من نوادر اللعبونيات
الشاعر الكبير محمد بن لعبون
أحبتي ..
" اللعبونيات " هي القصائد التي قالها والأصح إن قلنا أبدع في نظمها الشاعر البيطار محمد بن حمد بن لعبون .. وهو شاعر عاش في فترة نهايات الدولة السعودية الأولى و عاصر البيطار محسن الهزّاني / راعي بلدة الحريق .. حياته كانت قصيرة نسبيا و التي إنتهت في بضع وأربعين سنة و مات متأثرا في مرض الطاعون الذي إجتاح منطقة شبه الجزيرة العربية و العراق و الشام وقيل لي أنه دفن في دولة الكويت في ساحة خلف بيت البدر على شارع الخليج العربي حاليا و بيت البدر هو المكان الذي يسجل فيه تلفزيون الكويت و تلفزيون Mbc السهرات الغنائية..
رغم حياته القصيرة نسبيا إلا أن محمد بن لعبون قد عاشها متغزلا منذ نعومة أظفاره .. فقيل عنه أنه وصل إلى بلدة الزبير و هو لم يبلغ العشرين من عمره و قال أغلب شعره في تلك البلدة و منها ما عرف باللعبونيّات و هو وزن جديد في الشعر له موسيقى غنائية .. تلقفه أهل السمر آنذاك و غنوه وأشتهر قصيدة في الزبير .. و الكويت.. و البحرين .. و نجد فمما قال .. قصائد كان مطلعها :
- سقى صوب الحيا مزن(ن) تهاما ~ على قبر(ن) .. بتعلّات الحجاز ( وهي سامرية معروفة غناها المطرب صالح الحريبي بلحن سامري مطوّر في أغنية مصوّرة ).
- يا علي صـوّتِ بالصـوت الرفيـع ~ يا مرة .. لا لا .. تذبين القناع ( و هي سامرية قالها في البحرين على جال الرفاع عندما أراد تحذير محبوبته من قدوم أخيها لكي لا يتعرف عليها من بين من رقص من البنات في عرسٍ كان يحضره ) السامرية هذه .. أشهر من نار على علم عند محبي الفن و السامري و خصوصا عند أهل البحرين.
- ما طق فوق الورق يا بن جلق ~ زور كف(ن) فوق كف(ن) ما يليق ( و لها قصة طريفة موجزها أن إبن جلق صائغ كبير في السن و صديق لإبن لعبون .. كان بن لعبون يجلس في دكّانه ليرقب مرور البنات بعد خروجهن وإنتهائهن من اللعب و السباحة في بركة على جنوب شط العرب.. يقال لها .. دوحة البرهام ..فما كان من إبن لعبون إلا حين قربت الفتيات و أصبحن محاذيات لدكان إبن جلق الصائغ أن قال له إرفع رأسك وأنظر و فعلا رفع ناظريه و هو يطرق بمطرقة كبيرة على شريط ذهبي فكان أن طرق يده اليسرى بدلا من الذهب ) إشتهرت هذه السامرية و لا زالت تغنى في نجد.
إخترت لكم نموذجا لعبونيا نادرا من أشعار محمد بن لعبون و هي قصيدة ذات قافيتين قالها مخاطبا أحد أقرباؤه الذين إستوطنوا نجدا و يقال له " أحمد الضاحي " تقول كلماتها التالي :
ما لون قـلـب(ن) دوى ~ به إجراحي ~ بهداك لي ما ترعوي ~ شور نصّـاح
يا قلب لو سال الهوى ~ لك وتـاحـي ~ بالك تطيعه يا النوي ~ وين مــا راح
كب السفاه و ماحوى ~ من إمزاحي ~ ضامي ضعونه ترتوي ~ دمع سفّـاح
مـن كـان لـه بالــدوا ~ من مـلاحـي ~ طب(ن) فهو ما ينقوى ~عنه يا صاح
يا صاح لو بعد النوى ~ والمشاحي ~ يا عـاذلي .. يالمنتوى ~ كــان ينسـاح
ما زال يوم ما التـوى ~ لي جنـاحي ~ راعي الفراق و ينزوي ~ كلما صاح
حاجب مسـراه الغوى~ و الفلاحي ~ والجــود وصله ينطوي ~ عقب وضّاح
من شب له نار الضوى ~ بالضواحي~ ينقـال له نعم الخوي ~ مطلق الراح
أحـمـد حـديثه لي رواة ~ إصحاحي ~في الريح و البرق الضوي ~ كلما لاح
عسر الزمان إلى التوى~فإبن ضاحي~مثل الحيا له و نرتوي~وين ما طاح
ذيب الرجا عقبه عوى ~.بالمراحـي~ أرخص غلاه و مستوي .... مثل نبّاح
غصن الظليل إلى ذوى ~ يالسدّاحي ~ فغصن البصل ما ينحوي ~ منه تفّاح
الحر و الباشق سوى ~ يابن ضاحي ~والبوم صار المرضوي ~ عزنا راح
أطلب إلى هب الهوى ~ لك و.. راحِِ ~ يدني نـوا من مقـنوي ~ به و ترتاح
سـايـلـت مـن القـوي ~ بالنواحي ~ بحماه وأنت المرضــوي ~ فيه وإمباح
لابد مطرات اللوى ~ والنجاحي ~ إن كان طــال المنحـوي ~ يدر الإنصـاح
مطفي حرارات الجوى ~ و المشاحي~ إن كان قل المنكوي ~ والذخر باح
ريف الضعيف إلى ثوى~به و طاحي~دهر(ن) قطع للمنشوي~له وله زاح
حرمٍ على من له حوى ~مي إسلاحي~إن عاد للقاه لو لوى ~عاضٍ برياح
صــلاة فـلاّق النـوى ~ مـا مشى حي ~على محمد مـا لـوى ~ حرف بلياح
نقلت القصيدة لكم من كتاب ( خيار ما يتقط .. من الشعر النبط ) للمؤلف الكبير الراحل عبدالله الحاتم رحمه الله و أسكنه فسيح جنانه
و تقبلوا تحياتي ,,,,, حد الرهيف