عودة أرض العرب مروجا وأنهارا
بحث علمي جديد حول تغيرالمناخ والتجمد المرتقب
منقول عن بحث للمهندس: محمد خالد الكيلانى
البحث مطول واقترح ان تقرأه على اجزاء حتى تسيطر على المعلومة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا البحث يتناول ظاهرة التغير المناخي المتوقع والمسمى غربا بالعصر الجليدي الثاني والذي يتحدث عنه الكثير من العلماء
ولكن هذا البحث هو من وجهة نظرنا نحن سكان المنطقة العربية
وسأحاول فيه الربط بين المعطيات والدراسات العلمية الحديثة وبين الحديث النبوي الشريف الذي ينبؤنا بعودة أرض العرب مروجا وأنهارا .
سأسرد التغير المناخي الحالي مع إعطاء نبذة عن أثر هذا التغير على إحدى المدن العربية وهي مدينة بنغازي وكيف أن مناخها بدأ يتلطف ويبرد.
تجمد شمال الاطلنطي
تنتشر بين علماء المناخ هذه الايام نظرية مفادها أن ظاهرة الاحتباس الحراري قد تسبب مشكلة أخرى أكبر
فالاحتباس الحراري الناتج عن وجود كميات كبيرة جدا من غاز ثاني أكسيد الكربون في الجو وكذلك وجود غازات أخرى تعمل على إحداث ثقوب في طبقة الاوزون وهذا الاحتباس بدأ منذ عدة سنوات في التأثير على الجليد الموجود بالقارة المتجمدة الشمالية أي بمنطقة شمال الاطلنطي وهذا الموضوع ثابت علميا وموثق
هذه الصور تبين إنحسار الجليد في السنوات الاخيرة
وهذه الاخرى تبين الانحسار بطريقة مختلفة حسب السنوات
ذوبان الجليد هذا سيكون له عدة إنعكاسات سلبية على مناخ منطقة شمال الاطلنطي فهو سيزيد من نسبة المياه العذبة أي أن تقل ملوحة المحيط الاطلنطي.
ولقد اثبتت القياسات في مضيق الدنمارك وبحر لابرادور تناقص ملوحة المياه
إنحسار الجليد يؤدي إلي توسيع المنطقة البحرية (مقارنة بالمتجمدة) مما سيؤدي إلى المزيد من التبخر
والمزيد من المطر أي المزيد من الماء العذب وتقل ملوحة المياه بهذه المنطقة
ومن المعروف أن جزء من مياه المحيط متجمدة ولكن عندما يتجمد الماء المالح فإن الثلج يكون ماء عذبا
( وهذه الظاهرة يعتمد عليها ببعض المناطق الباردة لتحلية مياه البحر بإذابة هذا الثلج)
فعند ذوبان هذا الجليد ستزداد نسبة المياه العذبة
كل هذه العوامل ستقلل من ملوحة المياه السطحية الموجودة بمنطقة شمال الاطلنطي
ومن المعروف والثابت علميا أيضا أن الماء العذب أخف من الماء المالح لذا فهو يطفو على السطح.
وهذه نقطة مهمة سنعود إليها فيما بعد
ويقدر العلماء معدل تناقص الجليد من 9 إلى 14% كل عشر سنوات
في المقابل ستشهد المحيطات والبحار زيادة أو إرتفاعا في مستواها مما سيزيد من مساحتها حيث ستغمر هذه المياه الكثير من الاراضي المنخفضة وهناك العديد من الجزر التي يعاني سكانها من هذه الظاهرة الآن وحتي وإن لم تغمر المياه أراضيهم فإن إرتفاع مستوى مياه البحر سيؤثر على التربة الزراعية ويفسدها بسبب إرتفاع منسوب المياه المالحة .
زيادة المساحة المسطحة للمياه سيؤدي كما قلنا لزيادة التبخر وبخار الماء يعتبر من أكثر العوامل تسخينا للغلاف الجوي وهي ظاهرة معروفة يعرفها البدو عندنا في الصحاري فعندما تكون هناك سحب في السماء سيقول لك البدوي بأنها ستكون ليلة دافئة لأن "السحاب يدفئ" فكهذا تعلمها المسكين.
هذا التسخين بدوره سيؤثر على الغابات مما يؤدي إلى جفاف الاشجار وزيادة الحرائق لتتعمق دورة التسخين من ذاتها.
هناك ظاهرة أخرى إكتشفها العلماء منذ مدة وهي وجود تيارات بحرية هائلة تدور الماء بين المحيطات
فتنقل الماء الدافئ من شواطئ أفريقيا شمالا حتى منطقة شمال الاطلنطي وتسمى هذه الظاهرة سير المحيط المتحرك العظيم The Great ocean conveyer belt
ونشاهد في الصورة التالية حركة هذه التيارات فاللون الاحمر يمثل التيارات الساخنة واللون الازرق يمثل التيارات الباردة
وتبين أن المحرك الفعال لهذه الظاهرة هو هبوط التيار الساخن القادم من أفريقيا بعد برودته إلى أسفل
ليتجه جنوبا عبر قاع المحيط حاملا معه الغذاء للاسماك والكائنات البحرية .
ففي الاحوال العادية تستمر هذه الحركة طول العام وتنقل الحرارة والدفء الى أوروبا
ويقدر العلماء كمية هذه الحرارة السنوية بما يعادل ما ينتجه مليون محطة ذرية لتوليد الطاقة.
هذا ما يحدث في الاحوال العادية ولكن في هذه الفترة وفي السنوات القادمة يخشى العلماء من أن زيادة نسبة الماء العذب في منطقة شمال الاطلنطي ستؤدي إلى إيقاف هذه الآلية لأنه وكما ذكرنا سابقا فإن الماء العذب أخف من الماء المالح فهو إذن لا يهبط إلى أسفل ومن ثم تتوقف الحركة.
وهذه هي النظرية التي بني عليها شريط أو فيلم "اليوم الذي يلي الغد" إلا إنها لم تلق حظها من الشرح والتوضيح
وتوقف هذه الحركة العظيمة سيوقف عملية نقل الكميات الهائلة من الحرارة إلى شمال أوروبا وجزء من شرق أمريكا وشرق كندا ، مما سيؤدي إلى هبوط في درجة الحرارة يقدره العلماء على أوروبا من 5 إلى 10 درجات مئوية
هذا التصور أو هذه النظرية بدأت تلقى قبولا متزايدا بين علماء المحيطات إلا أن هناك طائفة يرفضونها ، ويقولون أن هذا السير العظيم سيتباطأ ولكن لن يتوقف كلية.
ويقدر العلماء المؤمنون بها أن هذه الظاهرة قد تحدث في غضون 20 عاما أو أقل
في شهر فبراير من هذه السنة(2-2004) أرسلت بريطانيا سفينة بحرية إلى شمال الاطلنطي مهمتها تثبيت آلات لمراقبة سرعة تحرك التيارات المائية وكذلك قياس ملوحة المياه
السفينة البريطانية
في فيلم "اليوم الذي يلي الغد" تم التعرض بشكل سينمائي لجانب واحد فقط من هذه الظاهرة وهو هبوط الحرارة بأوروبا وأمريكا الشمالية وتم السكوت عن تأثيرها على بقية المناطق وكأنما تأثيرها على بقية العالم ليس أمرا مهما ، ومن المؤسف له أن علماء الارصاد والمناخ لدينا لم يكلفوا أنفسهم عناء البحث والدراسة ويكتفون فقط بهضم أو رفض ما يقدم إليهم من علماء الغرب.
وكنت أنوي نشر هذا البحث منذ مدة إلا أني عندما سمعت بقرب صدور الشريط السينمائي اوالفيلم الامريكي الذي يتناول هذه الظاهرة انتظرت وبعد مشاهدتي للشريط إزددت إصرارا على نشر هذا البحث ورأيت أن أنبه الى الامور التي لم ترد به.
ولقد بحثت في الانترنت فلم أجد فيما توفر لدي من مصادر أي ذكر لاثر هذه الظاهرة علينا مما شجعني للبحث بنفسي مستنيرا بحديث الحبيب المصطفي عليه الصلاة والسلام
فالشريط وكذلك العلماء سكتوا عن أثر هذه الظاهرة على سكان منطقتنا أو ما يسمونه سكان الجنوب
فماذا يعني أن يتوقف هذا السير العظيم ؟
وماذا يعني ان تتوقف عملية نقل هذه الكميات الهائلة من الحرارة شمالا بالنسبة لنا ؟
أقرب تشبيه لهذه العلمية هو أن يجلس أحدنا في مكتب مكيف وبارد ثم يتوقف هذا المكيف
فما سيحدث هو ما يمكن أن نسميه إحتباس أو إحتقان حراري .
فهذا التيار الناقل لهذه الكميات الهائلة من الحرارة عندما يتوقف تتوقف معه عملية نقل الماء الساخن أو الدافئ شمالا ومن ثم سيحدث إنحباس حراري في المحيطات بمنطقتين مهمتين بالنسبة لنا
المنطقة الاولى هي بالمحيط الاطلنطي بالمنطقة المجاورة لسواحل أفريقيا الغربية
والمنطقة الثانية هي بالمحيط الهندي جنوب الجزيرة العربية
وتوقف هذا السير المتحرك العظيم سيؤدي أيضا إلى توقف تدفق المياه الباردة المارة بسواحل أمريكا الجنوبية مما قد يؤدي إلى حدوث إحتباس أو إحتقان حراري هناك
وقد يحدث إنحباس حراري بالمحيط الهادئ ولكن قد لا يهمنا هذا الآن
والسؤال المنطقي الآخر الذي يفرض نفسه هو
ما معنى أن يحدث إنحباس حراري بحري في هذه المناطق ؟
والرد المنطقي بالطبع هو زيادة التبخر لدرجة أن يصبح الهواء مشبعا ببخار الماء
وهذا البخار أيها السادة الكرام هو المرحلة الاولى للامطار
فما ثبت لدينا إلى الآن هو أن منطقة شمال الاطلنطي ستكون أبرد وسيزحف الجليد جنوبا
بينما المنطقة الوسطى سيزداد فيها التبخر لدرجة أن يتشبع الهواء بالبخار
بقي علينا فقط أن نعرف إلى أين سيتجه هذا البخار وهذا يستوجب منا دراسة حركة الرياح والسحاب.
ولكن لنتوقف قليلا عن الجانب العلمي ولنروح على قلوبنا بذكر الله والصلاة والسلام على حبيب الله وعلى آله وصحبه
عودة
الحديث الشريف أو الجزء الذي يهمنا يقول:
"لا تقوم الساعة حتى ...... وحتى تعود أرض العرب مروجا وأنهارا".
وسأستخدم كلمة "عودة" عوضا عن "لا تقوم الساعة حتى .. وحتى تعود" للتوضيح فقط
ولكننا لن نتغاضى عن التأكيد وقوة التعبير في قوله " لا تقوم الساعة حتى " إلا أني سأناقشها منفصلة في نهاية الموضوع فيكون نقاشنا الحالي حول هذه الجملة
"عودة أرض العرب مروجا وأنهارا"
سبحان الله
كل كلمة من هذه الكلمات تستحق وقفة طويلة وبحثا مستقلا فكلمة عودة أو "حتى تعود" فيها إخبار بالماضي وتنبؤ بالمستقبل
فلقد أثبتت الدراسات العلمية مثلا أن الصحراء الليبية وهي المنطقة الجغرافية الواقعة بين غرب مصر وليبيا وشمال السودان وتشاد كانت بحيرات وأنهارا
نشرت هذا الخبر من فترة جريدة الشرق الاوسط التي تصدر بلندن وجاء في الخبر:
" اعلن علماء اميركيون أمس انهم تمكنوا، ولاول مرة، من تحديد اعمار المياه العميقة في الخزان الجوفي النوبي الذي يوجد تحت صحارى مصر وليبيا والسودان وتشاد بدقة كبيرة.
وقالوا ان حركة المياه الجوفية التي توجد تحت أعماق الصحارى في مصر وليبيا تشير الى ان الصحراء الكبرى كانت واحة خضراء شاسعة تملأها البحيرات والاحواض المائية قبل ملايين السنين، في نفس الوقت الذي كان فيه البحر الابيض المتوسط بقعة من الصحراء.
وفي اتصال هاتفي لـ"الشرق الاوسط" قال البروفسور محمد سلطان مدير قسم الاستشعار عن بعد في جامعة بافلو في نيويورك، الذي شارك مع باحثين جيولوجيين وفيزيائيين في البحث الذي نشر في عدد هذا الشهر من مجلة "جيوفيزيكال ريسيرتش ليترز" التي يصدرها اتحاد الجيولوجيين الاميركيين، ان أهمية البحث تتمثل في توظيف تقنيات ليزرية حساسة جديدة مكنت الفريق العلمي من تحديد تاريخ تشكل المياه الجوفية في منطقة النوبة المصرية. "
سبحان الله فالحبيب المصطفى لم يحتاج لفريق من الباحثين معه ولا تقنيات ليزرية حساسة ليثبت أن جزء من أرض العرب كانت مروجا وأنهارا.
وهناك دراسات علمية أخرى تثبت أن الجزيرة العربية كانت هي الاخرى خضراء ولعل العثور على بقايا قرية الفاو وكذلك الاشجار المتحجرة هو دليل كاف وسمعنا في الاخبار في الايام الماضية عن العثور على بقايا ديناصور بالمملكة العربية السعودية.
في إحدى تقارير منظمة الامم المتحدة ورد فيه أن وجود طلع النخل المتحجر والبذور مع وجود ادوات قديمة مثل الرحاة يثبت أن معظم "الشرق الاوسط" وحوض البحر الابيض المتوسط وِشمال أفريقيا كانت خضراء
والصحراء الليبية كانت تغطيها السافانا ،وتثبت نقوش حيوانات الزراف والابقار والفيلة أنها كانت تعيش بالمنطقة.
Fossilized pollen and seeds, along with ancient tools like grinding stones, show that much of the Middle East, the Mediterranean and North Africa were once green. The Sahara itself was a savanna, and rock paintings show giraffes, elephants and cows once lived there.
ونفس الحال ينطبق على الصحراء الموجودة بموريتانيا إلا أن الابحاث لم تطل ذلك الجزء من العالم ربما لعدم وجود التمويل أو الدعم.
وعندما ندقق في كلام الحبيب المصطفى فيما قاله وفيما سكت عنه نفهم أمورا كثيرة
فهو يقول "تعود" في صيغة الفاعل ومعنى هذا أن هذه العودة هي ليست بفعل البشر ولا بإرادة العرب والعودة توحي بأن ذلك راجع لنفس الآلية السابقة التي جعلتها خضراء أي أن هناك نمط أو نظام أو ما يسمى بالانجليزية Pattern
والفاعل في هذه الجملة هي "أرض العرب"
أرض العرب
المقصود بأرض العرب ليس هو جزيرة العرب فقط بل الوطن العربي ككل وأرض العرب تشمل جزيرة العرب وبالرغم من أن تضييق المعنى ليكون محصورا على الجزيرة العربية فقط هو الذي يحتاج لدليل إلا إني سأعطى الدليل على أن المقصود بلفظ "أرض العرب" هو ليس فقط جزيرة العرب
الحبيب المصطفى عندما يريد أن يحدد مكان ما يفعل ذلك بدقة فهو يتكلم أحيانا عن نجد وأحيانا عن العراق وأحيانا عن الشام واليمن والجزيرة العربية بهذا اللفظ وردت في عدة أحاديث شريفة وصحيحة منها مثلا:
"إن الشيطان قد يئس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب، ولكن في التحريش بينهم"
" تغزون جزيرة العرب فيفتحها الله ثم فارس فيفتحها الله ثم تغزون الروم فيفتحها الله ثم تغزون الدجال، فيفتحه الله"
يظهر المسلمون على جزيرة العرب، ويظهر المسلمون على فارس، ويظهر المسلمون على الروم، ويظهر المسلمون على الأعور الدجال.
لا تقوم الساعة حتى تكون عشر آيات: خسف بالمشرق، وخسف بالمغرب، وخسف في جزيرة العرب، والدجال، والدخان ونزول عيسى، ويأجوج ومأجوج، والدابة، وطلوع الشمس من مغربها، ونار تخرج من قعر عدن تسوق الناس إلى المحشر تحشر الذر والنمل.
سيكون بعدي خسف بالمشرق وخسف بالمغرب وخسف في جزيرة العرب، قيل يخسف بالأرض وفيهم الصالحون؟ قال: نعم، إذا أكثر أهلها الخبث.
"يظهر المسلمون على الروم ويظهر المسلمون على فارس ويظهر المسلمون على جزيرة العرب".
فالمعنى الاوسع والاشمل للفظ "أرض العرب" هو الارض التي يقطنها العرب وقت حدوث الحدث المتنبأ به
وأرجو أن تلاحظوا معي الدقة في التعبير "أرض العرب"
الصلاة والسلام عليك يا سيدي ويا حبيبي يا رسول الله
"أرض العرب"
هذه التسمية تنسجم وتتناغم مع تسميات حديثة لبلدان كثيرة
فعبارة أرض العرب تترجم بالانجليزية إلى Arabland
فألا تذكركم هذه التسمية الانجليزية بتسميات أخرى مثل
Scotland
Ireland
Switzerland
Holand
Poland
Finland
Iceland
Greenland
Deutschland
New Zealand
Netherlands
فكلمة ايرلندا تعني في الواقع Eire land أي أرض الايريين وتختلف هذه عن كلمة الايرلنديين
وكذلك الحال بالنسبة لسكوتلندا فهي أرض السكوت The land of the Scots
فكأنما العالم مقسم إلى أراض تسمى كل أرض بإسم قاطنيها أو ملاكها
فلو ظهرت دولة إسمها Arabland لعاملناها نفس معاملة بقية الكلمات المشابهة ولترجمناها إلى كلمة عربلندا شأنها في ذلك شأن هولندا وبولندا ونيوزيلندا وسكتلندا وايرلندا
وسيكتب في كتب تلاميذ الغرب أن Arabland هي The land of Arabs أو أرض العرب
فتسمية الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام تنسجم مع هذه التسميات الحديثة والكثيرة وهي تسمية منطقية بناء على من يقطن هذه الارض وهي تنطبق على الارض الممتدة بين السواحل الافريقية للمحيط الاطلنطي غربا حتى سواحل الخليج العربي شرقا بغض النظر عن كون بعضها يقع بقارة أفريقيا والبعض الآخر يقع بقارة آسيا وهي نفس المنطقة التي يتوقع لها أن تتأثر كثيرا بهذا التغير المناخي المرتقب
وهذه التسمية تنسجم مع تسميات مناطق عديدة في العالم عوضا عن الزيف المنتشر بيننا الآن مثل
"الشرق الاوسط"
او "الشرق الاوسط الكبير"
او "الشرق الاوسط وشمال أفريقيا"
او "العالم العربي"
فبينما توجد الكثير من المرادفات والمشابهات لتسمية الحبيب المصطفى عليه السلام ففي المقابل نجد أن التسمية التى لقمت لنا من الغرب وخاصة من المستعمر الانجليزي هي شاذة ولا تنسجم ولا يوجد لها مرادف أو مماثل
فدول أمريكا اللاتينية لا تسمى بالعالم اللاتيبني أو العالم الاسباني
الدول الافريقية لا يطلق عليها إسم العالم الافريقي
دول الاتحاد السوفييتي سابقا لم تسمى بالعالم السوفييتي
ولا دول اوروبا الشرقية
والدول الاسكندنافية لم تسمى بالعالم الاسكندنافي
ولا دول جنوب شرق آسيا بكل ما فيها من تشابه أو إختلاف
فتسمية أرض العرب بالعالم العربي هي تسمية ساذجة ومستهجنة وليس لها مثيل لا في الحاضر ولا في الماضي
بينما تسمية الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام للبلاد العربية بإ سم أرض العرب هو إسم معبر وينسجم مع التفكير الانساني المعاصر
وأقرب تسمية لها حاليا هي إسم "الوطن العربي" إلا أن الغرب يصر على إستخدام العالم العربي
وكثيرا منا لا يعبأ بالمسميات ولكنها مهمة جدا وأحيانا يتم الضحك علينا من خلال المسميات
وكلما تعمقت في تحليل كلام الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام كلما إزددت حبا لهذا النبي الكريم.
فالصلاة والسلام عليك يا سيدي يا رسول الله
ولكننا للاسف لا نقدر هذا الكنز العظيم الذي تركه لنا الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام
ولم نصل إلى مرتبة أن نعرف معنى كل كلمة ينطق بها هذا النبي الذي لا ينطق عن الهوى
مروجا وأنهارا
قول الحبيب المصطفى "مروجا وأنهارا" عندما نحللها تحليلا منطقيا ودقيقا نفهم منه الكثير
وورود هاتين الكلمتين ليس من قبيل الحشو مثل ما نسمعه الآن على نحو "ندين ونشجب"
فالظروف والعوامل التي تكون المروج تختلف عن تلك التي تكون الانهار
وكلمة مروج يفهم منها أيضا أنها خضراء طول العام وهذا يعني أمرين
الاول هو وجود مصدر دائم للماء
والثاني أن البيئة أو المناخ يلائم نمو الاعشاب طول العام
فالامر إذن لا يتعلق فقط بكثرة الماء ولكن هناك أيضا تغير مناخي
أي أن مناخ منطقة أرض العرب سيكون أكثر برودة ولن تهب علينا الرياح الجنوبية الساخنة الجافة
والتي نسميها نحن في ليبيا برياح "القبلي" وفي مصر تسمى "الخماسين" وفي الجزيرة العربية أعتقد أنها تسمى الكوس
وأما كلمة "أنهارا" فهي تعني سيلان الماء المستمر من المناطق المرتفعة إلى المناطق المنخفضة حتى يصل إلى مستوى البحر
والانهار عادة تنبع من حافة المناطق الجليدية بفعل ذوبانه
أو تأتي من المرتفعات التي تهطل عليها الامطار بإستمرار
والمعروف أن "أرض العرب" هي في معظمها صحراء رملية بمعنى أنه لو جرى عليها الماء لاستوعبته أو شربته
ووجود الانهار بأرضنا نفهم منه وجود المنطقة المتجمدة شمالنا
وذكر الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام لهاذين اللفظين "مروجا وأنهارا" معا أفهم منه تصورين
الاول : أن هناك مناطق ستكون مروجا ومناطق أخرى ستشقها الانهار
والثاني: أنه قد تكون هنالك مرحلتان الاولى بتكون المروج والتي ستؤدي إلي تثبيت الارض بفعل جذور النبات لتتبعها المرحلة التالية وهو إنسياب الانهار
وقد يحدث كلا التصورين معا
وعلينا أن نلاحظ الدقة في اللفظ فالرسول الكريم لم يقل "أنهارا ومروجا" بل قال "مروجا وأنهارا"
والحبيب المصطفى لم يتحدث عن أودية أو سيول بل قال "أنهارا" مما يعني الاستمرارية في تدفق المياه أي أنها ليست موسمية فقط وتعني أيضا حدوث هذا النمط في مناطق كثيرة من أرض العرب
فالصلاة والسلام عليك يا سيدي يا رسول الله
بعد هذه المتعة الروحية من حديث سيدنا محمد عليه وعلى آله الصلاة والسلام نعود الى الجانب العلمي والنظريات المعاصرة.
التغير المناخي الحالي
بالاضافة إلى الادلة على تناقص الجليد فمن ضمن العلامات الاخرى الدالة على حدوث هذا التسخين الحالي هو أنه في بلدان أوروبا الشمالية خلال السنين الماضية صار فصل الربيع يبدأ قبل أوانه المعتاد
وهناك العديد من الادلة الاخرى التي تثبت بداية حدوث هذا التغير المناخي
ولعل موجة الحر التي إنتابت أوروبا الصيف الماضي ووفاة الآلاف في فرنسا والبرتغال وأيطاليا بسببها هو خير دليل حي على أن التغييرات صارت تأخذ مفعولها
ففي فرنسا وفي شهر أغسطس ( 8 ) من العام الماضي 2003 بدأت موجة من الحرارة تجتاحها فوصلت الحرارة إلى أكثر من 40 درجة مئوية وهو رقم قياسي لم يعثر على مثيل له خلال ال 130 سنة التي يحتفظون فيها بالسجلات فقضت على الآلاف من الفرنسيين العجزة الذين عثر عليهم في شققهم موتى ووصل عددهم إلى أكثر من 13,000 وكثير من هؤلاء كانوا يعانون من أمراض وكانوا كبار في السن وكانوا وحدهم،
المفارقة العجيبة أن المباني في فرنسا كانت مصممة لتحتفظ بالحرارة،ولما إجتاحت البلاد موجة الحر أدى التصميم عمله بكفاءة
وعبر أحد مسئولي الصحة الفرنسية عن ذلك بالقول "لقد صار الضعفاء يتساقطون كالذباب" ، وحتى حيوانات حديقة الحيوان في باريس أعطيت لها مثلجات لتبريد حرارة جسمها بالاضافة إلى رشها بالماء
موجة الحر هذه تسببت في العديد من الحرائق في الغابات مما أدى إلى بعض الوفيات الاخرى في فرنسا والبرتغال وأيطاليا
بريطانيا أيضا تعرضت لموجة غير مسبوقة من الحر وصلت إلى 37.7 درجة مئوية ولأول مرة في تاريخها مما أدى إلى نفاذ كافة المراوح الكهربائية من الاسواق وأدت بإدارة السكك الحديدية إلى تخفيض سرعة قطاراتها إلى النصف خوفا من حدوث حوادث بسبب تعوج قضبان السكة الحديدية بسبب الحرارة ، وفي جمهورية التشيك تغير شكل بعض قضبان السكة بسبب الحرارة.
وسجلت سويسرا الباردة عادة والبعيدة عن أفريقيا والمحيط الاطلنطي سجل شهر يونيو أكثر الشهور حرارة في تاريخها أي منذ 250 عاما
قد تتكرر هذه الموجة من الحر هذا العام أيضا وقد لا تتكرر ولكن عدد الموتى بالتأكيد لن يكون على نفس القدر لأن الناس قد تعلموا درسا قاسيا ولأن هناك إستعدادات كبيرة روعيت هذه السنة.
الحرارة الشديدة أثرت على الانتاج الزراعي بسبب الجفاف من جهة وبسبب تسريعها في نمو بعض النباتات في غير أوانها مما أدى إلى نقص الانتاج لكثير من المحاصيل .
وفي المجر توجد أكبر بحيرة مياه عذبة في أوروبا ألا وهي بحيرة "بالاتون" هذه البحيرة بدأت تتناقص مياهها في السنوات الاخيرة بسبب الجفاف مما صار يهدد بحدوث كارثة بيئية كبيرة.
في ألمانيا حيث يحتفظون بسجلات درجات الحرارة منذ عام 1860 وجدوا أن العشر سنوات الماضية كانت أشد السنين حرارة وكان أحرها هو عام 1998 وأن عقد التسعينيات من القرن الماضي كان أشد العقود حرارة.
وعالميا ثبت حسب إحصائيات منظمة الارصاد العالمية التابعة لمنظمة الامم المتحدة أن سنة 2003 هي أحر أو أسخن سنة على الاطلاق تليها الاعوام 1998 و 2002 و2001
في أستراليا شهد صيف هذا العام في شهر يناير ( 1 ) حر غير مسبوق حيث قاربت درجة الحرارة من الوصول لـ 50 درجة مئوية ووصلت كميات الامطار في بعض المناطق إلى أدنى حد لها في تاريخ استراليا المعروف.
مما أثر أيضا على إنتاج الصوف وعاد به إلى ما كان عليه منذ 55 عاما مضت.
ولكن الغريب أنه بعد ذلك بأيام إجتاحت الامطار والفيضانات تلك القارة بشكل غير مسبوق شبهه أحدهم كمن يسكب محتويات 600,000 حوض سباحة في أقل من يوم واحد.
وفي الهند قد نحتاج لمعايير مختلفة فلقد وصلت درجة الحرارة فيها العام الماضي إلى 45 درجة مئوية مما أدي إلى وفاة المئات أو الآلاف ونفس الحال ينطبق على بنجلادش وسيريلانكا وبعض الدول الآسيوية الاخرى فمن المعروف أن الناس بهذه المناطق يتساقطون كالذباب بسبب الكوارث الطبيعية والبشرية.
الاخبار الآن وفي هذه اللحظة تتحدث عن فيضانات في بنجلاداش لم تشهدها البلاد منذ 16 عاما.
غير أن التغير في المناخ لم يقتصر على الحرارة والجفاف فشتاء هذا العام في أوروبا وأمريكا الشمالية وصل في برودته إلى أرقام قياسية أيضا إلا أننا لا نتوقع أن نسمع عنه ضجة كبيرة فهم متعودون على البرد وتنعكس آثاره عادة على سعر برميل النفط فقط.
ومنذ عامين إجتاحت أوروبا فيضانات غير مسبوقة أنتقلت من دولة لاخرى أدت إلى فيضان كثير من الانهار،
هذه الفيضانات غطت جمهورية التشيك وبالذات عاصمتها براغ وأجزاء كبيرة من جنوب ووسط ألمانيا
وغطت مناطق واسعة لدرجة أن الاسماك صارت تسبح بالشوارع وعندما إنحسر الماء وماتت هذه الاسماك صارت رائحتها النتنة تعبق المدن .
من بين العوامل التي تؤدي إلى حدوث الفيضانات هي حرارة الصيف والحرائق الناجمة عنها مما يجعل الارض خالية من الاشجار والنباتات اللازمة لتثبيتها فتنزلق التربة وتؤدي إلى تغيير مجرى المياه والتأثير في حركة سيرها.
وعلى الجانب الآخر من الاطلنطي فإن الولايات المتحدة الامريكية صارت تعاني من جفاف يهدد بتحويل الاراضي الزراعية الى صحاري أو قصعة غبار Dust bowl وبدأت كثير من البحيرات والانهار في الجزء الجنوبي الغربي منها تجف بسبب الجفاف الذي دخل سنته السادسة ،ولدرجة أن هناك شجيرات تسمى Sagebrush من مزاياها أنها صحراوية وتتحمل الجفاف ، هذه الشجيرات بدأت تموت.
وفي نفس الوقت ففي عام 2003 في شهر مايو سجلت أرقام قياسية للاعاصير فبلغت 562 في شهر واحد فقط أدت إلى 41 حالة وفاة بينما الرقم القياسي السابق كان 399 في يونيو 1992
وفي هذا العام في شهر مايو ( 5 ) شهدت ولاية كاليفورنيا في اقليمها الجنوبي بالقرب من "لوس انجلوس" حرائق مدمرة أكلت الاخضر واليابس وأضطرت الآلاف لهجر منازلهم.
وفي خبر جديد ذكر مسئول بمكافحة الحرائق أن إستدعاء الآلاف من أفراد الحرس الوطني للخدمة في العراق صار يؤثر على جهود إطفاء الحرائق والانقاذ المدني بسبب نقص الافراد والآليات.
في تقرير لمنظمة الامم المتحدة صدر الشهر الماضي ( يونيو 6-2004 ) عن ظاهرة التصحر حذر التقرير من أن 31% من الاراضي الزراعية في أسبانيا مهددة بالتصحر
ويضيف التقرير المعد من قبل مجموعة من الخبراء أنه بحلول عام 2025 فإن ثلثي الاراضي الزراعية في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى ستتحول إلى صحراء وثلث الاراضي الزراعية في آسيا وفي الصين بالذات وخمس الاراضي الزراعية في أمريكا اللاتينية ستلاقي نفس المصير.
ويذكر التقرير كيف أن التقدم والتكنولوجيا قد ساهمت في هذا التصحر ويورد عدة أمثلة:
- في أستراليا صارت المضخات في بعض المناطق تضخ المياه المالحة لتفسد بها الارض الزراعية
- في المملكة السعودية الرعاة لم ينتقلوا من مكان لاخر بحثا عن الكلأ بل يستقرون في مكان واحد جالبين المياه اليهم في صهاريج مما أدي بحيواناتهم إلى أكل كل الاعشاب بمناطقهم.
In Saudi Arabia, herdsmen can use water trucks instead of taking their animals from oasis to oasis - but by staying in one place, the herds are getting bigger and eating all the grass.
- في دول أوروبا الجنوبية ساهمت السياحة في تبذير المياه التي كانت تروي الحقول والاشجار.
العلماء الذين ينقبون في الجليد وجدوا الادلة على حدوث ظاهرة تجمد شمال الاطلنطي من قبل وكان حدوثها بشكل متكرر ومفاجئ فلعلها ظاهرة طبيعية ولكن ما ساهم في التعجيل بها هذه المرة هو ما فعله البشر .
وهناك مناطق أخرى مهمة يراقبها العلماء وإحدى أهم هذه المناطق موجودة في كازخستان في جبال "تيين شان" حيث توجد 416 متجمدة في قمم الجبال، ومن خلال القياسات المستمرة على هذه المتجمدات منذ عام 1955 إتضح أن الجليد صار يذوب بشكل متسارع وتتناقص هذه المتجمدات بمقدار 2 كم كل عام.
للموضوع بقية .