اسطورتهم لم يستلم ريال واحد من حفل اعتزاله ..
في برنامج الجولة نقلاً حديث الكابتن ماجد عبدالله ثالث مهاجم بعد سامي و يوسف الثنيان في المملكة واسطورة النصر التي إلى الان لم يستطيع أحد تجاوزه او حتى يستطيع انتقاده , بعد حفل اعتزل كبير جداً التي اشبه بما تكون قصص الف ليلة وليلة بعد عشر سنوات اقيم حفل اعتزاله وبعدها طول انتظار لم يستلم شيئاً .
صحيفة عكاظ
ماجد عبدالله أحد القامات الرياضية السامقة، ونجم عصره وما تلاه، وواحد من أفضل المهاجمين الذين عرفتهم الملاعب السعودية والخليجية والعربية والقارية..
بقلم تركي الشمري
نشر في 5 يونيو، 2011م في 3:35 صباحاً ماجد عبدالله أحد القامات الرياضية السامقة، ونجم عصره وما تلاه، وواحد من أفضل المهاجمين الذين عرفتهم الملاعب السعودية والخليجية والعربية والقارية..
ظل أنموذج اللاعب المتكامل فنيا وخلقيا، له صولات وجولات، يمتاز حديثه بالصراحة والشفافية، ولا مكان في قاموسه للمجاملات، يرفض الخطأ، ولا يقبل السير في دروبه، وبالتأكيد سيظل واحدا من المنابر الرياضية النيرة، من واقع خبرته وتجربته العريضتين على بساط (المستديرة)، إذ ظل يرفض أقل من الارتقاء نحو المجد، أسوة بما كانت تجيد رأسه، وهي تلاطف الكرة في شباك المنافسين، ماجد، أو السحابة (9) أو «الجلاد» غاص معنا عبر هذا الحوار في هموم النصر، وتقلبات الزمن، ومسببات بعده عن هذا الكيان، رغم تعلق جماهير «العالمي» به، رغم مضي سنوات كثيرة على اعتزاله «المجنونة». أبو عبدالله، أو «السهم الملتهب» تحدث عن حفل اعتزاله، وأضاء لأول مرة كواليس ما وراء الاعتزال، وعرج على الكثير من الأمور التي تخص البيت «الأصفر» وانتقد عمل إدارة النصر، وقيم معطيات أجانب النصر وهو أحد من يملكون (حصانة) الحديث بصراحة، دون خشيته المردود السيىء، وأشار إلى كثير من الفتوق في ثوب الفريق الذي أحب، وأعطاه زهرة شبابه.. لم يحطم الأرقام، ولم يتجاوز المقامات وهو يغترف النقد الساخن، وظل ينتقد، دون تقزيم أو قدح، وأفاض المدح لمن يستحق، معبرا عن دوام عشقه لـ«فارس نجد» و«جماهير الشمس» فلم يسكب الزيت على النار، وواظب على وقار الحديث مع قراء «عكاظ» فماذا قال هذا «الصامت»:
الانضباط الاحترافي يعني النظام الغذائي والتدريب والبعد عن الشهر
سعد الحارثي لم يقدم مايكفي لشفاعة التجديد وعروض اللاعبين مفاخرات
• أين ماجد عن العمل في نادي النصر واللجان التطويرية في الكرة السعودية؟
ــ بخصوص نادي النصر، أنا أخاطبكم كمشجع الآن وكلاعب سابق فقط، لأني بعيد هذه الفترة، أما لجان التطوير في الاتحاد السعودي، فالتطوير لا يكون في اللجان، بل في الملعب، وفي السابق لم يكن لدينا مثل هذه اللجان، وكنا نحقق الإنجازات والبطولات وننافس عليها بشكل قوي، وخصوصا الآسيوية.
• تعيش الكرة السعودية إرهاصات متوالية.. كيف يتم تعديل هذا المسار؟
ــ كرتنا من الممكن أن تعود لسابق العهد، حال اختيار مدرب على مستوى عال، وفي وقت مبكر، كي يطلع على الدوري، وليكون خياره متأنيا للاعبي المنتخب، وبما يحتاج لخططه وفكره التدريبي، عكس ما هو معمول به منذ زمن، أن يأتي المدرب أمام تشكيلة منتقاة، وبرنامج ليس من خياراته، ودون أن يناسب مايريده، وبالتالي يكون دوره آليا، ومن الطبيعي أن يفشل، وأعذاره حاضرة، وسيكون الحكم عليه أنه فشل مع المنتخب، وتدور العجلة للبحث عن مدرب بديل، دون أن نطور أنفسنا بطريقة علمية واضحة، ويظل لاعبونا يواصلون الانحدار في مستواهم الفني، وتتزايد الأخطاء.
• أنت تتهم اللاعب السعودي بهبوط مستواه الفني؟
ــ الأمر ليس اتهاما، ولكنه واضح ولا يحتاج إلى (مواربة) إذا ما أردنا الحديث بصراحة، فنحن في عصر احتراف، ومن البديهي أن تكون المعالم واضحة، لأن الانضباط الاحترافي يعني النظام الغذائي، والبعد عن السهر، والتدريب السليم، والالتزام، بدليل الانخفاض الحاد في مستوى اللاعبين عموما وتذبذب مستوى اللاعبين البارزين من مباراة لأخرى، وهو عيب فني يقلل من عطاءات اللاعب.
• من المسؤول عن عدم التطبيق الأمثل للاحتراف الصحيح.. اتحاد الكرة، أم النادي، أم اللاعب؟
ــ بالتأكيد.. في المقام الأول النادي هو المسؤول، لأنه المخول الأول بمحاسبة اللاعب، غير أن المشكلة في أنديتنا أن المسؤولين عاطفيون، وكرة القدم ترفض التعامل العاطفي.
قصص وروايات
• بعد مرور 20 عاما على الاحتراف في الكرة السعودية لازال اللاعب السعودي (محلك سر) دون احتراف خارجي؟
ــ هناك لاعبون ذهبوا، والجميع يعلم قصص ذهابهم وكيفية احترافهم، ومع الأسف كل هذه التجارب فشلت، لأن مفهوم الاحتراف عند اللاعب السعودي منقوص، ومن الطبيعي أن يفشل.
عروض السراب
• إذن ما سبب ارتفاع سعر عقد اللاعب السعودي محليا؟
ــ ارتفاع قيمة العقود لا يخرج عن نفق (المفاخرة) وشطحات لكسر السقف الأعلى للصفقات، دون إلمام بالمضار التي تتكبدها الكرة السعودية بصفة العموم، وبالتأكيد هناك لاعبون يستحقون ما يدفع ثمنا لعقودهم، وفئة أخرى مستوياتهم أقل من عادية، ولكنها (أرزاق) ليس إلا.
• برأيك .. من هو المهاجم السعودي حاليا الذي يذكرك بماجد عبدالله؟
ــ لا يوجد أحد يذكرني بماجد، وربما لكل زمن رجال، نعم هناك مهاجمون يتراوحون بين المتوسط والجيد، ولكنهم دون الطموح المنتظر.
• تقصد أنه لا يوجد خليفة لماجد عبدالله؟
ــ نعم.. لا يوجد خليفة لماجد.. ومن الممكن أن يأتي من هو أفضل من ماجد، ولكن شبيه ماجد أو خليفته لا أتوقع، والأمر ليس غرورا، أو من نظرة تشاؤمية، بل أحدثك من خلال تجربتي والأرقام، فقد حصلت على هداف الدوري ست مرات، منها ثلاث مرات متتالية، وبعض المواسم أكون مصابا ولا ألعب لذلك لاتجدني هدافا، بل لعبت نصف الدوري وحققت الهداف، والمهاجمون الحاليون لا تجدهم هدافين لأكثر من مرة، أو مرتين في الدوري، وإذا جاء مهاجم وكسر الحاجز التهديفي الذي حققته أستطيع أن أقول لك هذا أفضل مني، أما الآن فللأسف لا يوجد مهاجم هداف مثل ماجد عبدالله «الهداف».
ومن هنا أقول لكل الهدافين «من أراد أن يكون أفضل من ماجد عليه كسر رقمه».
عباءة العاطفة لن تجلب دفء البطولات
الالتزام والعاطفة
• في حفل اعتزالك لم يشاهد جمهور النصر سعد الحارثي.. هل منعت سعد من المشاركة؟
ــ نعم منعته من المشاركة، لأنه لم يحضر للتدريبات معنا، رغم أن إدارة المنتخب السعودي سمحت له بالمشاركة في التدريبات، وعلى ضوء ذلك تم المنع، وأعود لما سبق «نحن عاطفيون» وكرة القدم لا توجد بها مجاملة، والعواطف ممنوعة، والالتزام (خط أحمر) وهذا ما جعلنا في مؤخرة الركب.
• هل بالفعل لك حقوق على النادي جراء حفل الاعتزال؟
ــ أولا.. الحمدلله تم حفل اعتزالي بشكل جميل، وأشكر كل من ساهم في أي نجاح تحقق، أما من ناحية حقوقي المادية، فلم أتسلم من عائد الحفل أي مبلغ، وشركة صلة تحصلت على كامل حقوقها، مناصفة مع الأمير فيصل بن تركي وهذا يعني أن مادفعوه قبل الحفل تحصلوا عليه في نهايته، والأمير فيصل وعدني باستلامها ولكن للأسف لم تصلني حتى الآن.
• أبو عبدالله دعنا نتحدث عن هاجس يشغل أكبر شريحة في المجتمع الرياضي.. عودة النصر الحقيقية متى ستكون؟
ــ قبل أي تفصيل، عودة النصر لن تكون إلا بالبعد عن العاطفة والمجاملات، وعمل الإدارات النصراوية خلال السنوات العشر الماضية ملطخ بالمجاملات والعاطفة، من منطلق مراعاة الرغبات الإدارية وليست الاحتياجات الفنية للنادي، والمفترض أن يكون العمل على العكس تماما، وعندما تتحدث عن برنامج إعداد الفريق، لا بد أن يكون من حيث التطبيق على أرض الواقع، وليس كتابة على الورق، وتوليفة الفريق لن تكون ناجحة وهي ترزح لرغبات الجمهور، ونجومية اللاعب، ولا بد من تطبيق نظرية (البقاء للأفضل) واختيار المدرب بما يناسب عطاء الفريق، وبهذه المناسبة لا زلت مقتنعا أن المدرب البرازيلي هو الأنسب للاعبي فريق النصر، عكس الأوروبي الذي يحتاج للاعب الجاهز في المراكز والمدرب البرازيلي يطور اللاعبين وهذا الأنسب لنا كسعوديين.
قصص الاحتراف الخارجي مكشوفة
عثرات النصر
• وبرأيك من يتحمل تبعات أخطاء الفريق في الفترة الحالية؟
ــ لنبدأ باللاعبين الأجانب، بالتأكيد المدرب والإدارة يتحملان خطأ التعاقد معهم، لأنهم أقل بكثير من طموحات النصر والنصراويين، ومن هذا المنطلق الأخطاء تتراكم، إضافة للمجاملات في التعاطي مع الأحداث، وتطبيق سياسات التعامل مع اللاعبين بشكل مختل أحيانا ومختلف أحيانا أخرى، ومفرزات هذين الأمرين يقودان إلى التخبط والضياع، فيما بدت الجماهير تعي وتعرف كل صغيرة وكبيرة، والشمس لا يمكن حجبها بغربال.
ولماذا المجاملة، فالقريني على سبيل المثال لا الحصر، لم ينجح أو غيره إذ من الطبيعي أن يسلم الدفة لغيره.. نحن نعلم كما الجميع أن أمر البطولات بيد المولى، وهي مسألة توفيقية، ولكن الناس تريد أن ترى عملا مقنعا، وليس مقنعا.. وبالتالي إذا ما أردنا العمل بمنهجية صحيحة يجب أن نقيم أنفسنا، قبل تقييم الآخرين لنا، ومن العدل أن نرحل.