قال الشيخ الدكتور عبد الله قادري الاهدل أستاذ الفقه بالجامعة الإسلامية سابقاً بالمدينة المنورة : إن قوم يأجوج ومأجوج هما قبيلتان من بني آدم، وهم من ذرية يافث بن نوح عليه السلام، كانتا متوحشتين احترفوا الإغارة والسلب والنهب والقتل والظلم من قديم الزمان،وكانوا يقطنون الجزء الشمالي من قارة آسيا،شمالا وغالب كتب التاريخ تشير إلى أنهم منغوليون تتريون،وأن موطنهم يمتد من التبت والصين جنوبا إلى المحيط المتجمد الشمالي،وأنهم عاصروا قورش الذي بنى سد دانيال.كما ذُكِرَ أنهم مرّوا في إفسادهم في الأرض بسبعة أدوار،كانت بدايتها قبل (5000آلاف سنة) وآخرها:هجوم جنكيزخان على الحضارة الإسلامية،فهم أسلافه.وقد ذكر بعض المؤرخين حكايات غريبة عن يأجوج ومأجوج،والصحيح أنهم كبقية بني آدم في الطول والقصر وغير ذلك.وقد بنى الصينيون سورهم العظيم لحماية أنفسهم من هجمات القبائل المغولية التي لا زالت تقطن في شمال الصين وشمال غربه إلى الآن،وقد احتلوا الصين فترة من الزمن كما هو معروف.وهذا يدل على أن يأجوج ومأجوج ليسوا هم الصينيين،ولكن ذلك لا ينافي تكاثر قبيلتي يأجوج ومأجوج واستيلائهما على الصين وغيرها من البلدان المجاورة في آخر الزمان،ويكون خروجهم جميعا وفسادهم الأخير في الأرض عند نزول عيسى عليه السلام، ويكون الصينيون وغيرهم معهم،ويكون إطلاق يأجوج ومأجوج على الجميع من باب التغليب،إما لكثرتهم وغلبتهم على سواهم،وإما لكونهم القادة عندئذ، وهذا أسلوب معروف في اللغة العربية،هذا مع العلم أن كثيرا من التتر والمغول-الذين هم أصل يأجوج ومأجوج-أصبحوا من قوميات الصين الآن.
من هم الذين شكوا إلى ذي القرنين من إفساد يأجوج ومأجوج وطلبوا منه بناء السد لحمايتهم منهم؟
أما القبائل التي استنجدت بذي القرنين لحمايتهم من يأجوج ومأجوج، فقد أشار القرآن الكريم على أنهم في جهة مشرق الشمس،وأنهم ضعفاء متأخرون في الحضارة،إذ لم يكن لهم من البنيان ما يسترهم من وهج الشمس،وأنهم لا يكادون يفقهون ما يقال لهم-ولكن الله هيأ لذي القرنين من الأسباب ما يجعلهم يفقهون عنه ويفقه عنهم-.ويرى بعض المؤرخين أنهم كانوا يقطنون في شمال أذربيجان وجورجيا وأرمينيا...ويطلق عليهم اليونانيون اسم(كولش) .