بسم الله الرحمن الرحيم
يحكي ان رجلاً " مواطناً " لم يجد الخدمات الطبية الكافيه المتوفرة في مدينة عرعر الحبيبة وتم تحويله للعلاج في مدينة الرياض العـــــاصــمة ، ذهب ابو عواد الى المطار وركب الطائرة وجلس في أول المقاعد ، وكما هو معروف انها مخصصة للدرجة الاولى وابوعواد تذكرته على درجة السياحية " الضيافة" وأتى المضيف قال : يا عمي مكانك في الخلف رفض ابو عواد التحرك عن هذا المكان وقال الكلمة المشهور : من سبق لبق ، قال المضيف هذه مخصصة للدرجة الاولى ورد ابوعواد الدولة ماقصرت وكلنا في حكومتنا الرشيدة التي تبذل الخير على المواطنين ، وكبر الموضوع رويداً ورويداً وتجمع المضيفين على ابوعواد لكي يقنعوه وكادت ان تتأخر الرحلة بسبب ابو عواد وإذا شاب كان مراقب للموقف وكان شاب ذكياً عليه علامات النبوغ والفطنة فأشار إلى المضيف بأن " يدعو ابو عواد لــه وهو يستصرف معه " ذهب الشاب إلى ابو عواد وقال له : وين رايح ياخالي قال ابو عواد : الرياض رد الشاب بسرعة : الرياض هذا المكان بيروح القصيم ،الرياض وراء في الخلف ،، ذهل ابوعواد و أخذ بشته ذو اللون البني " لون الصحراء " وقام من مقعده بسرعة وانطلق للخلف إلى الدرجة السياحية ، وجلس في المقعد المخصص له وارتاح ابو عواد و اطمئن انه في المكان الصحيح وانه سوف يلحق بموعده في المستشفى ، وشكر المضيفون الشاب الذي انقذ الموقف بحسن تصرف وذكاء .
لو تأملنا القصة لوجدنا فيها ( خاطب الناس على قد عقولهم ) سواء كنت حامل درجة العلمية العليا لابد ان تنزل إلى مستوى الذي تخاطب لا انك ترى نفسك " تتكبر عليهم " لا أبداً تخاطبهم بنفس ميولهم وبيئتهم وتعرف مغازيهم ، فلو كنت معلماً انزل للمستوى طلابك ، لو كنت أباً انزل لمستوى أبنائك وضع نفسك في سنهم لو كنت تخاطب أباك ضع نفسك مكانه لنا في رسول الله قدوة حسنة عندما فتحت مكة قال له رجل يا رسول الله ان أبا سفيان رجل كبير في قومه ورجل له مكانته في قريش فأجعل له شرفاً فقال عليه الصلاة والسلام بأبي هو وامي الكلمة المشهور : من دخل بيت الله فهو آمن ومن دخل دار ابو سفيان فهو آمن ، فجتمع إليه الناس في الفتح بعدما كانوا يجتمعون عنده لأخذ الرأي منه وهكذا حسن اسلام ابو سفيان رضي الله وشارك في حنين واستشهد في معركة الردة رضي الله عنه وهو مازال صاحب رأي مكانه ، وكما قال عليه الصلاة والسلام : خياركم في الجاهليه خياركم في الاسلام .
أخوكم
القباني
العرض الشجري
