيخها

هُمُ فَخَروا بِخَيلِهِمُ فَقُلنا
بِغَيرِ الخَيلِ تَغلِبُ أَو عِدينا

لَنا آثارُهُنَّ عَلى مَعَدٍّ
وَخَيرُ فَوارِسٍ لِلخَيرِ فينا

وَعُلِّمنا سِياسَتَهُنَّ إِنّا
وَرِثنا آلَ أَعوَجَ عَن أَبينا

وآل أعوج خيل لبني هلال بن عامر من هوازن المسماة بالاعجويات الواردة في شعر الصحابي الجليل لبيد بن ربيعة العامري رضي الله عنه وابوها زاد الراكب حصان الازد ولتسميتها بالاعجويات قصة ؛ وهي خيلهم قبل ان ياخذوا غلباء العبيات من تغلب الغلباء ابنة وائل فالراعي النميري أسند تعليم سياسية الخيل إلى أسلافه الذين ورث عنهم الخيل ، وهذا يعني أن معرفته بالخيل معرفة دقيقة ؛ لأنها حصيلة أسلاف تعاملوا مع هذه الخيل . وحروب بني عامر في الاسلام مع بني وائل وتميم حروب دينية معلومة الاسباب اعان بني عامر الخليفة معاوية بن ابي سفيان رضي الله عنه ومن جاء بعده من خلفائه للدين اولا وثانيا لانهم اخوال ابيه وجاء في نوادر الهجري أن الشاعر حميد بن ثور الهلالي قال :

قومي بـنو عــامر قوم أشيـر بهـم
فالأصل مجتــمع والفرع منشور

والجد أغــلب أعيا الحاسدون له
حــولا وليـــس لخـــلق الله تغيير

ويرد في أشعار بني هلال القديمة تسمية بني هلال بالغلباء قال عبدالله بن زيزر يمدح ذياب بن غانم الهلالي :

شكا قبلك الزغبي ذياب بن غانم
مطفي من نــار المعادي طلوعها

مقــدم غلبــا من هلال بن عـامر
منكث من أرقاب المعادي دروعها

والغلباء عزوة لقبيلة سبيع بن عامر يميزها عن قبائل العرب قال زنيفر بن نوبان العبيوي المطيري :

قـلـته و انا مع سبيـــع الغلبـــاء
ظهور السواني للقصير صحـاح

ياسبيع يا اهل الفعل ياولاد عامر
ليـا قيـل : يــم المال ثــار صياح

ــ و قال شاعر العجمان الخصيص يوم الرضيمه سنة 1238 هـ :

تسمووا بنا الغلباء سبيع بن عامر
تسمووا بنا لين الله ادنى ذهابها

- وقال الهياف بن شبيب العزيزي من سبيع :

تنحروا من روس غلباء قبيلة
عوامر تسقي العدو المراير

كما ان قبيلة قحطان المعاصرة يطلق عليها لقب غلابة , فيتضح أن الغلباء في الأصل عزوة لكل قبيلة عزيزة ممتنعة وكان قديما يطلق على تغلب بن وائل ثم غلب هذا اللقب على سبيع بن عامر الغلباء بعدما أخذت الخيل الغلب من تغلب بن وائل في صدر الاسلام وانحصر فيهم من بين سائر قبائل العرب وقد أطلق أيضا على قبيلة شمر لقب غلبا ولكنها لم تشتهر به مثل سبيع والشيخ حمد الجاسر رحمه الله أقر بان الغلباء عزوة لقبيلة سبيع ويؤيده الشاعر مسند بن سعود المجمعي حيث يقول حنا هل الغلباء وهي عزوتنا والكثير من شعراء سبيع وغيرهم من القبائل يؤيدون ذلك باشعارهم قال الشاعر مزيد المطيري في الشيخ عبدالله بن صياح العزة السبيعي

ياحيسفا يالقرم ذرب اليميني
= اللي عسيرات المراجل حواها

ريف الضيوف اللي لفوا مقبليني
= في ليلة يسوى الذبيحة ذراها

في ليلة من بردها مخطريني
= شملة تقالبهم ويمطر سماها

هلا بهم من خاطر مايشيني
= ومن حشمة الخطار عجل عشاها

صباب دهن السمن فوق السميني
= كرامة للي تكرم لحاها

ريف القصير ومدهل الغانميني
= ويفرح به اللي حاجته ما قضاها

عد الى منك وردته رسيني
= هداج تيما ما تغيضه دلاها

طيب ومن ناس بعد طيبيني
= سبعان ماوالله يقرب حماها

غلبا سبيع اللي تروي السنيني
= فوق المهار اللي تساعل حذاها

يشهد لهم عود القنا والعريني
= على ظهور الخيل في ملتقاها

غلبا الى رز اللواء بالبطيني
= اليا صاح صياح الطويله لقاها

قاس الطراد مطوعينه بليني
= اهل سربة يفرح بها من نخاها

كل العرب لفعولهم خابريني
= افعالهم بالصحف كلن قراها

افعالهم في ماضيات السنيني
= تعرف الى ركب المحالة ارشاها

هذا وسلم لي على الحاضريني
= وعلى سبيع الله يطيب ثراها

وقال في قصيدة اخرى

من لابة يوم اللقا تهدي الارواح
= فكاكة التالي الى اقفوا مدابيح

غلبا سبيع مروية علط الارماح
= خيالهم بالخيل ياخذ مساريح

غلبا سبيع اهل المروة والامداح
= اهل بيوتن شيدوهن مداويح

مادوروا في مالهم زود الارباح
= ماحاشت ايديهم يقلط مفاطيح

بدرب الكرم والمرجلة ماهم شحاح
= لو ركبت شهب الليالي الشلافيح

اقولها ماني بالامثال مزاح
= اعد فعل سبيع غلبا الزحازيح

واسلم وسلم والسلام .

 







توقيع :

  رد مع اقتباس
قديم 10-16-2008, 02:43 AM   رقم المشاركة : 6
عضو فعال
 
الصورة الرمزية خيال الغلباء





خيال الغلباء غير متصل

خيال الغلباء is on a distinguished road


 

بسم الله الرحمن الرحيم

اخواني الكرام / أعضاء ومتصفحي منتديات القبابنة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : إليكم معلقة شيخ قبيلة بني تغلب الوائلية / عمرو بن كلثوم التغلبي الوائلي والتي رد عليها الراعي النميري بين عامي ستين وخمسة وستين هجرية وقد قال فيهم بعض الشعراء :

ألهى بني تغلب عن كل مكرمة
= قصيدة قالها عمرو بن كلثوم

وقد قال / عمروبن كلثوم التغلبي الوائلي في معلقته :

أَلاَ هُبِّي بِصَحْنِكِ فَاصْبَحِيْنَـا
= وَلاَ تُبْقِي خُمُـوْرَ الأَنْدَرِيْنَـا

مُشَعْشَعَةً كَأَنَّ الحُصَّ فِيْهَـا
= إِذَا مَا المَاءَ خَالَطَهَا سَخِيْنَـا

تَجُوْرُ بِذِي اللَّبَانَةِ عَنْ هَـوَاهُ
= إِذَا مَا ذَاقَهَـا حَتَّـى يَلِيْنَـا

تَرَى اللَّحِزَ الشَّحِيْحَ إِذَا أُمِرَّتْ
= عَلَيْـهِ لِمَـالِهِ فِيْهَـا مُهِيْنَـا

صَبَنْتِ الكَأْسَ عَنَّا أُمَّ عَمْـرٍو
= وَكَانَ الكَأْسُ مَجْرَاهَا اليَمِيْنَـا

وَمَا شَـرُّ الثَّـلاَثَةِ أُمَّ عَمْـرٍو
= بِصَاحِبِكِ الذِي لاَ تَصْبَحِيْنَـا

وَكَأْسٍ قَدْ شَـرِبْتُ بِبَعْلَبَـكٍّ
= وَأُخْرَى فِي دِمَشْقَ وَقَاصرِيْنَـا

وَإِنَّا سَـوْفَ تُدْرِكُنَا المَنَـايَا
= مُقَـدَّرَةً لَنَـا وَمُقَـدِّرِيْنَـا

قِفِـي قَبْلَ التَّفَرُّقِ يَا ظَعِيْنـَا
= نُخَبِّـرْكِ اليَقِيْـنَ وَتُخْبِرِيْنَـا

قِفِي نَسْأَلْكِ هَلْ أَحْدَثْتِ صَرْماً
= لِوَشْكِ البَيْنِ أَمْ خُنْتِ الأَمِيْنَـا

بِيَـوْمِ كَرِيْهَةٍ ضَرْباً وَطَعْنـاً
= أَقَـرَّ بِـهِ مَوَالِيْـكِ العُيُوْنَـا

وَأنَّ غَـداً وَأنَّ اليَـوْمَ رَهْـنٌ
= وَبَعْـدَ غَـدٍ بِمَا لاَ تَعْلَمِيْنَـا

تُرِيْكَ إِذَا دَخَلَتْ عَلَى خَـلاَءٍ
= وَقَدْ أَمِنْتَ عُيُوْنَ الكَاشِحِيْنَـا

ذِرَاعِـي عَيْطَلٍ أَدَمَـاءَ بِكْـرٍ
= هِجَـانِ اللَّوْنِ لَمْ تَقْرَأ جَنِيْنَـا

وثَدْياً مِثْلَ حُقِّ العَاجِ رَخِصـاً
= حَصَـاناً مِنْ أُكُفِّ اللاَمِسِيْنَـا

ومَتْنَى لَدِنَةٍ سَمَقَتْ وطَالَـتْ
= رَوَادِفُهَـا تَنـوءُ بِمَا وَلِيْنَـا

وَمأْكَمَةً يَضِيـقُ البَابُ عَنْهَـا
= وكَشْحاً قَد جُنِنْتُ بِهِ جُنُونَـا

وسَارِيَتِـي بَلَنْـطٍ أَو رُخَـامٍ
= يَرِنُّ خَشَـاشُ حَلِيهِمَا رَنِيْنَـا

فَمَا وَجَدَتْ كَوَجْدِي أُمُّ سَقبٍ
= أَضَلَّتْـهُ فَرَجَّعـتِ الحَنِيْنَـا

ولاَ شَمْطَاءُ لَم يَتْرُك شَقَاهَـا
= لَهـا مِن تِسْعَـةٍ إلاَّ جَنِيْنَـا

تَذَكَّرْتُ الصِّبَا وَاشْتَقْتُ لَمَّـا
= رَأَيْتُ حُمُـوْلَهَا أصُلاً حُدِيْنَـا

فَأَعْرَضَتِ اليَمَامَةُ وَاشْمَخَـرَّتْ
= كَأَسْيَـافٍ بِأَيْـدِي مُصْلِتِيْنَـا

أَبَا هِنْـدٍ فَلاَ تَعْجَـلْ عَلَيْنَـا
= وَأَنْظِـرْنَا نُخَبِّـرْكَ اليَقِيْنَــا

بِأَنَّا نُـوْرِدُ الـرَّايَاتِ بِيْضـاً
= وَنُصْـدِرُهُنَّ حُمْراً قَدْ رُوِيْنَـا

وَأَيَّـامٍ لَنَـا غُـرٍّ طِــوَالٍ
= عَصَيْنَـا المَلِكَ فِيهَا أَنْ نَدِيْنَـا

وَسَيِّـدِ مَعْشَـرٍ قَدْ تَوَّجُـوْهُ
= بِتَاجِ المُلْكِ يَحْمِي المُحْجَرِيْنَـا

تَرَكْـنَ الخَيْلَ عَاكِفَةً عَلَيْـهِ
= مُقَلَّـدَةً أَعِنَّتَهَـا صُفُـوْنَـا

وَأَنْزَلْنَا البُيُوْتَ بِذِي طُلُـوْحٍ
= إِلَى الشَامَاتِ نَنْفِي المُوْعِدِيْنَـا

وَقَدْ هَرَّتْ كِلاَبُ الحَيِّ مِنَّـا
= وَشَـذَّبْنَا قَتَـادَةَ مَنْ يَلِيْنَـا

مَتَى نَنْقُـلْ إِلَى قَوْمٍ رَحَانَـا
= يَكُوْنُوا فِي اللِّقَاءِ لَهَا طَحِيْنَـا

يَكُـوْنُ ثِقَالُهَا شَرْقِيَّ نَجْـدٍ
= وَلُهْـوَتُهَا قُضَـاعَةَ أَجْمَعِيْنَـا

نَزَلْتُـمْ مَنْزِلَ الأَضْيَافِ مِنَّـا
= فَأَعْجَلْنَا القِرَى أَنْ تَشْتِمُوْنَـا

قَرَيْنَاكُـمْ فَعَجَّلْنَـا قِرَاكُـمْ
= قُبَيْـلَ الصُّبْحِ مِرْدَاةً طَحُوْنَـا

نَعُـمُّ أُنَاسَنَـا وَنَعِفُّ عَنْهُـمْ
= وَنَحْمِـلُ عَنْهُـمُ مَا حَمَّلُوْنَـا

نُطَـاعِنُ مَا تَرَاخَى النَّاسُ عَنَّـا
= وَنَضْرِبُ بِالسِّيُوْفِ إِذَا غُشِيْنَـا

بِسُمْـرٍ مِنْ قَنَا الخَطِّـيِّ لُـدْنٍ
= ذَوَابِـلَ أَوْ بِبِيْـضٍ يَخْتَلِيْنَـا

كَأَنَّ جَمَـاجِمَ الأَبْطَالِ فِيْهَـا
= وُسُـوْقٌ بِالأَمَاعِـزِ يَرْتَمِيْنَـا

نَشُـقُّ بِهَا رُؤُوْسَ القَوْمِ شَقًّـا
= وَنَخْتَلِـبُ الرِّقَـابَ فَتَخْتَلِيْنَـا

وَإِنَّ الضِّغْـنَ بَعْدَ الضِّغْنِ يَبْـدُو
= عَلَيْـكَ وَيُخْرِجُ الدَّاءَ الدَّفِيْنَـا

وَرِثْنَـا المَجْدَ قَدْ عَلِمَتْ مَعَـدٌّ
= نُطَـاعِنُ دُوْنَهُ حَـتَّى يَبِيْنَـا

وَنَحْنُ إِذَا عِمَادُ الحَيِّ خَـرَّتْ
= عَنِ الأَحْفَاضِ نَمْنَعُ مَنْ يَلِيْنَـا

نَجُـذُّ رُؤُوْسَهُمْ فِي غَيْرِ بِـرٍّ
= فَمَـا يَـدْرُوْنَ مَاذَا يَتَّقُوْنَـا

كَأَنَّ سُيُـوْفَنَا منَّـا ومنْهُــم
= مَخَـارِيْقٌ بِأَيْـدِي لاَعِبِيْنَـا

كَـأَنَّ ثِيَابَنَـا مِنَّـا وَمِنْهُـمْ
= خُضِبْـنَ بِأُرْجُوَانِ أَوْ طُلِيْنَـا

إِذَا مَا عَيَّ بِالإِسْنَـافِ حَـيٌّ
= مِنَ الهَـوْلِ المُشَبَّهِ أَنْ يَكُوْنَـا

نَصَبْنَـا مِثْلَ رَهْوَةِ ذَاتَ حَـدٍّ
= مُحَافَظَـةً وَكُـنَّا السَّابِقِيْنَـا

بِشُبَّـانٍ يَرَوْنَ القَـتْلَ مَجْـداً
= وَشِيْـبٍ فِي الحُرُوْبِ مُجَرَّبِيْنَـا

حُـدَيَّا النَّـاسِ كُلِّهِمُ جَمِيْعـاً
= مُقَـارَعَةً بَنِيْـهِمْ عَـنْ بَنِيْنَـا

فَأَمَّا يَـوْمَ خَشْيَتِنَـا عَلَيْهِـمْ
= فَتُصْبِـحُ خَيْلُنَـا عُصَباً ثُبِيْنَـا

وَأَمَّا يَـوْمَ لاَ نَخْشَـى عَلَيْهِـمْ
= فَنُمْعِــنُ غَـارَةً مُتَلَبِّبِيْنَــا

بِـرَأْسٍ مِنْ بَنِي جُشْمٍ بِنْ بَكْـرٍ
= نَـدُقُّ بِهِ السُّـهُوْلَةَ وَالحُزُوْنَـا

أَلاَ لاَ يَعْلَـمُ الأَقْـوَامُ أَنَّــا
= تَضَعْضَعْنَـا وَأَنَّـا قَـدْ وَنِيْنَـا

أَلاَ لاَ يَجْهَلَـنَّ أَحَـدٌ عَلَيْنَـا
= فَنَجْهَـلَ فَوْقَ جَهْلِ الجَاهِلِيْنَـا

بِاَيِّ مَشِيْئَـةٍ عَمْـرُو بْنَ هِنْـدٍ
= نَكُـوْنُ لِقَيْلِكُـمْ فِيْهَا قَطِيْنَـا

بِأَيِّ مَشِيْئَـةٍ عَمْـرَو بْنَ هِنْـدٍ
ت= ُطِيْـعُ بِنَا الوُشَـاةَ وَتَزْدَرِيْنَـا

تَهَـدَّدُنَـا وَتُوْعِـدُنَا رُوَيْـداً
= مَتَـى كُـنَّا لأُمِّـكَ مَقْتَوِيْنَـا

فَإِنَّ قَنَاتَنَـا يَا عَمْـرُو أَعْيَـتْ
= عَلى الأَعْـدَاءِ قَبَلَكَ أَنْ تَلِيْنَـا

إِذَا عَضَّ الثَّقَافُ بِهَا اشْمَـأَزَّتْ
= وَوَلَّتْـهُ عَشَـوْزَنَةً زَبُـوْنَـا

عَشَـوْزَنَةً إِذَا انْقَلَبَتْ أَرَنَّـتْ
= تَشُـجُّ قَفَا المُثَقِّـفِ وَالجَبِيْنَـا

فَهَلْ حُدِّثْتَ فِي جُشَمٍ بِنْ بَكْـرٍ
= بِنَقْـصٍ فِي خُطُـوْبِ الأَوَّلِيْنَـا

وَرِثْنَـا مَجْدَ عَلْقَمَةَ بِنْ سَيْـفٍ
= أَبَـاحَ لَنَا حُصُوْنَ المَجْدِ دِيْنَـا

وَرَثْـتُ مُهَلْهِـلاً وَالخَيْرَ مِنْـهُ
= زُهَيْـراً نِعْمَ ذُخْـرُ الذَّاخِرِيْنَـا

وَعَتَّـاباً وَكُلْثُـوْماً جَمِيْعــاً
= بِهِـمْ نِلْنَـا تُرَاثَ الأَكْرَمِيْنَـا

وَذَا البُـرَةِ الذِي حُدِّثْتَ عَنْـهُ
= بِهِ نُحْمَى وَنَحْمِي المُلتَجِينَــا

وَمِنَّـا قَبْلَـهُ السَّاعِي كُلَيْـبٌ
= فَـأَيُّ المَجْـدِ إِلاَّ قَـدْ وَلِيْنَـا

مَتَـى نَعْقِـد قَرِيْنَتَنَـا بِحَبْـلٍ
= تَجُـذَّ الحَبْلَ أَوْ تَقْصِ القَرِيْنَـا

وَنُوْجَـدُ نَحْنُ أَمْنَعَهُمْ ذِمَـاراً
= وَأَوْفَاهُـمْ إِذَا عَقَـدُوا يَمِيْنَـا

وَنَحْنُ غَدَاةَ أَوْقِدَ فِي خَـزَازَى
= رَفَـدْنَا فَـوْقَ رِفْدِ الرَّافِدِيْنَـا

وَنَحْنُ الحَابِسُوْنَ بِذِي أَرَاطَـى
= تَسَـفُّ الجِلَّـةُ الخُوْرُ الدَّرِيْنَـا

وَنَحْنُ الحَاكِمُـوْنَ إِذَا أُطِعْنَـا
= وَنَحْنُ العَازِمُـوْنَ إِذَا عُصِيْنَـا

وَنَحْنُ التَّارِكُوْنَ لِمَا سَخِطْنَـا
= وَنَحْنُ الآخِـذُوْنَ لِمَا رَضِيْنَـا

وَكُنَّـا الأَيْمَنِيْـنَ إِذَا التَقَيْنَـا
= وَكَـانَ الأَيْسَـرِيْنَ بَنُو أَبَيْنَـا

فَصَالُـوا صَـوْلَةً فِيْمَنْ يَلِيْهِـمْ
= وَصُلْنَـا صَـوْلَةً فِيْمَنْ يَلِيْنَـا

فَـآبُوا بِالنِّـهَابِ وَبِالسَّبَايَـا
= وَأُبْـنَا بِالمُلُـوْكِ مُصَفَّدِيْنَــا

إِلَيْكُـمْ يَا بَنِي بَكْـرٍ إِلَيْكُـمْ
= أَلَمَّـا تَعْـرِفُوا مِنَّـا اليَقِيْنَـا

أَلَمَّـا تَعْلَمُـوا مِنَّا وَمِنْكُـمْ
= كَتَـائِبَ يَطَّعِـنَّ وَيَرْتَمِيْنَـا

عَلَيْنَا البَيْضُ وَاليَلَبُ اليَمَانِـي
= وَأسْيَـافٌ يَقُمْـنَ وَيَنْحَنِيْنَـا

عَلَيْنَـا كُـلُّ سَابِغَـةٍ دِلاَصٍ
= تَرَى فَوْقَ النِّطَاقِ لَهَا غُضُوْنَـا

إِذَا وَضِعَتْ عَنِ الأَبْطَالِ يَوْمـاً
= رَأَيْـتَ لَهَا جُلُوْدَ القَوْمِ جُوْنَـا

كَأَنَّ غُضُـوْنَهُنَّ مُتُوْنُ غُـدْرٍ
= تُصَفِّقُهَـا الرِّيَاحُ إِذَا جَرَيْنَـا

وَتَحْمِلُنَـا غَدَاةَ الرَّوْعِ جُـرْدٌ
= عُـرِفْنَ لَنَا نَقَـائِذَ وَافْتُلِيْنَـا

وَرَدْنَ دَوَارِعاً وَخَرَجْنَ شُعْثـاً
= كَأَمْثَـالِ الرِّصَائِـعِ قَدْ بَلَيْنَـا

وَرِثْنَـاهُنَّ عَنْ آبَـاءِ صِـدْقٍ
= وَنُـوْرِثُهَـا إِذَا مُتْنَـا بَنِيْنَـا

عَلَـى آثَارِنَا بِيْـضٌ حِسَـانٌ
= نُحَـاذِرُ أَنْ تُقَسَّمَ أَوْ تَهُوْنَـا

أَخَـذْنَ عَلَى بُعُوْلَتِهِنَّ عَهْـداً
= إِذَا لاَقَـوْا كَتَـائِبَ مُعْلِمِيْنَـا

لَيَسْتَلِبُـنَّ أَفْـرَاسـاً وَبِيْضـاً
= وَأَسْـرَى فِي الحَدِيْدِ مُقَرَّنِيْنَـا

تَـرَانَا بَارِزِيْـنَ وَكُلُّ حَـيٍّ
= قَـدْ اتَّخَـذُوا مَخَافَتَنَا قَرِيْنـاً

إِذَا مَا رُحْـنَ يَمْشِيْنَ الهُوَيْنَـا
= كَمَا اضْطَرَبَتْ مُتُوْنُ الشَّارِبِيْنَـا

يَقُتْـنَ جِيَـادَنَا وَيَقُلْنَ لَسْتُـمْ
= بُعُوْلَتَنَـا إِذَا لَـمْ تَمْنَعُـوْنَـا

ظَعَائِنَ مِنْ بَنِي جُشَمِ بِنْ بِكْـرٍ
= خَلَطْـنَ بِمِيْسَمٍ حَسَباً وَدِيْنَـا

وَمَا مَنَعَ الظَّعَائِنَ مِثْلُ ضَـرْبٍ
= تَـرَى مِنْهُ السَّوَاعِدَ كَالقُلِيْنَـا

كَـأَنَّا وَالسُّـيُوْفُ مُسَلَّـلاَتٌ
= وَلَـدْنَا النَّـاسَ طُرّاً أَجْمَعِيْنَـا

يُدَهْدِهنَ الرُّؤُوسِ كَمَا تُدَهْـدَي
= حَـزَاوِرَةٌ بِأَبطَحِـهَا الكُرِيْنَـا

وَقَـدْ عَلِمَ القَبَـائِلُ مِنْ مَعَـدٍّ
= إِذَا قُبَـبٌ بِأَبطَحِـهَا بُنِيْنَــا

بِأَنَّـا المُطْعِمُـوْنَ إِذَا قَدَرْنَــا
= وَأَنَّـا المُهْلِكُـوْنَ إِذَا ابْتُلِيْنَــا

وَأَنَّـا المَانِعُـوْنَ لِمَـا أَرَدْنَـا
= وَأَنَّـا النَّـازِلُوْنَ بِحَيْثُ شِيْنَـا

وَأَنَّـا التَـارِكُوْنَ إِذَا سَخِطْنَـا
= وَأَنَّـا الآخِـذُوْنَ إِذَا رَضِيْنَـا

وَأَنَّـا العَاصِمُـوْنَ إِذَا أُطِعْنَـا
= وَأَنَّـا العَازِمُـوْنَ إِذَا عُصِيْنَـا

وَنَشْرَبُ إِنْ وَرَدْنَا المَاءَ صَفْـواً
= وَيَشْـرَبُ غَيْرُنَا كَدِراً وَطِيْنَـا

أَلاَ أَبْلِـغْ بَنِي الطَّمَّـاحِ عَنَّـا
= وَدُعْمِيَّـا فَكَيْفَ وَجَدْتُمُوْنَـا

إِذَا مَا المَلْكُ سَامَ النَّاسَ خَسْفـاً
= أَبَيْنَـا أَنْ نُقِـرَّ الـذُّلَّ فِيْنَـا

مَـلأْنَا البَـرَّ حَتَّى ضَاقَ عَنَّـا
= وَظَهرَ البَحْـرِ نَمْلَـؤُهُ سَفِيْنَـا

إِذَا بَلَـغَ الفِطَـامَ لَنَا صَبِـيٌّ
= تَخِـرُّ لَهُ الجَبَـابِرُ سَاجِديْنَـا

والغلباء فرس قبيلة سبيع بن عامر الغلباء والدارجة عليهم من أسلافهم قبيلة بني هلال بن عامر بن صعصعة والتي أخذتها عنوة من قبيلة تغلب ابنة وائل الغلباء : ومن الأدلة على ذلك قول شاعر وشيخ قبيلة تغلب / عمرو بن كلثوم التغلبي في وصف الخيل من معلقته :

وَتَحمِلُنا غَداةَ الرَوعِ جُردٌ
= عُرِفنَ لَنا نَقائِذَ وَاَفتُلينا

وَرَدنَ دَوارِعًا وَخَرَجنَ شُعثًا
= كَأَمثالِ الرَصائِعِ قَد بَلينا

وَرِثناهُنَّ عَن آباءِ صِدقٍ
= وَنُورِثُها إِذا مُتنا بَنينا

وهذا رد / الراعي النميري العامري على شاعر قبيلة تغلب ابنة وائل الغلباء وشيخها :

هُمُ فَخَروا بِخَيلِهِمُ فَقُلنا
= بِغَيرِ الخَيلِ تَغلِبُ أَو عِدينا

لَنا آثارُهُنَّ عَلى مَعَدٍّ
= وَخَيرُ فَوارِسٍ لِلخَيرِ فينا

وَعُلِّمنا سِياسَتَهُنَّ إِنّا
= وَرِثنا آلَ أَعوَجَ عَن أَبينا

وآل أعوج الخيل المسماة بالأعوجيات لبني هلال بن عامر من هوازن الواردة في شعر الصحابي الجليل / لبيد بن ربيعة العامري رضي الله عنه وأرضاه وشعر / النابغة الجعدي رضي الله عنه وأرضاه وأبوها زاد الراكب حصان الأزد ولتسميتها بالأعجويات قصة ؛ وهي أن فلوها ربط صغيرا فأصيب بإعوجاج في ظهره وقد أكثر من ذكرها شعراء بني عامر وعلى رأسهم الصحابي الجليل / لبيد بن ربيعة العامري رضي الله عنه وأرضاه والصحابي الجليل النابغة الجعدي رضي الله عنه وأرضاه والراعي النميري رحمه الله وغيرهم من شعراء بني عامر في الجاهلية وصدر الإسلام وغيرهم من شعراء العرب والأعوج في زمنه سيد الخيول المشهورة ، وقد أكثر الشعراء من ذكره ونسبوا إليه خيولهم ، وكان الأعوج لأحد ملوك كندة ، فغزا قبيلة سليم بن منصور فقتلوه وأخذوا فرسه ، فخرج منهم إلى بني هلال بن عامر بن صعصعة فكان أوله فيهم ، ومنه أنتجت خيول العرب . لأخباره انظر في ابن الكلبي 16 ، 17 ، 20 ، 21 ، 42 ، 45 ، 117 118 ، وفي أبي عبيدة 66 والأصمعي 379 ، وذكره ابن الأعرابي في موضعين آخرين ، والغندجاني 37 ، وابن رشيق 2/234 ، وحلية الفرسان 152 ، وجواب السائل 30 ، والقاموس " عوج " 1/201 ويذكر : " كان لكندة فأخذته سليم ثم صار إلى بني هلال . تنسب إليه الأعوجيات " فرس عبد الله بن شرحبيل كما في المخصص 6/196 ، وفي اللسان 3/118 والقاموس 1/282 . وهي خيلهم قبل أن يأخذوا الغلب جمع الغلباء من العبيات من تغلب الغلباء ابنة وائل فالراعي النميري أسند تعليم سياسية الخيل إلى أسلافه الذين ورث عنهم الخيل ، وهذا يعني أن معرفته بالخيل معرفة دقيقة ؛ لأنها حصيلة أسلاف تعاملوا مع هذه الخيل . وحروب بني عامر في الإسلام مع بني وائل وتميم حروب دينية معلومة الأسباب أعان بني عامر الخليفة / معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه وأرضاه ومن جاء بعده من خلفائه للدين أولا وثانيا لأنهم أخوال أبيه . وجاء في نوادر الهجري أن الشاعر / حميد بن ثور الهلالي قال :

قومي بـنو عــامر قوم أشيـر بهـم
= فالأصل مجتــمع والفرع منشور

والجد أغــلب أعيا الحاسدون له
= حــولا وليـــس لخـــلق الله تغيير

ويرد في أشعار بني هلال القديمة تسمية بني هلال بالغلباء قال : / عبدالله بن زيزر يمدح ذياب بن غانم الهلالي :

شكا قبلك الزغبي ذياب بن غانم
= مطفي من نــار المعادي طلوعها

مقــدم غلبــا من هلال بن عـامر
= منكث من أرقاب المعادي دروعها

والغلباء عزوة لقبيلة سبيع بن عامر تميزها عن سائر قبائل العرب قال : / زنيفر بن نوبان العبيوي المطيري :

قـلـته و أنا مع سبيـــع الغلبـــاء
= ظهور السواني للقصير صحـاح

يا سبيع يا أهل الفعل يا أولاد عامر
ليـا قيـل : يــم المال ثــار صياح

و قال : شاعر العجمان فهد الخفيف يوم الرضيمه سنة 1238 هـ :

تسمووا بنا الغلباء سبيع بن عامر
= تسمووا بنا لين الله أدنى ذهابها

كما أن قبيلة قحطان المعاصرة يطلق عليها لقب غلابة , فيتضح أن الغلباء في الأصل عزوة لتغلب الغلباء ابنة وائل ثم غلبت هذه العزوة على قبيلة سبيع بن عامر الغلباء بعدما أخذت الخيل الغلب واحدتها الغلباء العبيات من قبيلة تغلب بن وائل في صدر الاسلام وانحصرت فيهم من بين سائر قبائل العرب وقد أطلق أيضا على قبيلة شمر لقب غلبا ولكنها لم تشتهر به مثل شهرت سبيع مشتقا من الغلبة على التنكير والشيخ / حمد الجاسر رحمه الله أقر بأن الغلباء عزوة لقبيلة سبيع ويؤيده الشاعر / مسند بن سعود المجمعي حيث يقول : ( حنا هل الغلباء وهي عزوتنا ) والكثير من شعراء سبيع وغيرهم من القبائل يؤيدون ذلك بأشعارهم قال : الشاعر مزيد المطيري

غلبا سبيع اللي تروي السنيني
= فوق المهار اللي تسالس حذاها

يشهد لهم عود القنا والعريني
= على ظهور الخيل في ملتقاها

غلباء إلى رز اللواء بالبطيني
= إليا صاح صياح الطويله لقاها

قاس الطراد مطوعينه بليني
= أهل سربة يفرح بها من نخاها

كل العرب لفعولهم خابريني
= أفعالهم بالصحف كلن قراها

أفعالهم في ماضيات السنيني
= تعرف إلى ركب المحالة إرشاها

وقال : في قصيدة اخرى

من لابة يوم اللقا تهدي الأرواح
= فكاكة التالي إلى أقفوا مدابيح

غلباء سبيع مروية علط الأرماح
= خيالهم بالخيل ياخذ مساريح

غلبا سبيع أهل المروة والأمداح
= أهل بيوتن شيدوهن مداويح

ما دوروا في مالهم زود الأرباح
= ما حاشت ايديهم يقلط مفاطيح

بدرب الكرم والمرجلة ما هم شحاح
= لو ركبت شهب الليالي الشلافيح

أقولها ما ني بالأمثال مزاح
= أعد فعل سبيع غلباء الزحازيح

كما قال : شاعر بني خالد في الفارس شليل المليحي

الفعل يا ابن حميد فعل المليحي
= اللي عزل بين الخوالد والأتراك

من روس غلباء متعبين النطيحي
= هذا ومثله دوم يصلح لشرواك

حول بشيخ الترك حي يصيحي
= ينخى ولا فكوه فرسان الأتراك

منقول بتصرف وأنتم سالمون وغانمون والسلام .

 







توقيع :

  رد مع اقتباس
قديم 10-16-2008, 03:18 PM   رقم المشاركة : 7
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية ذيبان






ذيبان غير متصل

ذيبان is on a distinguished road


 

ماشاء الله تبارك الله
معلومات جديدة علي
قصائد حلوة
نقل مميز

يعطيك ألف عافية يا خيال الغلبا كفو والله

أخوكمـ ذيبانـ

 







توقيع :

  رد مع اقتباس

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
Powered by Style ALRooo7.NET

Copyright © 2010 alrooo7.net. All rights reserved