بسم الله الرحمن الرحيم
إن فكرة الإبتعاث للدراسة أو اكتساب معرفة أو علم ليس بالأمر الجديد في العالم، فكان العالم الإسلامي عندما كان رائداً يستقبل العديد من البعثات ففي عهد على ما اذكر هارون الرشيد كان ملوك انجلترا يرسلون أبنائهم للتعلم وكذلك إلى في غرناطة أبان وقت الأندلس ، يتعلمون الأدب والشعر واللغة العربية الرائدة وغيرها من العلوم. فمفهوم الإبتعاث ليس الجديد يحمل أهداف سامية. هذه لمحة تاريخية بسيطة، الآن نسلط الضوء بمفهومي حول الإبتعاث الحاصل الآن والتي لا يخلو بيت من بيوت المملكة من ابتعاث ابن أو قريب لها في أرجاء المعمورة، الدولة استغرب منها فتح باب الإبتعاث في وقت واحد دون تمحيص أو دون دارسة ظهرت فأي شخص يكتب معدل بشكل غير صحيح وبعضهم يكتب أسمه بالإنجليزي غير متطابق مع الجواز وبعضهم لا يحمل جواز أصلاً وتمت الموافقة له. وهنا نسأل وزارة كوزارة التعليم العالي لها علاقات كبيرة مع دول متقدمة تفتح الإبتعاث على مصرعيه ما الهدف منه ؟
نأخذ الأمر بتروي المجتمع السعودي فيه نوع من الانغلاق هذا الانغلاق اثر على تفكير الشباب في المجتمع فعطل بعض التقدم الفكري مع ظهور بعض التصرفات الغير مطلوبة في توجهات الشباب، فرأت الدولة ابتعاث كمية كبيرة وشريحة منهم إلى هناك من أجل مشاهدة العالم الخارجي ولعلي أتى في ذاكرتي الآن رواية ( هروب الدجاج ) لأحد الكاتبات الغربيات أن دجاجة هربت من حظيرة الدجاج وشاهدت العالم الخارجي وعندما عادت لهم قالت إن العالم الخارجي فيه أشياء جميلة ، وإن كانت الرواية صورها العلمانيون في بلدنا إنها الهروب من تعاليم وقيم هذا الدين العظيم .
الأمر الثاني من الناحية الاقتصادية وتأخذ شقين الشق الأمريكي والشق السعودي، هناك ركود كبير في الجامعات الأمريكية من الناحية الاقتصادية بسبب إحداث 11 سبتمبر فنفر العالم من أمريكا وسياستها وكذلك إجراءات التأشيرة والمطارات الأمريكية، وهذا سبب للجامعات الأمريكية ركود وهي مطالبة بمبالغ مالية كبيرة تصرف على اساتذه الجامعة و البحوث المهمة فلا بد من مصدر أخر .
الجانب السعودي هي البطالة الموجود جديد وشركاتين من الجامعات ومن الثانويات سوف تسبب نوع من الضغط على العمل في المملكة وظهور البطالة بعدة أنواعها مما يسبب قلق على الدولة في ترسلهم لتخلص من هذه الناحية بالإضافة لتعلهم شي مفيد.وعندما يأتوا يجدون سوق جديدة وعمل جديد وشركات قائمة وخطط مطروحة.
الجانب الاستخباري في الموضوع وهو مهم جداً ويا ليت الشباب يعون مثل هذا الشي، الشاب السعودي شاب غريب في مكوناته فهو يتواجد في أحيانا " واعذروني عن هذه الكلمة " في المراقص الملاهي وموجود في ساحات الجهاد في الشيشان و البوسنة وأفغانستان والصومال لو البرازيل لذهب وإذا خرج من المرقص وحدث له تغير في تفكيره لحمل السلاح وانطلق للجهاد في عيشة وضحاها ، فهنا يحدث تساؤل ما هي تركيبة هذا الشاب وماهي اهتماماته وماهو المحرك له كيف يكون في أماكن متناقضة فرأت امريكا التالي أن تدرس الشاب السعودي ليس في بلده بل في أمريكا فهي جمعت عينه بحث كبيرة وشريحة كبيرة لتدرس طبيعة هذا الشاب و نمط تفكيره ماهي الأشياء المحركة له وماهي رغباته وماذا يريد وماهي أهدافه . فجمعت أمريكا هؤلاء الشباب عندها لتدرس تركيبة هذا المجتمع هو مجتمعنا السعودي.
هذا ما أنظر إليه وفكرتي على الإبتعاث بعد البعد عن الجانب الأكاديمي والعملي واكتساب المهارات ، الحل في نظري أن الدولة تجعل هناك شروط للابتعاث وتدرس عقيلة الشاب السعودي والفتاة السعودي والشاب ترسله دون تحصين ودراسة وتدريب في كيفية التعامل مع الجهات في أمريكا وكيف يتصرف وكيف يتعامل مع المجتمع الغربي ويا ليت الفتيات يؤخر ابتعاثهم هناك فتاة في الثانوي تكاد لا تخرج للسوق لوحدها وبهذه السهولة نجز بها هناك ووسط الغربة غربة وطن وغربة أهل وغربة دين، هل مهم لها الإبتعاث لهذه الدرجة أن نفرط ببناتنا. وايضاً توضع شروط للإبتعاث هناك شباب وقعوا ضحايا في مخدرات وقضايا أمنية وقضايا أخلاقية ، بالإضافة أن هناك أشياء لا تسيطر عليها من الانحراف الفكري للشاب والانبهار بالحضارة الغربية ودون وجود في ذهنه فلتره لما هو مبهر هناك فهناك أشياء مفيدة وهناك أشياء مضرة ، وسئل احد الحكماء عن رفعة وسمو أخلاقه و حكمته فقال إني شخص كثير الأسفار والتنقل من بلد إلى بلد فأخذ من كل بلد المفيد فقط واعلم نفسي عليه وهذا ما نريده من الشاب أن يأخذ ماهو مفيد ويترك ماهو غير مفيد ولا يخلط بين الأمور قد يكون هناك أشياء ظاهرها حسن لكن مخبرها سيء ومعرفة هذا الشيء قمة الحكمة .
مع تقدير أخوكم القباني
العرض العادي
